الشاعر الشاب لم يُنهِ أربعينات عمره

جهاد هديب.. غلَبَه «السرطان»

جهاد هديب. أرشيفية

فجع الوسط الثقافي الأردني والفلسطيني، وأصدقاؤهم العرب، فجر أمس، برحيل الشاعر والزميل جهاد هديب، بعد صراع مع مرض السرطان في مركز الحسين لعلاج السرطان بالعاصمة الأردنية عمان.

وكان صراع الفقيد الشاب، الذي لم يُنهِ أربعينات عمره بعد، مع المرض، ضارياً في الشهور الأخيرة، حيث لم تنفع كل مراحل العلاج الكيماوي في إنقاذ الشاعر، الذي عرف بهدوئه ورقته من قبضة الموت وبطشه.

ولد جهاد هديب سنة 1967 في الأردن، وعمل في الصحافة الثقافية لصحف عدة، ثم انتقل للعمل في المجال نفسه بالإمارات منذ سنة 2008، وله خمسة دواوين شعرية، هي: «تمثال مخمور»، «تعاشيق»، «ما أمكنَ خيانتُه ويسمّى الألم»، «قبل أن يبرد الياسمين»، «غروب كثير يمر في التخوم». ومما كتب جهاد في أحد نصوصه عن الروائي الشهيد غسان كنفاني: «كان الأشبَهَ بتعويذة في صدورنا.. كان غسان محفِّزا غريباً على البهجة إذ نتذكر مقاطع أو مواقف من قصصه ورواياته فنضحك بسعادة مفرطة، غريبة ونادرة.. كان يجعلنا قادرين على الفرح بمعنى من المعاني، إذ إنَّ غسان في آخر الأمر هو رفيق لنا، وننتسب إلى ما ينتسب إليه بأشواقه العليا، وأفكاره التي مات من أجلها.

لا.. لا.. لم يكن غسان رفيقاً بل معلِّماً ونحن تلاميذه الذين كان إيمانهم به أرثوذكسياً تماماً، وإذا ما لمسنا كلاماً عليه من أحد وفيه تجريح أو إساءة ولو بالإلماح والإشارة فإن ذلك يعرضه لخطر الإطاحة به.. أيضاً كنا عصابته ولم يكن يعلم. ولما فرت منا أحلامنا بتغيير ثوري تفرق كل منا بغسانه عن الآخر. غير أنه بسبب استشهاده ظلَّ في مكانه العالي ذاك مثل مسيح مازال نظيفاً ولامعاً، وتحديداً في هذه الأزمنة التي اتسخ فيها معنى (شرف) الكتابة ومجدها. كنا نحلف بدمه فنصدق ولا نناقش».

 

 

 

 

 

 

تويتر