ضمن فعاليات «ملتقى الأدب» في «الشارقة للكتاب»

مختصون وأكاديميون يناقشون راهن القصة ومستقبلها

الندوة تضمن نقاشات عدة حول واقع القصة القصيرة وواقعها بين بقية الإتجاهات الأدبية. من المصدر

ناقش مختصون وأكاديميون آفاق ومضامين وراهن القصة القصيرة، في ملتقى الأدب ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وطرحوا تساؤلات عدة عن ماهية القصة القصيرة، وهل تقلص وجودها، ومدى تطورها وجماهيريتها، وهل نحن نعيش اليوم في زمن الرواية فقط، وغيرها من الأسئلة، شارك فيها الدكتور يوسف حطيني، والدكتور صبري مسلم، والأديب الباكستاني عامر حسين، والأديب الهندي ماهيش راو، وأدارها عبدالفتاح صبري.

قدرة على الاستمرار

قال الكاتب الباكستاني، عامر حسين، عندما تنتمي إلى ثقافتين فإن سؤال القصة القصيرة يحمل الكثير من الإشكال. ولفت إلى أن البعض لا يعتبر القصة القصيرة قصة أساساً، ولا رواية بالتأكيد، وأنها لا تحظى بتلك الشعبية التي تحظى بها الرواية، وأنك ما إن تعرف بأن الكتاب الذي بين يديك هو قصة قصيرة لا تفتح صفحات الكتاب لتعرف ما بها، وهناك من يقول إنها لم تعد قصة قصيرة أصلاً، وتتباين وجهات النظر حول حجمها وظروفها واشتراطاتها وسياقها، ومن كم سطر أو كلمة تتألف، وغيرها من التساؤلات، لكن هذا لا ينفي أنها قادرة على الاستمرار والبقاء. ولفت إلى أننا جميعاً كنا نستمع إلى هذه القصص في عمر مبكر، ونتوق أن نرى هذه القصة المحكية الشفهية في إطار كتاب.

وقال الدكتور يوسف حطيني، في ورقته التي كانت أقرب إلى مشهد قصصي وحوار بين قاص وصديقه، تضمن تفاصيل كثيرة عن القصة والرواية والإبداع بعموميته، نافياً أننا نعيش في عصر أو زمن الرواية، كما يعتقد كثيرون، بل نعيش عصر الفن الراقي الذي يثبت جدارته الفنية، ولفت إلى أنه لا داعي للعمل تحت بند الجملة التقليدية التي تقول بأن المعاني مطروحة في الطرقات.

وتحدث الدكتور صبري مسلم، عن جذور القصة القصيرة، حيث نجد تلك الجذور في الحكاية الشعبية، وهي موغلة في القدم، وعرج على ملحمة جلجامش، لافتاً إلى عنصر السرد وأهميته، فهو ليس ترفاً بل بنية ذهنية ونفسية، لأنها متصلة بغريزة مهمة هي غريزة حب الاستطلاع.

وقال: «كل الحكايات اليوم تعود إلى التاريخ المملوء بها، إلى الجذر البعيد، وكل التكنولوجيا اليوم كانت حاضرة كفكرة وخيال في تلك الحكايات الشعبية القديمة، لافتاً إلى أن القاص المعاصر أدرك أن هذه الحكاية الشعبية الضاربة في القدم، هي رصيده، وهي التي تنقذ أعماله من الرتابة، وهذه المحلية في الحكايات يمكن أن توصله إلى العالمية، مشيراً إلى أن الحكاية الشعبية تضفي أجواء متنوعة للقصة المعاصرة».

وقال الأديب الهندي، ماهيش راو، هناك نوع من القلق على القصة في ما يبدو، وغالباً ما نسمع عن معاناة للقصة والرواية أيضاً، لافتاً إلى أن الأديب عموماً يجب أن يمتلك المقدرة على الوصول إلى قلب القارئ، كما يجب حماية القصة والدفاع عنها، فلكل قصة خصوصيتها.

وتحدث عن معوقات القصة وكيفية التغلب عليها، وبأنه يجب أن تحظى القصة بالاهتمام الكبير، لأنها تستحق ذلك كلون أدبي مميز، كما أنها حاضرة رغم كل الصعوبات أو العقبات، وهذا دليل على أنها قوية ومميزة، ومازالت مقاومة.

تويتر