سلطان بن أحمد القاسمي يتوسط رؤساء تحرير الصحف المحلية وعدداً من الشخصيات. من المصدر

«الشارقة الإعلامي» يطلق مبادرة «العمود الصحفي»

أطلق مركز الشارقة الإعلامي، أول من أمس، وبالتعاون مع الصحف المحلية مبادرة «العمود الصحافي» الخاص بطلاب الإعلام والاتصال في جامعات دولة الإمارات العربية المتحدة، لتمكين المواهب الوطنية الشابة في مجال الاتصال الحكومي ودعمها، للارتقاء بأدائها ومستواها الفني وبناء قدراتها.

مواهب جديدة

أشاد رؤساء التحرير بمبادرة المركز، وركزوا على أهمية رفد القطاع الإعلامي المحلي بعناصر شابة، تتمتع بالموهبة، والإلمام بأصول العمل الصحافي والإعلامي في الإمارات. وأشار رؤساء التحرير إلى سعيهم الدائم لإيجاد مواهب وعناصر جديدة، تستمر وتتطور في مهنة الصحافة، التي تتطلب التزاماً وجهداً واطلاعاً.

وأبدى رؤساء التحرير استعداداً لتبني مواهب الطلاب المشاركين في المبادرة، من أصحاب الكفاءة في العمل الصحافي، وتنمية قدراتهم، من خلال التدريب في المؤسسات الإعلامية، وتوفير التجربة العملية لهم. وأكد الحاضرون الدور الذي تلعبه هذه المبادرة في تعزيز ملكة الكتابة باللغة العربية عند فئة الشباب، بما يتوافق مع استراتيجية دولة الامارات العربية المتحدة بالاهتمام ودعم اللغة العربية.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، وتم خلاله الاتفاق على تخصيص مساحة تفرد لطلاب الاتصال في جامعات الدولة بشكل أسبوعي في كل الصحف المحلية، لعرض آرائهم وتطلعاتهم وكل أفكارهم المتعلقة بتطوير منظومة الاتصال الحكومي بالدولة.

حضر اللقاء كل من: رئيس تحرير صحيفة «البيان» علي شهدور، ورئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» سامي الريامي، ورئيس تحرير جريدة «الاتحاد»، محمد الحمادي، ورئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج» رائد برقاوي، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» مروان برجاس، ورئيس تحرير صحيفة «جلف توداي»، عائشة تريم، وعميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة الدكتور عبدالرحمن عزي، ومستشار مركز الشارقة الإعلامي أسامة سمرة، ومدير المنتدى الدولي للاتصال الحكومي جواهر النقبي.

و«العمود الصحافي» المخصص لطلاب الجامعات هو أحد مخرجات «الكرسي الأخضر»، ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي تعقد دورته المقبلة في مارس المقبل، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات وخبراء حكوميين وإعلاميين، وبحضور أكثر من 2500 من القيادات المحلية والإقليمية والخبراء وطلاب الاتصال من مختلف جامعات ومعاهد الدولة.

وتتوافق مبادرة «العمود الصحافي» لطلاب الجامعات مع برامج دولة الإمارات في دعم الكفاءات الشابة المواطنة، القادرة على إدارة العمليات الاتصالية في المستقبل، ما ينعكس على تعزيز منظومة الاتصال الحكومي الوطنية.

ووفقاً للشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، فإن مركز الشارقة الإعلامي الذي يستند في مختلف أهدافه وبرامجه إلى رؤى الإمارة المنبثقة من توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أطلق مبادرة «العمود الصحافي»، المخصصة لطلاب الجامعات والتي تكمل خطط مركز الشارقة الإعلامي في تبني الإبداع الشبابي، وتعزيز حضوره الإعلامي.

وأشاد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بمستوى التعاون الإيجابي لوسائل الإعلام المحلية مع المركز، ودورها المحوري في تمتين الروابط بين المؤسسات الحكومية والجمهور، ومساهمتها الفاعلة في إغناء مسيرة القائمين على منظومة الاتصال الحكومي بالفكر والثقافة.

ولفت الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى أن المركز، منذ إطلاق المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، حرص على تعزيز الحضور الشبابي في منصة المنتدى الرئيسة، واستضافتهم كمتحدثين ضمن مبادرة «الكرسي الأخضر»، لإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم وتصوراتهم باعتبارهم ممثلين عن مجتمعهم.

وفكرة الكرسي الأخضر، التي أطلقها مركز الشارقة الإعلامي، ضمن الدورة الثانية للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، تتماشى مع نهج المنتدى في ضرورة تفعيل دور الشباب وتطوير مفهوم التواصل والاتصال الحكومي مع كل شرائح المجتمع.

وأشار رئيس مركز الشارقة الإعلامي إلى أن مبادرة «العمود الصحافي» تسهم في إمداد الطلاب بالخبرات العملية، وتؤهلهم لطرق أبواب سوق العمل وصقل مواهبهم بأسلوب مهني متميز، من خلال تخصيص زاوية «الكرسي الأخضر» كعمود صحافي مخصص لإتاحة المجال لهم للتعبير عن آرائهم حول واقع الاتصال الحكومي وكيفية تطويره.

تجربة مبتكرة

ومن شأن مبادرة «العمود الصحافي» إغناء المنظومة المعرفية، التي تحدد آليات الاتصال وأدواته وأهدافه على مستوى الدولة، وتسلط الضوء على المواهب الشابة، سواء في قطاع الاتصال أو العمل الإعلامي، ما يسهم في استقطاب هذه المواهب وتوفير فرص العمل المناسبة لها فور تخرجها. وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى أن هذه المبادرة تمثل منبراً جديداً وتجربة مبتكرة للعمل في مجال الاتصال، وستمكن الشباب من تنمية مهاراتهم الصحافية، وصقل معارفهم بالتجربة العملية، من خلال الكتابة في صحف الدولة.

ونوه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بأن المركز، ومن خلال متابعته لتلك المشاركات من الطلاب، سيتمكن من اكتشاف المواهب المميزة واحتضانها ورعايتها لإيجاد قادة فاعلين ومؤثرين في مستقبل الاتصال بمختلف فئاته وفروعه. وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أهمية هذه المبادرة، كونها نابعة من قراءة واقع الشباب العربي، وعمق التحديات المفروضة على مسيرته الوظيفية، منوهاً بأن من واجب المسؤولين أن يتفاعلوا مع هذه التحديات، ويضعوا الحلول الناجعة لها. وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى دراسات مجتمع الشباب، التي تتحدث عن مشكلة الاغتراب بين الشباب وبيئتهم الوظيفية، لافتاً إلى أن أحد مسببات هذا الاغتراب هو الشعور المسبق لدى الشباب بأنه ليس لديهم مساهمة حقيقية في تكوين بيئة عملهم، ونرى أنه تحدٍّ نفسي كبير وغاية في الأهمية، نظراً لتأثيراته السلبية في أداء الشباب المهني في المستقبل.

وحول التحولات والمتغيرات التي طرأت على مجال الاتصال الحكومي، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إنه ومنذ تبني مركز الشارقة الإعلامي تطوير ممارسة الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة منذ خمس سنوات حتى اليوم، طرأ تطور كبير على مفهوم ودور الاتصال، نتيجة لتطور الأحداث العالمية والإقليمية. وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى أن العديد من تلك الأحداث ألقت مزيداً من الضوء على أهمية الدور الذي يلعبه الاتصال الحكومي كعامل أساسي في معالجة التحديات والأزمات، منوهاً بأن الخلل الأساسي الذي أدى إلى تردي الأوضاع في أنحاء عدة من العالم، هو نتيجة للخلل في العلاقة بين الحكومات والجماهير.

الأكثر مشاركة