«1971» تحتفي بمتصدّري مسابقة «المعلومات»

في أجواء انتصرت لقيمة المعلومة الصحيحة والموثقة في استدعاء الماضي، وصناعة الحاضر، ومن ثم التخطيط للمستقبل، اختتمت مبادرة «1971» للمعرفة الوطنية، التي أمر بإطلاقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، مساء أول من أمس، آخر فعاليات دورتها الثانية، حيث أقامت «المبادرة» احتفالاً زانته ألوان العلم الإماراتي، تم خلاله الاحتفاء بالفائزين بجوائز الدورة الثانية لمسابقة المعلومات الجماهيرية.

زملاء متنافسون

تنافس صحي من أجل الحصول على المعلومة، لا يمنع التعاون وتبادل المعرفة، لاسيما حينما يكون الأمر بصدد وطن قائم على «الاتحاد»، هذا هو لسان حال بعض ممن وصلوا إلى منصة تتويج مبادرة حمدان بن محمد للمعرفة الوطنية «1971» من خلال مسابقة المعلومات الجماهيرية.

أربعة متسابقين في قسم واحد في بلدية دبي، هو قسم خدمة المتعاملين، تنافسوا، وتعاونوا في الوقت ذاته من أجل الوصول إلى المعلومات الموثقة، فوصلوا إلى منصة تتويج الفائزين، هم: محمد الحمادي، ومحمد محمدي، وشيخة البلوشي، وجبران عبدالله.

رسالة بريدية حفزت أحدهم، في حين أن أخبار وتقارير المسابقة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة كانت دليل بعضهم الآخر للمشاركة، وكما اختلف مثير فكرة المشاركة، اختلفت وسيلة الجمع والتحقق من المعلومة، لكنهم جميعاً أكدوا استفادتهم من المكتبات العامة، فضلاً عن استدعاء بعض المعلومات التي سبق لهم دراستها في مراحل التعليم المختلفة.

وقام سمو الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، ورئيس مجلس إدارة مبادرة «1971» للمعرفة الوطنية الدكتور عبدالله الريس، ومدير المبادرة ماجد البستكي، بتكريم 71 فائزاً استحقوا تصدر مسابقة المعلومات الجماهيرية من خلال تقديمهم الإجابات الصحيحة لـ657 سؤالاً تم طرحها أسبوعياً على مدار ثلاثة أشهر متتالية، على الموقع الإلكتروني للمبادرة، إذ تبلغ مجموع الجوائز التكريمية للفائزين هذا العام 3.5 ملايين درهم.

وإضافة إلى معرض صور بالأبيض والأسود، كانت في استقبال رواد الحدث ويعود معظمها إلى مراحل ما قبل تأسيس دولة الاتحاد، راصدة مشاهد من قفزات التنمية التي تحققت تباعاً، تضمن الاحتفال الذي أقيم في قاعة الفلك بفندق برج العرب بدبي، العديد من الفقرات والفعاليات التي عكست روح المبادرة الهادفة إلى ترسيخ المعرفة الوطنية، وتقديم معلومات موثقة عن تاريخ الدولة، وتحفيز قطاعات المجتمع المختلفة على التفاعل مع المعلومات الصحيحة في هذا المجال وتداولها.

واحتفى فيلم وثائقي أنتجته المبادرة خِصّيصى لمواكبة الحدث، بقيم الولاء للوطن، وشهدائه الأبرار البواسل، الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل نصرة الحق والواجب، وفداء لوطنهم، كما أحال العمل أيضاً إلى مرحلة تأسيس الاتحاد، وما تلاها من ترسيخ لدعائمه، وبذل كل الجهد من أجل تحقيق الازدهار للوطن.

وعكس المشهد التكريمي للفائزين ارتفاع نسب المشاركة، وأيضاً الإجابات الصحيحة بين المشاركين من ابناء الدولة، في الوقت الذي أشّرت فيه قائمة الفائزين في مجملها إلى التجاوب الكبير، والتفاعل الواسع معها، من أبناء العديد من الدول الأخرى، سواء من المقيمين والزائرين داخل الدولة، أو خارجها، حيث قام بالتسجيل في المسابقة أكثر من 21 ألف متسابق ينتمون لـ45 دولة مختلفة.

وقدم الدكتور عبدالله الريس رئيس مجلس إدارة مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية، التي تضم في عضويتها كلاً من ماجد عبدالرحمن البستكي مديراً ونائباً للرئيس، ود. حمد الحمادي، وحسن المزروعي، وعلي الشعالي، وفاطمة إبراهيم، وفهد الشحي، تهنئة جميع أعضاء اللجنة للفائزين، كما قدم الشكر ايضاً لجميع من تفاعل بشكل إيجابي مع مختلف فعاليات المبادرة هذا العام، سواء بالمشاركة، أو تقديم الدعم والمساندة المطلوبة، وهو الأمر الذي بادرت به العديد من الجهات والمؤسسات المختلفة في الدولة بشكل متنامٍ هذا العام.

وشدد الريس على القيمة الوطنية التي تحملها «المبادرة»، وأهمية الجانب المعلوماتي، لاسيما حينما يرتبط بالمعرفة الوطنية، مضيفاً: «المعلومات الصحيحة تبقى هي اساس المعرفة، وتتزايد أهمية معيار الصحة والسلامة المعلوماتية، وتتضاعف، حينما ترتبط هذه المعلومات بتاريخ الدولة ورموزها، وأهم مراحل تطورها».

وحول تنوع فعاليات المبادرة، وعدم اقتصارها على مسابقة المعلومات الجماهيرية، أشار الريس إلى أن توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، راعي المبادرة، تؤكد على ضرورة أن تتسم صيغة المبادرة بالتفاعلية، وأن تتسع فعالياتها لكل أطياف وشرائح المجتمع، وهو ما دفع مجلس إدارة المبادرة إلى تنظيم العديد من الفعاليات والمسابقات التي من شأنها، ليس فقط ضمان استيعاب مختلف الشرائح العمرية والثقافية على تباينها، بل أيضاً تهدف إلى إذكاء روح البحث عن المعلومة.

ولفت الريس إلى أن مبادرة «1971» تركز بشكل خاص على توظيف التكنولوجيا والتقنية ووسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي في الوصول إلى أهدافها المنشودة، من خلال العديد من الفعاليات المختلفة، مثل معرض «1971» الذكي، الذي يستثمر تقنية العرض الهاتفي لتدشين بانوراما صور تاريخية شديدة الخصوصية في مسيرة الاتحاد، ومسابقة «كلمتك في 1971». وأكد مدير مبادرة «1971» للمعرفة الوطنية، ماجد عبدالرحمن البستكي، على أن «المبادرة» مستمرة في السعي إلى الوصول إلى دوائر أوسع من الجمهور، والتحفيز على مزيد من التفاعل معها، سواء عبر المنصات التقليدية، مثل المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والرياضية وغيرها، أو سوى ذلك من منصات غير تقليدية، خصوصاً الفضاء الإلكتروني من خلال المواقع والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن موقع المبادرة نفسه، الذي يتم من خلاله قبول المشاركة في مسابقة المعلومات الجماهيرية، وغيرها من الفعاليات التي يتم إطلاقها بشكل مرحلي على مدار العام.

مُصرّ على «الفوز»

«لم أربح في مشاركتي العام الماضي، ولم أربح في مسابقة شاركت بها في حياتي قط، لكنني كنت مُصراً على الفوز هذه المرة، وكنت دقيقاً في جمع وتدقيق المعلومات لأبعد الحدود».. هكذا يعلق يوسف علي البادي (طالب ــ 23 عاماً)، على ما يعتبره «أهم انجاز تشريفي في حياته».

ويضيف: «تداركت الأخطاء التي وقعت فيها العام الماضي، وهو اعتباري مصادر المعلومات المتوافره عبر محركات البحث على شبكة الإنترنت صحيحة وليست بحاجة إلى تدقيق. شاكر البلوشي وهو فني صوت في قناة «دبي الرياضية»، لجأ إلى تحميل تطبيق المشاركة من خلال هاتفه، واستعان بأسرته من أجل تكوين فريق عمل يتحرى عن دقة المعلومات.

 

الأكثر مشاركة