حاكم الشارقة يشهد انطــــلاق مهرجان المسـرح الصحراوي في دورته الأولى
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الليلة قبل الماضية، بمنطقة الكهيف، مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دورته الأولى، وسط أجواء فنية إبداعية تراثية خارج نطاق المألوف وفي فضاء بر الشارقة، والذي يقام بتنظيم من إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام.
حضور رسمي وفني وجماهيري حضر انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، في دورته الأولى إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من: الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والعميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، والمهندس خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الإسكان، والدكتور طارق سلطان بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية، وسعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام، وإسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة العربية للمسرح، وجمع غفير من الفنانين والجماهير من عشاق المسرح ومتذوقي الفن، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة. |
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة، والسادة الحضور، أول عروض المهرجان، الملحمة المسرحية التي جاءت بعنوان «علياء وعصام»، وقد بنيت بحس درامي شيق ومنظور فكري عميق، حيث تتداخل فيها الأزمنة والأمكنة والعلاقات بين الشخصيات التي تنوعت بين حب وثأر، عبر جملة من المشاهد التي وظفت فيها التقنية الفنية والجمالية المتكاملة والمتفاعلة على خيط مشدود بين الشعر والسرد والمسرح.
ملحمة «علياء وعصام»، التي أعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، هي امتداد للمشروع المسرحي المبدع لسموه، أبو المسرح الإماراتي والعربي، وقائد مسيرته إلى التجديد والتطور، والعمل وبلا شك يمثل إضافة لذاكرة الثقافة المسرحية في دولة الإمارات، إلى جانب الأعمال الأخرى لسموه التي زينت مسارحنا: كعودة هولاكو والواقع صورة طبق الأصل، والقضية، والاسكندر الأكبر، والنمرود، وشمشون الجبار، وطورغوت، والحجر الأسود.
كما تابع صاحب السمو حاكم الشارقة بمعيّة حضور المهرجان، وفي الليلة ذاتها، ثاني العروض والذي جاء بعنوان «طوي بخيته»، المقتبس عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة الإماراتية مريم الغفلي.
وجسدت المسرحية العلاقة الوثيقة، التي ربطت بين الإنسان البدوي وبيئته الصحراوية القاسية، وكيف تمكن هذا الإنسان من العيش في هذه البيئة، وتوظيف مواردها المحدودة بحياة متقشفة صعبة، فيها من المعاناة الشيء الكثير، ورغم ذلك استطاع هذا الإنسان البسيط معرفة أسرار هذه البيئة، وتعلم طرق العيش فيها معتمداً على شجاعته وفراسته وصبره، يتنقل بين كثبانها وأوديتها، سعياً وراء الماء والعشب.
ومع أن الرمال لا تحفظ آثار من سار عليها طويلاً، إلا أن ذاكرة ابن الصحراء الحاضرة ومشاعره المتقدة حفظت لنا الكثير من قصص تراث هذه الأرض، وطوي بخيتة واحدة من تلك القصص التي روت لنا صراع إنسان حُبِسَ بين ذكرياته، وبين حاجته إلى مواصلة حياته، فشاهدنا خلال فصول المسرحية الصراع المستمر بين الطرفين، وكيف أن الذكريات وغريزة البقاء طغت كل واحدة منها على الأخرى ليتحقق النصر.
وتخللت العملين المسرحيين فقرة فنية وعزف على الربابة، تلك الآلة الوترية، التي يتميز بالعزف عليها والتغني بصوت معزوفاتها أهل البادية.
«علياء وعصام» ملحمة مسرحية بنيت بحس درامي شيق ومنظور فكري عميق، حيث تتداخل فيها الأزمنة والأمكنة والعلاقات بين الشخصيات التي تنوعت بين حب وثأر، عبر جملة من المشاهد على خيط مشدود بين الشعر والسرد والمسرح. |
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يقام في منطقة الكهيف، وفي فضاء خارجي لا يحده صندوق المسرح التقليدي، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، التي دعت إلى إيصال مختلف أنواع الثقافة والفن والآداب إلى أماكن وجود الناس، وعدم انتظار قدومهم إليها، لإتاحة الفرصة أمامهم للاستمتاع بما تجود به الشارقة من فنون، ولكون هذه الفترة من العام تكثر فيها إقامة المخيمات البرية جاءت الفكرة بأن يكون المهرجان قريباً من تلك المخيمات.