«الزجاجيات الاستشراقية».. روائع تشهد على تفاعل ثقافتين
انطلقت أمس في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، فعاليات معرض «الزجاجيات الاستشراقية - روائع من متحف يوسف ولودفيغ لوبماير في فيينا»، الذي يضم قطعاً مميزة لم يسبق عرضها من قبل.
وافتتح المعرض سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وتجول بين جنبات وردهات المعرض الذي يضم قطعاً فنية إبداعية مستوحاة من تقاليد الفن الإسلامي تعود للقرن الـ19.
يدوية بالكامل قالت مساعد أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، نورا المغني، لـ«الإمارات اليوم»، إن الأعمال الفنية من الزجاجيات تعكس مدى تأثر الأوروبيين بالفن الإسلامي، وتعد هذه القطع الفنية أحد تجليات ذلك التأثير والانتشار، الذي نشاهده أيضاً في مختلف الفنون، بما فيها العمارة، إذ توجد واجهات محال مليئة بالنقوش الإسلامية. وأشارت إلى أن هذه الأعمال يدوية بالكامل، وقديمة منذ القرن الـ19، ما عدا الثريا التي صنعت عام 1987 وتم تثبيتها في المسجد النبوي الشريف بالسعودية. |
وتعرف سمو ولي عهد الشارقة من القائمين على المعرض إلى ما احتواه من قطع زجاجية أثرية من متحف يوسف ولدفيغ لوبماير في فيينا بلغ عددها 90 قطعة صنعت على مدى 200 عام على يد عائلة يوسف ولودفيغ لوبماير، التي تعد من أعرق وأهم مصنعي الزجاج الكريستالي منذ عام 1823.
واستوحيت معظم تصاميم الأعمال الزجاجية من تقاليد الفن الإسلامي المملوكي في مصر وسورية والأندلس في الفترة الناصرية والدولتين العثمانية والمغولية في الهند.
ومن بين أبرز الأعمال الفنية ثريا مصممة خصيصاً من قبل «يوسف ولودفيغ لوبماير» للمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وتحمل الطابع العربي الإسلامي.
وقال المدير الإداري في شركة ومتحف لوبماير، ليونيد روث «يسلّط المعرض الضوء على التأثير العميق التي تركته الفنون العربية – الإسلامية التقليدية على التصاميم والهندسة المعمارية النمساوية والأوروبية على حد سواء».
وأضاف أن «إقامة هذا المعرض في الشارقة تعد فرصة رائعة للتعريف بالفنون والحرف اليدوية النمساوية في العالم العربي، كما أنه برهان على التفاعل الملحوظ بين الثقافتين».
وتركت شركة «لوبماير»، التي تديرها العائلة، منذ تأسيسها أثراً كبيراً في مجال تطوير تقنيات ومهارات فن الزجاج والإضاءة والكريستال في أوروبا والعالم.
وتُظهر تصاميم الثريا التي خصصتها شركة «لوبماير» للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمساجد الأخرى في البلدان الإسلامية اهتماماً كبيراً وتقديراً تجلى في إبداع أعمال معاصرة تحتفي بالثقافة المحلية وبالإنجازات الفنية العربية – الإسلامية.
من جانبها، قالت مدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا: «يعد معرض الزجاجيات الاستشراقية فريداً من نوعه من حيث الفكرة ونوعية الأعمال الفنية المعروضة فيه، كما أنه يشكل فرصة نادرة لسكان الشارقة وزوارها للتعرف إلى جانب مهم، لكنه غير معروف لدى كثيرين، من الفن الاستشراقي الأوروبي في القرن 19، إلى جانب دوره في وتسليط الضوء على تأثره وإعجابه بتقاليد الفن في منطقة الشرق الأوسط».
قطع
من بين القطع الفنية التي تعرض للمرة الأولى في منطقة الخليج مزهريات، وأطباق عليها نقوش تحمل أحاديث نبوية، وأقداح زجاجية مملوكية تحمل رسومات لصور مخلوقات في وضعية الجلوس، تحمل عناصر فنية من طائر البلشون وطائر الإوز، وهذا التصميم مستوحى من رسم من أصل سوري في القرن الـ13 الميلادي والمحفوظ في مدينة كاسل، ألمانيا، وقناديل مساجد من لوبماير مأخوذة عن أصل إسلامي، وأوان متنوعة بتصميمات مستوحاة من الزجاجيات والمشغولات المعدنية والخزفيات المغولية، كما طرحت لوبماير في عام 1883 سلسلة الزجاجيات المستوحاة من مشغولات بيدار المعدنية الشهيرة من الهند، وشاع انتشار هذه التصميمات في أوروبا منذ إقامة معرض لندن العالمي 1851.