المتحدثون أكدوا أن الرواية تختزل الأجناس الأدبية. من المصدر

«سحر الحكاية».. سلاح من لا سلاح له

أكد مبدعون أن الرواية تختزل الأجناس الأدبية من دون فواصل، مشيرين خلال ندوة «سحر الحكاية وتنمية الخيال»، التي نظمت، أول من أمس، ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ34، إلى أن لكل لون أدبي ألقه وسحره، لكن للرواية تركيبتها الخاصة، وأنها «سلاح من لا سلاح له».

 وشهدت الندوة حضوراً كبيراً، في ملتقى الأدب، إذ امتلأت القاعة بالجمهور، كما حضرها رئيس هيئة الشارقة للكتاب، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، وشاركت فيها الكاتبة الأميركية المتخصصة بقصص اليافعين، جوان باور، والروائي المصري محمد المنسي قنديل، والشاعر النيجيري بن أوكري، وأدار الندوة الشاعر الإماراتي علي الشعالي.

 وقالت جوان باور، إن الكتابة لليافعين تحتاج إلى الكثير، ومهارات خاصة، إذ تركز على الذي لا يرى إلا من خلال مجهر، والكتابة لليافعين تحد كبير، فهم في مرحلة عمرية خاصة، ومن المهم معرفة كيف يفكرون وكيف يتصرفون وكيف يتعاملون مع الآخرين.

وأضافت: «نكتب للأطفال اليافعين كي نساعدهم على كيفية القراءة، وكيف يتعاملوا مع العالم»، لافتة إلى أن جدتها كانت راوية جيدة، تروي لهم القصص والحكايات العديدة، وهو ما ساعدها على التعامل مع اليافعين وكيفية الكتابة لهم.

من جانبه، قال المنسي قنديل، إن مصر وتاريخها وناسها جزء من تكوينه الأساسي، مشيراً إلى أنه مهتم بالرواية التاريخية، لأن التاريخ كنز لابد أن ننهل منه، ومصر تمتلك تاريخاً عريقاً.

وذكر أنه نشأ في مدينة عمالية مضطربة تشهد صراعات حادة بين السلطة والعمال، وكانت رائحة الغاز المسيل للدموع تملأ كل المكان، بسبب الصراع بين السلطة والعمال، والتمرد والقمع، مشيراً إلى أنه أيضاً متمرد وهي شعلة في داخله يتمنى ألا تنطفئ.

ولفت إلى أن عالمنا العربي عالم مضطرب مملوء بالصراعات الدينية والسياسية، ولذلك يبحث الكاتب عن مخرج، لكنه بكل الأحوال ملزم بأن يقدم شهادته على عصره.

وأوضح أن العالم أكثر تعقيداً من أن تغيره رواية، وأن الرواية أشبه ما تكون بقطار ينقلنا إلى مكان آخر، منوهاً بأن الكتابة أكبر من الكاتب، إذ يتعامل الكاتب مع علاقات لغوية لا نهائية، لذلك يتطور الكاتب من الأشكال الأدبية الأخرى إلى الرواية.

وقال: «الرواية سلاح من لا سلاح له، تحاول أن تغير قدر الإمكان وتضيف إلى تجربة المرء تجارب أخرى، وتساعد القارئ على فهم مهمة هذا العالم المعقد». ومن جهته،، بدأ الشاعر بن أوكري حديثة بقصيدة عن السرد القصصي الخيالي. وقال: «كل ما نستطيع فعله هو أن نسرد قصة. ومن دون القصة، فإن هويتنا تتضور جوعاً، ومع القصة نحرر أنفسنا من الحماقات التي يرتكبها العنصر البشري». وأشار إلى أننا بحاجة إلى قوة الشعر كي نستعد لخوض غمار الرواية «نحن جئنا من الشعر والقصة إلى الرواية، والرواية تختزل الأجناس الأدبية الأخرى من دون فواصل».

الأكثر مشاركة