المهرجان يحظى بمشاركات كبيرة من المزارعين والمهتمين بتراث النخيل والرطب. تصوير: نجيب محمد

«ليوا للرطب».. منصة تحتفي بالأصالة

بفعاليات ومشاركات عدة، تركز على قيم الأصالة، وتبرز تراث النخيل والرطب، تواصلت أنشطة الدورة الـ11 لمهرجان ليوا للرطب في المنطقة الغربية بأبوظبي، وسط حضور جماهيري وإقبال متميز.

مشغولات حرفية

وكعادته في كل عام يتواجد الاتحاد النسائي العام في مهرجان ليوا للرطب، إذ تشهد الدورة الـ11 مشاركة متميزة للاتحاد تتمثل بعرض العديد المصنوعات والحرف اليدوية التي تمثل تراث دولة الإمارات تعزيزاً للتواصل الحضاري بين الدولة والجنسيات الأخرى المقيمة على أرض الدولة والتي تزور المهرجان.

من جانبها، قالت (أم سعيد) «نحرص في كل عام على المشاركة في مهرجان ليوا للرطب وفي المهرجانات التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي إيماناً منا بالدور الذي تقوم به اللجنة من أجل الحفاظ على التراث الإماراتي، وتتلخص مشاركتنا في العديد من الحرف اليدوية والتراثية من أبرزها التلي والخوص والبراقع، فضلاً عن عرض بعض المشغولات اليدوية من سعف النخيل، التي تحاكي أهداف وشعار مهرجان ليوا للرطب».

وأضافت «تأتي مشاركة الاتحاد النسائي العام انطلاقاً من حرصه على تشجيع الأسرة الإماراتية ودفعها لاستغلال الخامات البيئية لإعداد المنتجات الحرفية والأعمال اليدوية المتنوعة وإثراء سوق العمل بالكفاءات المتميزة والمبدعة من أبناء هذا الوطن، كما يحرص الاتحاد على دعم وتخليد هذا التراث وإبرازه من خلال المشاركة في مثل هذا المهرجان الذي يعكس تاريخ وعراقة هذا التراث الذي يعد ذخراً للأجيال المقبلة».

 

عالم من التثقيف بقالب ممتع

لا تعمل فعاليات قرية الطفل في مهرجان ليوا للرطب 2015 على الترفيه عن الأطفال فحسب؛ إذ باتت بمثابة مرشد توعوي وتثقيفي لكل الفئات العمرية، تستعيد من خلاله الماضي الجميل وتفتخر بإنجازات الحاضر المشرق، حتى يمكن القول إنها عالم من التثقيف بقالب ممتع وبسيط.

وحرصت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي تنظم على استحداث العديد من الألعاب والأنشطة التي تحاكي ليوا وقلاعها ومبانيها ونخيلها وصحرائها وكل ما للعين أن تلمسه من جمال تراثي وفنون شعبية ترسم الماضي الجميل على جدران حائط خيمة الطفل، إذ حرصت اللجنة على وضع رسومات عن مدينة ليوا أو النخيل أو القلاع المتواجدة وأتاحت الفرصة للأطفال ليلونوها بأحلامهم، أو كما يرونها بشفافية في جو مفعم بروح الشفافية.

كما تخلل الخيمة أيضاً رسومات توزع على الأطفال هي أربع صور عليهم تلوينها، والرسمة ليست للتسلية فقط بل هي تسعى لتقديم معلومة محددة.

كما يتخلل الخيمة عروض مسرحية وفقرات الألعاب والمسابقات الشيقة مقابل جوائز تشجيعية للأطفال، التي تأتي لتعزيز مفهوم الهوية الوطنية من خلال تنظيم هذه الفعاليات التراثية وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث الإماراتي، وتنشئتهم على جميل الصفات والأفعال.

وأطلقت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي تنظم المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 30 الجاري، مسابقة التصوير الفوتوغرافي عبر موقع انستغرام، بهدف إبراز واحتضان المبدعين في مجال التصوير الفوتوغرافي من مختلف الفئات وتحفيز واستقطاب الهواة.

وقال مدير المشاريع في اللجنة، عبدالله القبيسي، إن «المسابقة تأتي بغرض تأكيد أهمية توثيق الأحداث التاريخية والحياة الاجتماعية التي لها دور تاريخي»، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بها لأنها تطلع الأجيال المقبلة على لحظات مؤثرة من تاريخ مهرجان ليوا للرطب وتوثق للحظات من أماكن مختلفة في مدينة ليوا.

وأضاف «تلعب الصورة دوراً مهماً لما تقدمه من مادة غنية وقيمة تاريخية تعكس أهم الأحداث والمحطات والأنشطة والفعاليات التي لها علاقة بالمهرجان والمكان بشكل عام»، مشيراً إلى أنّ المسابقة تهدف إلى تقدير وتعزيز أهمية فن التصوير الفوتوغرافي والرؤية البصرية الوثائقية، كأداة تقنية للتعبير عن الحياة التراثية في ليوا، واستكشاف دور التصوير الفوتوغرافي الوثائقي في رصد وتوثيق فعاليات المهرجان منذ انطلاقه.

وتابع القبيسي «نحاول من خلال هذه المسابقة أن نشدد على أهمية تصوير اللحظة ضمن مواصفات وتأثيرات معينة، ولابد لها من أن ترتبط بالمحيط ومناخ المهرجان، من أجل دعم التواصل بين الأجيال والحفاظ على تراث الأجداد والاهتمام به من خلال تقديم صورة فنية للرطب والنخيل وجمالها وعلاقة الإنسان بهما، إضافة إلى توثيق تراث الإمارات العريق وثقافتها الأصيلة من خلال الفعاليات الثانية المصاحبة للمهرجان والتي تعبر بشكل عام عن مهرجان ليوا للرطب 2015 وأهدافه».

وتهدف المسابقة إلى دعم التواصل بين الأجيال والحفاظ على تراث الأجداد والاهتمام به من خلال تقديم صورة فنية لليوا وجمالها وعلاقة الإنسان بها، وتوثيق للحياة التراثية في الدولة والذي يعكس صورة حقيقية للحياة البدوية، إضافة إلى توثيق تراث الإمارات العريق وثقافتها الأصيلة.

وتعمل المسابقة على تشجيع العناصر الشابة والموهوبة وتعزيز الهوية الوطنية لدى المواطنين والمقيمين، من خلال تسليط الضوء على تراث الأجداد والاهتمام به، والعمل على المحافظة عليه. والمشاركة في المسابقة مفتوحة للمواطنين والمقيمين بالدولة.

مشاركة متميزة

وتأتي الشركات الداعمة والراعية لتتشارك واللجنة المنظمة العمل في سبيل إنجاح الفعاليات، ومن بين الرعاة «أدنوك» التي تحرص كل عام على رعاية المهرجان إحياء للتراث الإماراتي، وإيماناً منها بأهمية المهرجان وما يشكله من مساحة كبيرة لعرض مخزون التراث الإماراتي.

وقال مدير العلاقات الحكومية في شركة «أدكو»، أحمد عتيق المحيربي، إنّ «أدنوك ومجموعة شركاتها حريصة كل الحرص على المشاركة في كل الفعاليات التي تقام على أرض المنطقة الغربية والتي تعمل على الحفاظ على التراث الإماراتي وتعزيز الهوية الوطنية في نفوس المواطنين، وتأكيداً على الهوية الثقافية والتراثية والتاريخية للدولة».

وأضاف أن رعاية أدنوك لهذه التظاهرة التراثية، تأتي مواصلةً لمسيرة العطاء والخير التي أسسها ودعم خطاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من حيث الاستمرار في بذل الجهود وتسخير الطاقات لبسط الخضرة والنماء في الأنحاء كافة. كما ترعى «أدنوك» جميع النشاطات الاجتماعية والفعاليات التي تحيي التراث الثقافي لدولة الإمارات، مستذكراً المحيربي بعض الأعمال التي كان يقوم بها الوالد المؤسس «طيب الله ثراه» إذ كان يحفر بيديه المكان المخصص لزراعة النخيل ولم يألُ جهداً من أجل إنجاح هذه الزراعة وتعزيزها؛ إذ إن ليوا تشتهر بالنخيل ولم يكن يوجد فيها سوى النخيل باللون الأخضر والباقي كان مجرد صحراء.

وتابع المحيربي «نحرص كل عام على وضع صورة للمغفور له الشيخ زايد في المجلس الذي بات مقصداً لكل زوار المهرجان ففي اليوم الأول وحده شهدنا استقبال ما يزيد على 600 زائر».

وقال إن «الجناح يشكل منصة ترحيبية بالجمهور والزائرين للتعرف لأصالة الشعب الإماراتي وكرم الضيافة من خلال ما نقوم به من تكريم لزورانا ومنصة تعريفية بشركتنا، وما تقدمه من خدمات. ويتميز الجناح بالصور التي تعرض على الجدران الخارجية للجناح التي تعطي لمحة عن ما كانت عليه مدينة أبوظبي سابقاً وما هي عليه الآن، هي صورة تجمع الماضي بالحاضر، فهناك شواب من المنطقة عندما يقصدون المهرجان ويتعرفون على صورهم يقدمون لنا لمحة عن تلك الصورة أو بالأحرى تلك الحقبة من الزمن وكيف كانت، كما أنّ الصور تعرض لبداية فترة التنقيب عن البترول أيضاً، هذا الجدران الذي يحيط بالمجلس هو بمثابة استعادة للماضي الجميل بكل مؤثراته من خلال أشخاص مازال الكثير منهم على قيد الحياة».

ولفت إلى وجود شباب يعرضون لبعض منتوجات جزيرة «زركوه» التي تضم 2000 نخلة وفيها 17 نوعاً من أصناف النخيل النادرة، بالإضافة إلى الحمضيات والموز والرمان والإجاص والكيوي والعسل أيضاً.

عجمان.. حاضرة

هذا، وللمرة الأولى يشارك مهرجان ليوا- عجمان للرطب الذي سيقام للمرة الثانية من 5 ولغاية- 7 أغسطس المقبل في فعاليات مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ11، وسط حضور جماهيري وإقبال متميز من قبل المزارعين للتعرف على فعاليات المهرجان وشروط الاشتراك فيه.

وأعربت نائب رئيس لجنة مهرجان ليوا - عجمان للرطب، جليلة الشيبة، عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان ليوا للرطب 2015، معتبرة أنه فتح المجال لهم لاكتساب الخبرة اللازمة لإنجاح فعاليات مهرجان ليوا-عجمان، كما يعد الجناح الخاص بهم بمناسبة منصة تعريفية بالمهرجان وشروط الاشتراك به، والترويج لإمارة عجمان سياحياً من خلال بعض الكتيبات التعريفية وفيديو توثيقي يقدم معلومات سياحية عن الإمارة.

وأكدت الشيبة أن الدورة المقبلة من «ليوا - عجمان» ستنطلق بفعاليات متنوعة تحمل أهمية تراثية، وتضم برنامجاً ثرياً يعرف الزوار بالاهتمامات التراثية لدى المجتمع الإماراتي، معتبرة أن الفعاليات المتعلقة بالنخيل وتأثيراته في مجتمع دولة الإمارات تعزز الروابط ما بين حاضر الدولة وموروثها الشعبي.

مبادرة توعوية

بينما يشارك جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في الدورة الـ 11 من مهرجان ليوا للرطب بجناح اجتذب أعداداً كبيرة من زوار المهرجان للتعرف إلى المعروضات والمنتجات التي يقدمها الجهاز للجمهور، إضافة إلى التعرف لمشاريعه وبرامجه وخدماته المتعلقة بالزراعة والثروة الحيوانية والسلامة الغذائية في الإمارة.

وأكد مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع بالإنابة، ثامر القاسمي، أن المشاركة تأتي في إطار استراتيجية الجهاز بأهمية المشاركة في مختلف الأنشطة المحلية والمجتمعية للتعريف بدور وخدمات الجهاز لتوعية فئات المجتمع ووصولاً لتحقيق السلامة الغذائية في الإمارة، بجانب اهتمام الجهاز بتوسيع دائرة مبادراته التوعوية في المنطقة الغربية.

وقدم موظفو الجهاز لزوار الجناح معلومات شاملة عن الجهاز ودوره في المجتمع واختصاصاته في مجالات سلامة الأغذية والزراعة والثروة الحيوانية، والمشاريع التي يشرف على تنفيذها والمبادرات التي يخصصها لصالح المزارعين ومربي الحيوانات في أبوظبي، بالإضافة إلى تقديم نصائح توعوية لضمان توفير أقصى درجات السلامة الغذائية للمستهلكين.

منافسة قوية

شهدت مسابقة الدباس والدباس التشجيعي وأكبر عذج ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب منافسة قوية بين المتسابقين، إذ نال المركز الأول في مسابقة أكبر عذج منصور علي سلمان محمد المزروعي، وفي فئة الدباس صلهام حرموص سعيد صالح المزروعي، وفي فئة الدباس التشجيعي شليويح مطر سيف حمدان المنصوري .

وتوج مدير المهرجان، عبيد خلفان المزروعي، ومدير مزاينة الرطب، مبارك علي المنصوري، الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى مساء أول من أمس.

وأكد عبيد المزروعي أن لجان التحكيم قد باشرت آليات اختيار المشاركات المتميزة لفئتي الدباس والدباس التشجيعي وأكبر عذج فور تسلمها من المزارعين وفق آليات التحكيم المتفق عليها؛ سواء من خلال لجنة الفرز أو لجان التحكيم قبل أن يتم تحديد الزيارات الميدانية إلى المزارع المرشحة للفوز بالمراكز الأولى تمهيداً لتحديد الفائزين في كل فئة سواء في المسابقة الأساسية أو في مسابقة الأشواط التشجيعية.

الأكثر مشاركة