إضافة إلى الأمسية الشعرية تتضمن الأمسية قراءة نقدية في الشعر الحُميني. من المصدر

الشعر الحُميني عامي فصيح أندلسي النكهة

استضاف ملتقى الشارقة للشعر الشعبي، أول من أمس الاثنين، أربعة شعراء من اليمن في قصر الثقافة بالشارقة، وذلك ضمن فعاليات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لشهر أكتوبر الجاري، كما تضمنت الفعالية قراءة نقدية في الشعر الحُميني اليماني، قدمها مدير الدراسات والنشر في دائرة الثقافة والإعلام، الدكتور عمر عبدالعزيز.

تسليط الضوء

يأتي هذا النشاط الذي ينظمه مركز الشارقة للشعر الشعبي متابعة لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الهادفة لتنظيم ملتقى شهري للشعر الشعبي، باستضافة تجربة من بلد عربي، بما يتيح للمبدعين والمثقفين والإعلاميين ومتذوقي الشعر الاطلاع على التجربة الإبداعية المتكاملة في البلد المعين وتسليط الضوء على خصوصيته، وكان ضيوف الملتقى الأول شعراء من السعودية، والثاني من الأردن، والثالث من الكويت، والرابع من لبنان، والخامس من البحرين، والسادس الذي جرى أول من أمس من اليمن.

نبذة

الشاعر سلطان مجلي الذي يشغل منصب مدير التحرير العام في شبكة «الأمة برس» الإخبارية الأميركية، أحيا أكثر من 80 أمسية شعرية داخل الإمارات وخارجها، وله العديد من الإصدارات الشعرية، منها ديوان مسموع بعنوان. تعاون مع كثير من نجوم الغناء العربي من بينهم محمد عبده، وحسين الجسمي، وكاظم الساهر، وأحلام، وغيرهم.

أما الشاعر محمد الدجاجي ممثل اليمن في برنامج «شاعر المليون» الموسم السادس، فوصل إلى المرحلة النهائية في المسابقة. الشاعر خالد هزاع مهندس مدني يكتب الشعر في أغراضه المتنوعة، حاصل على لقب المركز الرابع في المسابقة الشعرية للجامعات الإماراتية، وشارك في أمسيات شعرية عدة. بينما بدأ الشاعر زين الله بن سيف العبدلي نشر الشعر باسم مستعار هو «عذب القوافي»، ونشر نتاجه الشعري في عدد من الصحف الإماراتية.

وفي بداية الأمسية تحدث الدكتور عمر عبدالعزيز عن الشعر الحُميني، قائلاً: إنه نمط خاص من الشعر بين العامية والفصيح، له خصائص وميزات مهمة، لكنه يأخذ من الفصحى عناصر جوهرية، كالوزن، ويأخذ من العامية عناصر مهمة كالموسيقى والصور، ومن ثم فهو في الوسط بين العامي والفصيح، لكنه تمايز بخصال عدة، حيث الجملة الشعرية البسيطة، وهي جملة غنائية بامتياز، كما أنه كان مقروناً بالغناء الفردي والجماعي، وهو شعر يلتزم بالتفعيلة، ويلتزم بالصر والعجز، وأشبه ما يكون بالشعر الأندلسي، إضافة إلى ذلك فإن الشعر الحُميني متنوع وفق الأقاليم اليمنية، بمعنى أنه يوجد شعر حُميني صنعاني (نسبة إلى صنعاء)، وآخر حضرمي (حضرموت)، وثالث لحجي (لحج)، وهكذا، كما أن له تماساً ضمنياً مع الشعر النبطي في الجزيرة العربية، والأكثر أهمية في هذا اللون الشعري البعد الغنائي. وأشارعبدالعزيز إلى أن أصل التسمية بهذا الاسم قد تعود إلى تفسير مكاني، بمعنى نسبته إلى مكان في تهائم اليمن، أو نسبة إلى أحد الشعراء، ممن أجاد هذا اللون من الشعر، فنسب إليه، لافتاً إلى ندرة الدراسات حول الشعر الحُميني. وقال: «يستمد هذا النمط من الشعر الخاص أنساقه البيانية من التراث التدويني الكبير الذي ينتشر في مكتبات اليمن التاريخية، كما أنه يعبر عن جماليات المكان العامر بالخضرة والمياه، وعن المدن التاريخية التي تكاملت مع جمال الطبيعة». وأضاف أن الحديث عن هذا النمط من الشعر الخاص بإقليم اليمن بالجزيرة العربية يحيلنا إلى درجة حضوره الواسع في نمط الغناء الساحلي التاريخي بالخليج العربي، وتحديداً الصوت. وأوضح أنه «تتنوع أغراض الشعر الشعبي في اليمن، وغالباً ما تندرج تلك الأغراض في الغزل الشفيف، والتغني بالطبيعة، والحكمة، ووصف المرابع الجبلية المُسيجة بالخضرة والمدرجات، ووصف الدور المشيدة في أعالي الجبال والهضاب والسهول، بالإضافة إلى السجايا الأخلاقية الحميدة، وهنالك نمط يتغنى بالنزعة الحياتية الأبيقورية، قرينة الحرية والمتعة، وفي كل الأحوال يترادف ذلك الشعر مع الغناء الفردي والإنشاد الجماعي والرقص بحسب الحال والمناسبة، ويحضر أيضاً وضمناً في المناسبات الدينية ذات الصلة بالإنشاد، وهناك نمط آخر يتصل بالهجرة والحنين للأرض، وكذا المواسم الزراعية المقرونة بالأمطار الغزيرة وشلالات المياه. ولفت إلى أن المستجد في الشعر الحُميني يتعلق بمجالس الترويح عن النفس، والاتصال عبر الوسائط الرقمية المتعددة والإنتاج الفني الجديد المتصل بالإذاعة والتلفزيون وانماط البناء الكتابي واللحني الأحدث، أي أن مفردات الشعر الشعبي وأغراضه تتحول ضمن متوالية صاعدة.

وتناوب الشعراء سلطان مجلي، ومحمد الدجاجي، وخالد هزاع، وزين الله العبدلي، إلقاء قصائدهم الوطنية والوجدانية التي حازت إعجاب الحضور الذي غصت بهم قاعة قصر الثقافة. وفي نهاية الأمسية كرّم رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عبدالله العويس المشاركين.

الأكثر مشاركة