فعاليات «الثقافة».. بانوراما فنية احتفاءً بـ «يوم العلَم»

بانوراما ثقافية وفنية متناغمة شكّلتها العديد من الفعاليات التي أطلقتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالتزامن مع احتفاء الدولة بيوم العلَم، وهو الحدث الذي تجاوز دلالته اللفظية، باعتباره «يوماً»، ليتحول إلى حالة تمتد حسابياً إلى ستة أيام، حيث تستمر بعض فعاليات تلك الحالة الكرنفالية المبهرة حتى الثامن من الشهر الجاري، لكنها تتواصل قطعأً لأبعد من ذلك، من خلال صياغة أعمال فنية وأدبية تبقى مستمرة ومؤثرة، بامتداد تأثير نتاجها.

الكلمة والموسيقى، اللحن، والألوان، الشعر، وفنون الأداء، وغيرها، أجناس من الفنون تواءمت في كوكبة من الفعاليات المختارة، سعت إلى تنظيمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، على امتداد إمارات الدولة السبع، لتمتد حالة التفاعل مع ألوان علم الإمارات في كل شبر من تراب الوطن.

احتفاء للجميع

سعت احتفالات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المرتبطة بـ«يوم العلَم» إلى اجتذاب مشاركة أبناء الجاليات المختلفة، بل وامتدت ايضاً لتشمل في تنوعها الزوار الذين يتصادف وجودهم على أرض الدولة.

من هنا فإن أندية الجاليات المختلفة أيضاً تفاعلت مع «يوم العلَم»، فيما حرصت «الثقافة»، على أن تكون بعض فعالياتها مترجمة إلى الإنجليزية والأوردو.

وقالت أمينة خليل، مدير إدارة التنمية المجتمعية، إن احتفالات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع سعت إلى إدماج غير الناطقين بـ«العربية».

 الحالة الاحتفالية بالحدث، لم تقتصر أيضاً على شريحة او شرائح بعينها، بل سعت تلك الفعاليات لأن تكون حاضرة وجاذبة لمختلف الشرائح العمرية والمجتمعية، فمن مراكز الشباب، إلى مؤسسات النفع العام، والمدارس، والمؤسسات الحكومية والخاصة، امتدت تلك الحالة لتظلل الجميع، مواطنين، ومقيمين، وحتى زوار تصادف وجودهم على أرض الإمارات، بهذه المشاعر التي تتغنى بحب الوطن، عبر ألوان علَمه.

12 أغنية وطنية تم الإعداد لها منذ وقت مبكر لتكون حاضرة ومواكبة للحدث الاحتفائي، وكعادة الأعمال الوطنية التي تشرف عليها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، كان الهدف الأساسي لكل فنان مشارك، حسب الشاعر علي الخوار، الذي قام بالإشراف على تنفيذ تلك الأعمال، هو الرغبة في تقديم عمل يليق بهذه المناسبة الغالية لدولة الاتحاد.

فخر واعتزاز

ويضيف الخوار لـ«الإمارات اليوم»: «لا يمكن سوى أن يشعر كل فنان مشارك، ولو بمهمات محدودة في حملة تحمل عنوان «أرفعه عالياً ليبقى شامخاً»، في إشارة إلى علم الإمارات، بكل الفخر والاعتزاز، وهو الشعور الذي سادني شخصياً حينما تم تكليفي من قبل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بكتابة قصائد تكون محوراً لتلك الأعمال».

واستدعى الخوار بعضها من أعماله التي ضمتها اسطوانة مدمجة تحتوي مجمل القصائد الوطنية المحتفية بيوم العلَم، منها قصيدة فضلاً عن كتابته كلماتها شارك مع مجموعة كورال «أطفال الإمارات» عنوانها «تبقى شامخاً» من ألحان فهد الناصر، وتوزيع عبدالله العماني.

الفنان الإماراتي حسين الجسمي يرى المشاركة في هذه الأعمال الوطنية بمثابة «واجب وتكليف يزينه التشريف»، معتبراً أنه «لا منصة أولى من الغناء للوطن بالنسبة للفنان، لاسيما في تلك المناسبات التي تلتحم فيها مشاعر الجميع احتفاء بقيم وطنية متأصلة في أبنائه».

وثمّن الجسمي الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وسائر مؤسسات الدولة، وحالة التناغم التي تبدو عليها دوماً الفعاليات الوطنية عموماً، لافتاً إلى أنه يفخر دوماً أن يكون ضمن زملائه الفنانين في تقديم أعمال فنية تواكب احتفالات الوطن المختلفة.

وأكد عبدالله النعيمي، مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الغاية من انتاج الأغنيات التي تشدو بحب الوطن ورايته تركز على إبراز القيم الوطنية الأصيلة، والعادات الإماراتية، وبطولات أبناء الوطن وقيادته الرشيدة، بشكل فني يصل بسهولة إلى كل قطاعات المجتمع، خصوصاً الشباب، مثمناً جهود الشعراء والفنانين المشاركين في إنتاج هذه الأغنيات الوطنية التي تنم عن صدق عاطفتهم الوطنية، وتفانيهم في إعلاء قيمة الوطن ورايته من خلال أعمالهم الفنية المتميزة.

مشاعر وطنية

وإذا كانت الكلمة الفنية حاضرة في تلك الأعمال الطربية بصحبة اللحن والإيقاع والموسيقى، وايضاً الغناء، فإنها حاضرة أيضاً في جانب آخر من الاحتفالات، ولكن هذه المرة عبر استثمار قدرة التقنية على استيعاب أعداد كبيرة من المشاركين، وذلك من خلال مبادرة «اغرس علَمك» التي تتيح لكل أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها وضيوفها بالمشاركة في الاحتفالات من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى هاشتاج # علمنا فخرنا، موقع العلم الرسمي على الانترنت، وجميعها مشاركات لا تخلو من التعبير الأدبي الراقي الذي يستوعب المشاعر الوطنية المرتبطة بالعلم.

الفنون البصرية في المشهد

البصرية حاضرة أيضاً في المشهد الاحتفائي، بأنماط وأوجه متعددة، بدءاً من جدارية العلَم التي قام الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالتوقيع عليها، تتحول بذلك إلى مقصد من أجل المشاركة ورسم انطباعاتهم عليها من قبل جموع التشكيليين من مواطنين ومقيمين وزوار، مروراً بالعديد من المعارض التشكيلية المتميزة، التي استلهمت المناسبة الوطنية «يوم العلم» لاجتذاب مشاركات فنية عديدة، ومن ثم جمهور يتطلع الى أن يرى أفكاراً ومذاهب فنية، يجتهد أصحابها والمنتمون لها إلى تشكيل خيالاتهم بألوان العلم الإماراتي.

حرف يدوية

وفي دبا الفجيرة كان التشكيل حاضراً أيضاً، ولكن بصيغة أخرى هذه المرة، عبر المنتجات اليدوية التي جاءت معظمها مستوحاة من البيئة التراثية المحلية، وايضاً ألوان العلم الإماراتي، فضلاً عن بعض المنتجات الأخرى التي تدخل في إطار الصناعات اليدوية التي جادت بها «أسر منتجة»، وهو ملمح آخر للاحتفال بيوم العلَم ضمن المعرض الذي يستمر حتى اليوم الخميس تحت شعار «العلم».

اللغة لم تشكل حائلاً دون الاحتفاء بـ«يوم العلَم»، هذا ما سعت إليه «الثقافة» في احتفالاتها المختلفة التي استوعبت أيضاً ابناء الجاليات المختلفة، حيث تنوع جانب من الفعاليات ليخاطب الناطقين بالإنجليزية والأوردو، وغيرهما، من خلال 16 قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية مختلفة، فضلاً عن المحطات والإذاعات العربية، حيث يتم عرض 165 سؤالاً مختلفاً مرتبطاً بالعلم الإماراتي حتى الثامن من نوفمبر الجاري.

المعلومة الموثقة

قالت أمينة خليل، مدير إدارة التنمية المجتمعية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن الوزارة سعت الى أن تشمل احتفالات «يوم العلم» هذا العام كل الجاليات الأجنبية المقيمة على أرض الدولة لنقل روح هذه المناسبات الوطنية إليهم، وتفعيل قيم الولاء والانتماء لديهم اتجاه الوطن الذي تحتضنهم أرضه لتحقيق آمالهم وأحلامهم، مؤكدة أن توجيهات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ركزت على هذا الجانب لتحقيق الهدف الأسمى للمناسبة الوطنية.

وليس بعيداً عن فضاء المعلومة الموثقة أخذت الاحتفالات منحى آخر، وهو الجانب التثقيفي، ومن ذلك محاضرة شهدت حضوراً طلابياً كثيفاً بعنوان «العلَم ومراسمه ودوره في تعزيز الولاء».

فنون في خدمة الوطن

قال عبدالله النعيمي، مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن الفن هو الأداة الأكثر قدرة على الوصول لمختلف شرائح المجتمع، وبصفة خاصة شريحة الشباب، مشيراً إلى أن الشعراء والفنانين المشاركين في إنتاج الأغنيات الوطنية قدموا نموذجاً رائعاً ترجمته إبداعاتهم المتميزة التي أسهمت في إنجاح الفعاليات التي قدمتها الوزارة مواكبة لـ«يوم العلَم».

وإلى جانب الأعمال الطربية والقصائد المغناة، واستقبال المشاركات المعبرة عن التفاعل مع ألوان العلم الإماراتي من الجمهور، كان للشخصيتين الكرتونيتين «حمد» و«حصة»، بالإضافة إلى شخصيات «شعبية الكرتون» للفنان الإماراتي حيدر محمد، حضور مميز نثر البهجة بين المسافرين.

الأكثر مشاركة