التراث يزهو بأنامل إماراتية في «ليوا»

بات مهرجان ليوا للرطب فرصة وعامل جذب لكل راغب في التعرف عن كثب إلى عادات وتقاليد وتراث الشعب الإماراتي الأصيل، فالسوق الشعبي الذي يشغل حيزاً مهماً من المهرجان زواره الذين يقصدونه من كل صوب، وحتى النسوة اللاتي يوجدن في محالهن إنما يسعين لاكتساب الخبرات والترويج لمصنوعاتهن أمام زوّار المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 30 الجاري في ليوا بالمنطقة الغربية في أبوظبي.

مسابقات

أسفرت نتائج مسابقة المانجو المحلي في مهرجان ليوا للرطب 2015، عن فوز شلويح مطر المنصوري وسعيد حمدان المنصوري ومحمد سيف موسى الهاملي.

وفي منافسات المانجو المنوع، فاز عبدالله سلطان حجي سلطان القبيسي ومحمد عبدالله بن شيبان المهيري وحجي سلطان حجي سلطان القبيسي.

وفي منافسات مسابقة فواكه الدار، فاز صالح محمد أحمد يعروف المنصوري وشلويح مطر سيف المنصوري وعوض هلال أحمد الهاملي.

القبيسي: المهرجان يرسّخ مكانة الألعاب الشعبية

تضم خيمة الطفل في مهرجان ليوا للرطب 2015 برامج وأنشطة متميزة تلبي احتياجات الأسر والعائلات من مختلف الجنسيات، وجاءت الفعاليات هذا العام جذابة ومتجددة.

وقالت المشرفة على فعاليات ومسابقات قرية الطفل، ليلى القبيسي، إن «من بين فعاليات هذا العام مسرح الطفل، والراوي، وورشات عمل للطفل، ولعبة التحدي»، مضيفة: «يشاركنا في تقديم مسابقاتنا وفعالياتنا المذيع سعيد المعمري، الذي بات وجهه مألوفاً لدى الصغار ومحبوباً من قبل الجميع كوجه إعلامي إماراتي شاب متميز ومبدع».

وأكدت أن «الهدف من وراء هذه الفعاليات أن يتجمع أعداد كبيرة من الأطفال ليمارسوا ويصنعوا ألعاب آبائهم وأجدادهم وهم يعايشون تراث آبائهم بذكرياتهم البعيدة عن تكنولوجيا الألعاب العصرية». وأضافت أن «هذه الفعاليات تأتي انطلاقاً من حرص اللجنة المنظمة على تقريب أجيال الحاضر بتراث آبائهم وأجدادهم لذا خصصت فعاليات تسهم بالتعريف بثقافة الماضي ونقل موروث الألعاب الشعبية لترسيخ مكانتها لدى الأطفال وللاستفادة من مزاياها الكثيرة».

وأشارت القبيسي إلى أنّ «المشاركات السابقة والتفاعل أظهرا أهمية الألعاب الشعبية، لما لها من انعكاسات إيجابية ونفسية على الأطفال».

يتألق السوق الشعبي في كل دورة بالعديد من المحال التي تنال إعجاب زوار المهرجان ومن بين هذه المحال «محش الدانة» الذي يشغل رقم 699 لعفراء سعيد المزروعي، التي تستقبل الزوار بابتسامة وترحاب، وتعرفهم إلى معروضاتها من العطور العربية والبخور المتميزة.

وتقول عفراء: «لقد أتاحت لنا لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية المنظمة للمهرجان الترويج لمعروضاتنا التي هي جزء لا يتجزأ من تراثنا الأصيل، كما تتيح لنا تحقيق الفائدة وتعريف الجمهور، خصوصاً السياح، بجزء بسيط من موروثنا العريق المتمثل في المخالط والعطور والبخور».

 

منتجات

وتضيف عفراء: «لقد استفدت كثيراً وتمكنت من اكتساب العديد من الزبائن الذين باتوا يقصدونني ليشتروا من منتجاتي، ومن بينها مخلط السلطان، ولدي مخلط من تسعة أنواع من العطور العربية القديمة. ووجدت العطور والبخور العربية مساحتها بين أروقة السوق الشعبي، تمسكاً بالتراث وعملاً بقول المغفور له الشيخ زايد (لابدّ من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة)».

وأوضحت: «أحرص على المشاركة في المهرجانات التراثية لأن الجاليات الأجنبية التي تزورها تحرص بشكل كبير على اقتناء المشغولات اليدوية».

وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان بدورها على أن يكون السوق الشعبي كعادته مركزاً للاستمتاع بالتراث والمشغولات اليدوية المتميزة التي تصنعها أنامل إماراتية لتقدم لوحة فنية بديعة للزوّار، ويشكل ذلك فرصة لنقل تلك الصناعات التراثية للأجيال المقبلة، إضافة إلى إتاحتها الفرصة أمام العارضات من أبناء المنطقة لعرض مشغولاتهن وأعمالهن أمام الجمهور.

 

مجسمات

هذا، ومنذ اليوم الأول لانطلاق مهرجان ليوا للرطب وبدأت معه عملية وضع المجسمات التراثية ضمن مسابقة «أجمل مجسم تراثي»، التي اختلفت موضوعاتها والبيئة التي تتحدث عنها، ومن بين أهم هذه المجسمات مجسم قلعة الجاهلي في مدينة العين. قلعة الجاهلي حاضرة في مهرجان ليوا للرطب من خلال مجسم يحمل الرقم «7» يسعى صاحبه للفوز بالجائزة الكبرى، وتكمن أهمية المجسم في تطرقه لقلعة الجاهلي؛ كونها قلعة تاريخية شاهدة على حضارة مدينة العين، وتروي جدرانها الكثير من القصص والحكايات التراثية والجلسات وغيرها الكثير.

وأتى المجسم المعروض مطابقاً للقلعة مربع الشكل، أقيم في زواياه الأربع أبراج، ثلاثة منها دائرية، وبرج واحد مستطيل في الزاوية الشمالية الغربية. ومدخل القلعة يتوسط جدارها الجنوبي، وهو مدخل بارز، وفي منتصف كل ضلع من الأضلاع الثلاثة الأخرى، يوجد جزء بارز يشبه المدخل «برج صغير»، والواجهتان الشرقية والغربية مزودتان بأربعة دعائم ساندة في كل واجهة. أما القلعة من الداخل فيتوسطها فناء تطل عليه القاعات من جميع الجهات. وأمام القلعة من الجهتين الشرقية والجنوبية، يوجد فضاء كبير يعادل ثلاثة أضعاف مساحة القلعة، وهو محاط بسور.

وتحظى قلعة الجاهلي بأهمية كبيرة لارتباطها بتاريخ الإمارات الحديث، وأسرة آل نهيان. وتُعد أحد أهم المعالم التاريخية الأثرية، وأكبر القلاع في العين، وتصنف كأفضل نموذج لفن العمارة العسكرية المحلية. وشُرع في بناء قلعة الجاهلي عام 1891 تحت حكم المغفور له الشيخ زايد الأول، وانتهى بناؤها في عام 1898. وإلى جانب استخدامها للأغراض السكنية، شكلت القلعة موقعاً نموذجياً للأعمال العسكرية لكونها تقع على مقربة من مصادر المياه، محل الصراعات المسلحة حينها، وتحيط بها الأراضي الخصبة للزراعة، وشكلت القلعة استراحة مناسبةً للاستخدام خلال فصل الصيف من قبل أسرة آل نهيان بعيداً عن الساحل الرطب في أبوظبي، ومأوى لسكان واحة العين.

الأكثر مشاركة