«الظفرة» يعزز التراث وينفتح على الأسرة والطفل
تشهد فعاليات مهرجان الظفرة في دورته التاسعة، والذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، غداً السبت 19 ديسمبر، انطلاق المزاينة الرئيسة «مزاينة الظفرة»، بمشاركة خليجية واسعة، والتي تستمر حتى 30 ديسمبر الجاري، إضافة إلى انطلاق فعاليات السوق الشعبي التراثي، وقرية الطفل، والعديد من الفعاليات والبرامج التراثية التي تبرز عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، وسط أجواء من المتعة والتشويق.
وقال مدير المسابقات التراثية في المهرجان، عبيد خلفان المزروعي، إن المهرجان في شكله ومضمونه المستمد من الروح البدوية الأصيلة، يشتمل على 15 مسابقة وفعالية تراثية في دورته الجديدة، بمجموع جوائز يفوق 50 مليون درهم، وهي: مزاينة «بينونة» للإبل التي انطلقت الأسبوع الماضي، إلى جانب مسابقة المحالب، وسباق السلوقي التراثي العربي، وتشهد يوم السبت انطلاق مزاينة «الظفرة» للإبل (فئتي الأصايل والمجاهيم)، والسوق التراثي والحرف اليدوية، وسباق الإبل التراثي، وسباق الخيول العربية الأصيلة، ومسابقات الصيد بالصقور، ومسابقة التصوير الفوتوغرافي، ومزاينة التمور وطرق تغليفها، وقرية الطفل، ومسابقة اللبن الحامض، ومزاينة غنم النعيم، ومسابقة السيارات الكلاسيكية، ومسابقة أجمل مخيم للمشاركين.
وتشهد الدورة الجديدة انتهاء المرحلة الأولى من مشروع السوق الشعبي التراثي الدائم للمهرجان، وذلك بالتعاون مع شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة (أدكو)، التي بدورها تعد من أهم الجهات الداعمة للمهرجان. ويضم السوق حين تنفيذه كاملاً نحو 200 محل، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 48 ألف متر مربع، وتم إنشاؤه قرب المنصّة الرئيسة لمزاينة الإبل، وبذلك يوجد معظم فعاليات مهرجان الظفرة في موقع واحد يُتيح للزائر والسائح التجوّل بين مختلف المسابقات وأركان الحدث بسهولة كبيرة.
ويهدف إنشاء السوق الشعبي الدائم لمهرجان الظفرة للمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية، والترويج لها بما يضمن بقاءها على المدى البعيد، فضلاً عن سد حاجة المنطقة الغربية من المنتجات ذات الصبغة الثقافية المناسبة للسياح، وفي الوقت نفسه التعريف بقيمة وتاريخ هذه الحرف.
وستطرح فعاليات الدورة التاسعة في قالب تشويقي ترفيهي تعليمي، يُكرّس نظرة واقعية ودقيقة للحياة في دولة الإمارات خلال مئات السنين، وسيتضمن الكثير من الأنشطة والمسابقات الشيقة التي سيستمتع بها أفراد العائلة، أهمها «قرية الطفل»، التي بدورها تشكل ملتقى تعليمياً ترفيهياً لتشجيع البحث والاستكشاف، وتعريف الطلبة بالعادات والتقاليد الأصيلة.
وللمرّة الأولى خلال هذه الدورة ستنطلق مسابقة «أجمل مُخيّم للمُشاركين»، وذلك تشجيعاً لآلاف المُشاركين في مزاينة الإبل على تطوير مخيماتهم (عزبهم)، بما يتناسب وأهمية الحدث، واستقبال ضيوف المهرجان في أبهى وأجمل حلة، حيث أنهت اللجنة العليا المنظمة كل أعمال البنية التحتية والخدمات اللوجستية المتنوعة للمُشاركين، خصوصاً مع الاحتفالات التي تُقام عادة بشكل يومي في مخيمات ملاك الإبل، احتفاءً بفوز إبلهم في أشواط المزاينة، ومن المتوقع تزايد عدد السياح والزوار لمدينة زايد أثناء فترة المهرجان، حيث يتوافدون سنوياً إلى بوابة الربع الخالي، للتعرّف إلى حياة الصحراء، والتمتع بأصالة العادات والتقاليد العربية.
وأكد المزروعي أنّ مهرجان الظفرة يمثل خطوة مهمة للحفاظ على تراثنا العريق، واللجنة العليا المنظمة للمهرجان كرّست جهودها لتكون النسخة الحالية للمهرجان استثنائية بكل المقاييس لهذا العام، ومليئة بالفعاليات التراثية المناسبة لجميع شرائح المجتمع.