«الشارقة للشعر الشعبي» يحتفي بشعراء من البحرين
استضاف ملتقى الشارقة للشعر الشعبي، أول من أمس، أربعة شعراء وناقدة بحرينية متخصصة في الشعر الشعبي، في أمسية بقصر الثقافة، ضمن برنامج الملتقى الهادف إلى استضافة شعراء من كل بلد عربي شهرياً، للتعريف بنتاجهم الشعري، والتأكيد على عمق الانتماء والتأصيل للهوية العربية، وكذلك التأكيد على مدى أهمية الشعر الشعبي.
إشادة في ختام الأمسية أشاد رئيس دائرة الثقافة والإعلام، عبدالله بن محمد العويس، بـ«الدرر التي ألقاها نخبة الشعراء والمثقفين من مملكة البحرين، الذين قدموا المملكة بأبهى حروف وكلمات لقصائد، عبّرت عن حقيقة الواقع الثقافي والفكري ومستوى الشعر البحريني». وأضاف: «إن هذه التظاهرة تكبر مع الأيام لأنها محاطة باهتمام موصول من لدن سلطان الثقافة والإبداع، وأفكاره البناءة وتوجيهاته السديدة التي من خلالها أصبحت هذه التظاهرة قبلة للجميع، ما يزيد من إمكانية تبادل فن القصيد الشعبي، وتعزيز ودعم عملية التبادل الثقافي الإعلامي، عن طريق تقديم الشعراء العرب للساحة العربية والخليجية، وتوفير المناخ الملائم والمناسب لعملية التلاقح الشعري والثقافي للنهوض بالشعر وعلومه». |
وكان الملتقى استضاف في الأشهر السابقة شعراء من السعودية، والأردن، والكويت، ولبنان، في حين استضاف في أمسية أول من أمس، كلاً من الشاعرة الشيخة الدكتورة خلدية بنت محمد آل خليفة، والشاعر عبدالرحمن بن خالد المدفع، والشاعرة الدكتورة نبيلة جاسم زباري، والشاعر عبدالله خالد الخالدي، إضافة إلى الناقدة سامية عبدالرزاق إنجنير، وقدمت الأمسية وأدارتها الدكتورة رفيقة بنت رجب، وحضرها رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله بن محمد العويس، ومدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، راشد شرار.
بدأ الشعراء بقصائد مهداة إلى الإمارات والشارقة وصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث استهلت الأمسية الشاعرة الشيخة الدكتورة خلدية بنت محمد آل خليفة، بقصيدة مطلعها «مرحبا يا سيدي واهلا». وألقى الشاعر عبدالرحمن بن خالد المدفع قصائد عدة في الأمسية، بدأها كزميلته وأستاذته الشيخة خلدية، بتقديم تحية إلى الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، ومن بين قصائده «البوصلة».
وحيّت الشاعرة نبيلة جاسم زباري، الإمارات بقصيدة خاصة، كما ألقت بعد ذلك قصائد عدة، من بينها قصيدة بعنوان «الوطن»، وألقى الشاعر عبدالله خالد الخالدي قصائد عدة، بدأها بقصيدة «هدية إلى الإمارات»، ومن قصائده «هبوب الكوس».
وقدمت الناقدة الدكتورة سامية عبدالرزاق إنجنير، قبل بدء الأمسية الشعرية، قراءة نقدية حول قضايا الشعر الشعبي المعاصر في البحرين، مشيرة إلى أن تاريخ الشعر الشعبي في البحرين يدوّن عدداً من الشعراء الكبار الذين سطّروا أجمل الأشعار الشعبية في مختلف الأغراض الشعرية، ولفتت إلى أن القرن الـ20 يعد من أهم الحقب التي تطور بروز الشعر الشعبي فيها، وذلك بفضل تطور وسائل الإعلام. وتابعت: «مع منتصف سبعينات القرن الماضي ظهرت صفحات الشعر الشعبي في مختلف الصحف والمجلات البحرينية، ويمكن القول إن فترة الثمانينات من القرن الماضي أفرزت جيلاً جديداً من الشعراء والشاعرات في البحرين، حملوا على عاتقهم تأسيس جمعية الشعر الشعبي عام 1996»، وأشارت إلى أن تطور وسائل الاتصال من إذاعة وتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، أسهم بشكل كبير في انتشار مخرجات الشاعر البحريني، لافتة إلى أنه خلال السنوات الأربع الماضية حدث خمول في الصفحات الشعرية، وحصرت الأمسيات الشعرية في البحرين على تقديم شعراء الخليج مقابل تقديم صوت بحريني واحد في هذه الأمسيات، وهو أمر يحتاج إلى دراسة وتوفير حلول عملية تتقدم بالمشهد الشعري الشعبي إلى الأمام، مشيرة إلى أن الشاعر البحريني يمكنه أن ينتشر بشكل أكبر، في حال وجود رغبة حقيقية له، فزمن احتكار الشهرة قد ولى.