«ليوا 2015».. احتفاء عالمي بتراث الإمارات

تنطلق اليوم فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان ليوا للرطب في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبرعاية ودعم العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات الخاصة.

وأكد مدير المهرجان، عبيد خلفان المزروعي، اكتمال الاستعدادات لانطلاق الحدث المميز الذي أصبح ركيزة أساسية من فعاليات المنطقة الغربية، ومركز استقطاب جماهيري وإعلامي عربي ودولي لمدينة ليوا، بوابة الربع الخالي، خصوصاً أن المنطقة الغربية في أبوظبي تحظى باهتمام وطني رفيع المستوى، يجسد طموح القيادة في أن تزخر المنطقة بالفرص الاقتصادية الواعدة للجميع، وجعلها مقصداً ثقافياً وسياحياً على المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً.

سوق شعبي

يصاحب فعاليات المهرجان السوق الشعبي الذي يعتبر ركناً أساسياً من أركان هذا الحدث السنوي المميز، حيث تعكس منتجاته روح وأصالة المجتمع الإماراتي، وتستفيد منه العديد من الأسر الإماراتية التي تعرض للأدوات والمعدات والصناعات اليدوية القديمة، ولم يغفل مهرجان ليوا الاهتمام بزواره من الأطفال، الذين يتوافدون إليه بصحبة الأهل، للتعرف إلى تاريخ النخيل وعراقة التراث الإماراتي، حيث خصص لهم عشرات الفعاليات المميزة، من مسابقات ثقافية وورش رسم، تتناول موضوع النخيل، وتعريف الأطفال بفضائل هذه الشجرة المباركة.

وأعرب عن بالغ السعادة بالمكانة المميزة للمهرجان على خارطة المهرجانات التراثية في المنطقة، مشيداً بالرعاية الكريمة للمهرجان من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الذي يُقدّر دوماً ويُثمن حرص أبناء المنطقة على صون موروثهم الثقافي والاجتماعي، وضمان توريثه للجيل الشاب.

وتوجّه المزروعي بالشكر والتقدير إلى «جميع الجهات الراعية والداعمة التي تشاركنا هذا النجاح الباهر الذي يزداد ألقاً كل عام، والذي ما كان ليتحقق لولا اهتمامهم بزراعة الرطب، لما يحمله من احتفاء بالتراث والعادات الأصيلة، ويسهم في الوقت نفسه في تعزيز مساعي تطوير المجال الزراعي، والرعاة رفقاء النجاح هم أدنوك، والفوعة، والاتحاد للقطارات، والظاهرة الزراعية، أما الجهات الداعمة وشركاء مسيرتنا أيضاً فهم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وديوان ممثل الحاكم ــ المنطقة الغربية، ودائرة الشؤون البلدية بلدية المنطقة الغربية، وشركة أبوظبي للتوزيع، القيادة العامة لشرطة أبوظبي ــ مديرية شرطة المنطقة الغربية، ومركز خدمات المزارعين بأبوظبي، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ومركز إدارة النفايات ــ أبوظبي (تدوير)، ودائرة النقل، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى قناة (بينونة) الفضائية، وهي الشريك الإعلامي لنا في فعالياتنا».

وتابع المزروعي «لقد شهد المهرجان هذه السنة إضافات جديدة في المساحة والتقنية والتوزيع اللوجستي للفعاليات، لفتح المجال أمام المشاركين والمزارعين لعرض منتجاتهم ومنتجات الأجداد والآباء التراثية، كون شجرة النخيل كانت ولاتزال تمثل رمزاً لثقافة وتاريخ المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع الإماراتي على وجه الخصوص، حيث بلغت المساحة أكثر من 15000 متر مربع موزعة على أجنحة عدة»، موضحاً أن من المتوقع أن تشهد هذه النسخة تنافساً كبيراً بين المزارعين من مختلف أنحاء الدولة.

وتدخل في مسابقة مزاينة الرطب، وهي الفعالية الرئيسة للمهرجان، العديد من فئات الرطب، ومنها الخنيزي والخلاص والدباس وبومعان والفرض والنخبة وأكبر عذق، ويتم إعلان النتائج بعد القيام بتدقيق المزارع، وفقاً لمعايير دقيقة متعددة، تشمل النظافة العامة للمزرعة، والعناية بالنخلة، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير مياه السقي، إضافة إلى الالتزام بمواعيد تسليم العينات، حسب الفئات والتواريخ التي يتم تحديدها من قبل اللجنة المنظمة، كما تستمر للسنة الثالثة على التوالي مسابقة ثلاثة أشواط تشجيعية لكل من فئات الدباس والخلاص والنخبة، وهي مُخصّصة للمشاركين الذين لم يسبق لهم الفوز من قبل في أيّ من الدورات السابقة للمهرجان، وذلك بهدف مكافأتهم على مشاركتهم المتواصلة، وتحفيزهم وتشجيعهم على بذل الجهود لمنافسة الآخرين.

كما تنظم مسابقة المزرعة النموذجية لأنظف مزرعة، بحيث يتم التسجيل في اليوم الأول من المهرجان، على أن يتم إعلان النتائج في اليوم الأخير، إضافة الى مسابقة سلة «فواكه الدار»، مسابقة «الفواكه الإماراتية المنوعة»، التي تضم أنواعاً مختلفة ومتعددة من الفواكه المزروعة في حديقة المنزل أو المزرعة التي تعود ملكيتها للمشترك، أي أن تكون محلية، وعلى ألا تقل كل مشاركة عن خمسة أصناف من الفاكهة، وقد تمت إضافة هذه المسابقة في سياق الجهود التي تبذلها إدارة المهرجان لتطوير هذا الحدث البارز، وتعزيز الأداء والارتقاء بأصناف الفاكهة المحلية، كما يشهد المهرجان هذه السنة مسابقة أطول نخلة في محاضر ليوا، ومسابقة «أجمل مجسم تراثي»، الذي يشترط استخدام المواد الطبيعية في العمل في أي من مجالات التراث الإماراتي العريق، ويُراعى عدد القطع التراثية المستخدمة في العمل، ومدى الإتقان والتناسق بين المواد المستخدمة، وأن يكون العمل مُعبراً عن نمط من أنماط الحياة القديمة، ومن شروط الاشتراك في مسابقة أجمل مجسم تراثي أن تكون أبعاد المجسم ما بين 1بـ 1 متر، و2 بـ 2 متر حداً أقصى.

وأكد عبيد خلفان المزروعي أنّ المهرجان يشهد في الدورة الـ11 ارتفاع عدد الجوائز إلى 220 جائزة، بمجموع ما يزيد على ستة ملايين درهم.

ويُعّد السوق الشعبي الذي يقام على هامش مهرجان ليوا ركناً أساسياً من أركان هذا الحدث السنوي المميز، حيث تعكس منتجاته روح وأصالة المجتمع الإماراتي، وتستفيد منه أسر إماراتية تعرض للأدوات والمعدّات والصناعات اليدوية القديمة التي شكلت أساس حياة الآباء والأجداد، والمُستمدة في معظمها من النخيل والتمور، كما لم يغفل عن بال المشاركات في السوق مراعاة الزمن الحالي، فقمن بعرض منتوجات حديثة مستمدة من أصالة الماضي.

وتقام أيضاً العديد من الجلسات الثقافية التي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الإماراتي، والتوعية بأبرز معالم الموروث الشعبي، فضلاً عن أنّ المهرجان بات يُشكّل فرصة سنوية لعرض أحدث الابتكارات والمواد الغذائية التي تعتمد في تصنيعها على الرطب والتمر وكل ما يتعلق بشجرة النخيل.

ولم يغفل مهرجان ليوا الاهتمام بزواره من الأطفال، الذين يتوافدون إليه بصحبة الأهل، للتعرف إلى تاريخ النخيل وعراقة التراث الإماراتي، حيث خصّص لهم عشرات الفعاليات المميزة من مسابقات ثقافية وورش رسم تتناول موضوع النخيل، وتعريف الأطفال بفضائل هذه الشجرة المباركة .

وقالت ليلى القبيسي، مديرة فعاليات خيمة الطفل في مهرجان ليوا «يسعدني المشاركة لأول مرة في مهرجان ليوا للرطب في نسخته الـ11 من خلال العديد من الفعاليات وورش العمل التي قمنا بدراسة أهميتها، بما يتناسب مع متطلبات واحتياجات الطفل اليومية في الوقت الحالي، وربطها بالماضي الجميل».

وتابعت القبيسي أنّ «مشاركتنا فعاليات عدة، هي مسرح الطفل، والراوي، ولعبة الدولاب ــ دولاب المنطقة الغربية،و لعبة التحدي، وورش عمل للطفل، وعروض مسرحية»، وتهدف البرامج التي تم تنظيمها واختيارها بعناية إلى تعزيز وترسيخ شخصية الأطفال، وتشكيل مواهبهم المتعددة من خلال استخراج طاقاتهم الإبداعية في الفن والرسم وغيرها من الأنشطة المتنوعة مع جوائز عينية، بما يعكس سعي اللجنة المنظمة لتحقيق طموحات أكبر شريحة من هذه الفئة من خلال تعريفها بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، ويعزز مكانة المهرجان كملتقى لتعزيز الروابط الأسرية.

وتهدف المسابقات إلى ربط الجيل الجديد من الأطفال بثقافة وتراث الإمارات، واعتمدت هذه المسابقات على تشجيع الجمهور الموجود في التعرّف إلى التراث باستخدام مفردات المهن القديمة والحلي والأزياء والأمثال والتغرودات وأشياء تراثية أخرى كثيرة، وذلك من أجل الحفاظ على الخصوصية المحلية من خلال ترغيبهم في الاستماع إلى أمثالهم الشعبية التي تشكل جزءاً مهماً من الانتماء الوطني.

ويهدف المهرجان الذي بلغت المساحة أكثر من 15 ألف متر مربع هذا العام، للاحتفاء بالعادات والتقاليد، والمحافظة على التراث المعنوي لدولة الإمارات، خصوصاً شجر النخيل، الذي يشغل مساحة كبيرة من التراث الإماراتي الأصيل والذاكرة الإنسانية لمجتمع الإمارات، وفتح المجال أمام مختلف الأجيال للتعرف إلى تراث ومنتجات الأجداد والآباء، كون شجرة النخيل كانت ولاتزال تمثل رمزاً لثقافة وتاريخ المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع الإماراتي على وجه الخصوص.

يقدم المهرجان في هذه الدورة جوائز تزيد على ستة ملايين درهم، تتوزع على 220 جائزة تتضمنها الفعاليات الشعبية والتراثية والفنية التي تقام يومياً في المهرجان، ومن أهم هذه الفعاليات والمسابقات: مزاينة الرطب، ومزاينة الليمون والمانجو، والسوق الشعبي، ومسابقة سلة (فواكه الدار)، ومسابقة أجمل مجسم تراثي، والمزرعة النموذجية، وفعاليات الأطفال والسوق الشعبي.

مزاينة الرطب

تمثل مسابقة مزاينة الرطب الفعالية الرئيسة للمهرجان؛ وتشمل فئات الخنيزي والخلاص والدباس وبومعان والفرض والنخبة وأكبر عذق، ويتم إعلان النتائج بعد القيام بتدقيق المزارع وفقاً لمعايير دقيقة متعددة، تشمل النظافة العامة للمزرعة، والعناية بالنخلة، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير مياه السقي، إضافة إلى الالتزام بمواعيد تسليم العينات، حسب الفئات والتواريخ التي يتم تحديدها من قبل اللجنة المنظمة.

أطول نخلة

جائزة أطول نخلة في محاضر ليوا، هي الجائزة التي استحدثها المهرجان هذا العام، ويتم التسجيل فيها ابتداء من اليوم الأول للإعلان عن الجائزة وإلى 29 يوليو، أي قبل اختتام الفعاليات بيوم واحد، فيما سيتم الإعلان عن النتائج في آخر يوم من المهرجان. ويبلغ مجموع جوائز هذه المسابقة 100 ألف درهم إماراتي، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على مبلغ 50 ألف درهم، فيما يحصل صاحب المركز الثاني على مبلغ 30 ألف درهم، والفائز بالمركز الثالث على مبلغ 20 ألف درهم، وتعتمد معايير التقييم في هذه المسابقة على ارتفاع أبعد سعفة عن مستوى الأرض وليس طول الجذع.

«فواكة الدار»

مسابقة سلة «فواكه الدار» تضم أنواعاً مختلفة ومتعددة من الفواكه المزروعة في حديقة المنزل أو المزرعة التي تعود ملكيتها للمشترك، أي أن تكون محلية، وعلى ألا تقل كل مشاركة عن خمسة أصناف من الفاكهة، وقد تمت إضافة هذه المسابقة في سياق الجهود التي تبذلها إدارة المهرجان لتطويره، وتعزيز الأداء، والارتقاء بأصناف الفاكهة المحلية.

المزرعة النموذجية

جائزة المزرعة النموذجية، التي يتم منحها لأنظف مزرعة، يتم التسجيل في هذه المسابقة في اليوم الأول من المهرجان، على أن يتم إعلان النتائج في اليوم الأخير، مع وجود لجنة تحكيم مكلفة التدقيق على المزارع الفائزة على مدار العام، وليس فقط خلال أيام المهرجان. ويصل مجموع جوائز المسابقة الجديدة إلى 500 ألف درهم إماراتي، حيث سيتم اختيار خمس مزارع من المحاضر الشرقية، وخمس مزارع من المحاضر الغربية، ويحصل الفائز بالمركز الأول في كل محضر على جائزة بقيمة 100 ألف درهم عن مزرعته النموذجية، فيما يحصل صاحب المركز الثاني على مبلغ 60 ألف درهم، أمّا الفائز بالمركز الثالث فيحصل على مبلغ 40 ألف درهم، والفائز بالمركز الرابع يحصل على 30 ألف درهم، فيما يحصل صاحب المركز الخامس على مبلغ 20 ألف درهم، إضافة إلى الدروع التذكارية. ومن المتوقع أن تشهد الدورة الحالية من المسابقة مشاركة ما يزيد على 100 مزرعة من ليوا.

أما مسابقتا المانجو والليمون، فتتم إقامتهما للدورة الخامسة ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب، وتخصص للمانجو المحلي والمانجو المنوع، والليمون المحلي والليمون المنوع.

الأكثر مشاركة