ليوا تستعد لمهرجان الرطب
تنطلق فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان ليوا للرطب في 22 الجاري، في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية في أبوظبي، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.
وقال عضو اللجنة العليا المنظمة مدير مهرجان ليوا للرطب، عبيد خلفان المزروعي: «كما في السنوات السابقة، تحتضن مدينة ليوا، الحدث العالمي الأبرز في مجال العناية بشجرة النخيل لهذا العام ألا وهو مهرجان ليوا للرطب 2015، واليوم باتت ليوا واحدة من أهم المناطق استقطاباً للزوار والسياح على مستوى المنطقة، لينعموا بالهدوء والطمأنينة في قلب الطبيعة، وقد ساعدها في هذه المهمة ذلك المزيج المتجانس بمنتهى العفوية بين الحاضر والماضي، ففيها واحد من أعلى الكثبان الرملية بالعالم، كما توجد فيها حصون وقلاع تاريخية تشهد على أن هذه الأرض شهدت ملحمة من الملاحم التاريخية، التي خطّت شجاعة وصبر الرجال في مواجهة قسوة الطبيعة الصحراوية، وتحويلها إلى واحات وبساتين من النخيل».
القاب «البوابة» و«المحطصة المهمة» و«العلامة الفارقة»، كلها ألقاب حصل عليها «مهرجان ليوا للرطب»، الذي أضاف خلال السنوات الـ10 الماضية بُعداً تراثياً يزخر بمكنونات التاريخ والحضارة الأصيلة، ويسرد أسرار الصحاري وأحاديث أهلها، ومظلّة يستفيء بظلها من يرتحل متنقلاً في عوالم الماضي وذاكرة الشعوب الجميلة لواحة ليوا، وهذا العام من المتوقع أن تكون ليوا أكثر روعةً أثناء استقبالها الدورة الـ11 من مهرجان الرطب. |
وأضاف المزروعي أن «مهرجان ليوا للرطب وكل المهرجانات التي تشرف عليها إدارة لجنة البرامج والمهرجانات الثقافية والتراثية، أسهمت بشكل كبير في النمو الاقتصادي لمدينة الغربية، خصوصاً ليوا، وأتى اختيار مدينة ليوا لتكون حاضنة أساسية لهذا المهرجان، نظراً لما تمتلكه من مقومات بيئية جغرافيّة متنوعة، إذ إنها تعد الواحة الأكبر من نوعها في الجزيرة العربية، والمدخل إلى الربع الخالي، وتشكل قوساً يمتد من الجنوب الغربي حتى الجنوب الشرقي في قلب إقليم الظفرة، إذ يراوح عرضها بين 40 و50 ميلاً».
كما تعدّ ليوا واحدة من أكبر الواحات في شبه الجزيرة العربية، واسمها مشتق من أسلوب النطق المحلي للكلمة العربية «الجواء»، التي تعني الواحة الخضراء، أو مكان آمن للراحة والاسترخاء.
وتضم الواحة التي تمتد على طول 100 كيلومتر العديد من الكثبان الرملية ذات الألوان المختلفة، وأشجار النخيل التي تجعل الواحة موقعاً زراعياً مهماً بالنسبة للمنطقة الغربية.
وحظيت منطقة ليوا باهتمام كبير من قبل عدد من الرحالة والمستشرقين الذين زاروا المنطقة خلال أيام «مهرجان ليوا السنوي للرطب»، الحدث الأبرز في منطقة ليوا بوابة الربع الخالي، لما يشكله المهرجان من فرصة كبيرة لالتقاء المزارعين بالجمهور من مختلف الجنسيات والفئات العمرية للتعرف إلى طرق زراعة النخلة وحمايتها، إلى جانب التعرف إلى أنواع الرطب، من خلال شروط المسابقات التي تفرض على المشتركين، التي تتمثل في العديد من الأمور من أهمها الاهتمام بنظافة المزرعة، والعناية بالنخلة، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير المياه.
وجعل المهرجان خلال مواسمه السابقة من منطقة ليوا نقطة اجتذاب للمزارعين المحليين، بينما يتدفق جمع كبير من عشاق الرطب سنوياً إلى واحة ليوا للاستمتاع بعبق الصحراء. كما نجح المهرجان في إنعاش الحياة الاقتصادية بمختلف الأنشطة والقطاعات المتنوعة في المنطقة، سواء المرتبطة بصناعة النخيل والرطب بشكل مباشر، أو كل الأنشطة الأخرى غير المباشرة، إذ أكد عدد كبير من التجار أن معظم الأنشطة الاقتصادية في المنطقة شهدت نمواً في مبيعاتها، تفاوتت في درجاتها من قطاع إلى آخر، خصوصاً القطاع السياحي الذي بلغت فيه نسبة إشغالات عالية.