«الكتّاب العرب»: على المثقف فضح مؤامرات الطامعين.. والظلاميين
أكّد أعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، ودعم جهود دولة الإمارات في استعادة الجزر المحتلة من إيران، داعين إلى إشاعة ثقافة التنوير، واستثمار مختلف الإمكانات لمواجهة الفكر الظلامي والإقصائي.
وشددوا على ضرورة تعزيز ثقافة المقاومة بوصفها الطريق الوحيدة لاسترجاع الحقوق العربية المغتصبة من كل محتل، ومن ذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وللجولان السوريّ، ولمزارع شبعا اللبنانية، والاحتلال التركي للواء اسكندرون السوري.
تكريمات أعلن «الكتّاب العرب»، خلال الحفل الختامي لأعمال المؤتمر الذي نظم مساء أول من أمس في فندق روتانا الشاطئ بأبوظبي، اختيار الأمين العام السابق للاتحاد العام، محمد سلماوي، مستشاراً لدى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. وشهد الحفل تكريم عدد من الكتاب والشعراء، من بينهم الأمين العام السابق للاتحاد محمد سلماوي، ومنحه درع التكريم الخاص بالاتحاد. كما تم تكريم إبراهيم أبوهندي، النائب الأول السابق، ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة، والروائي الفلسطيني حسن حميد، والشعراء الفلسطينيين خالد أبوخالد وسامي مهنا ومحمد حلمي الريشة ومحمد لافي، والمترجم صالح علماني والروائيين الفلسطينيين غريب عسقلاني ووليد أبوبكر؛ إلى جانب الكاتب المصري رفقي بدوي، أمين الصندوق السابق للأمانة العامة للاتحاد. كذلك شهد الحفل تبادل عدد من الدروع والهدايا التذكارية. |
كما أدان أعضاء الاتحاد الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره، الذي أمعن، ولمّا يزل، في إراقة الدماء في غير جزء من الجغرافيا العربية، وفي تدمير الإرث الحضاري للأمة العربية، ولكل الحضارات العالمية.
وأشار البيان الصادر عن المؤتمر العام الـ26 للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الذي اختتم أعماله مساء أول من أمس، في أبوظبي، إلى أهمية تصعيد وتعظيم دور المثقفين في فضح كل المؤامرات التي تستهدف الأمة والوطن من قوى خارجية طامعة وأخرى ظلامية، وثالثة إرهابية، وحشد كل الطاقات لمواجهة هذه الأخطار الجسيمة التي تستهدف تمزيق الوطن وتدميره والنيل من وحدته، وسلامة أرضه. كما طالب بإنشاء مؤسسة لتمحيص وإعادة قراءة التراث العربي بشكل منهجي موضوعي.
توصيات
وأصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في ختام اجتماعات المؤتمر العام الـ26 جملة من البنود والقرارات والتوصيات في البيان الختامي للمؤتمر، الذي ألقاه في الحفل النائب الأول للأمين العام عبدالرحيم العلام، والبيان الثقافي الذي قرأه النائب الثاني مراد السوداني، وتقرير حال الحريات في الوطن العربي الذي قرأ بنوده النائب الثالث للأمين العام محمد فاروق فانوس. كما أصدر المجتمعون عدداً من القرارات، من بينها إقرار تقرير النشاط الذي عرضه الأمين العام محمد سلماوي عن الدورات الثلاث الماضية 2006- 2015. وإضافة نائب ثالث للأمين العام يختص بمتابعة أوضاع الحريات في أرجاء الوطن العربي وقضايا التحرر الوطني، مع تعديل المادة (14) فقرة (د) وما يتعلق بها من مواد، والتحضير لعقد مؤتمر عربي كبير، يتناول الأوضاع الثقافية الراهنة - على المستويين القطري والقومي - من منظور نقدي، وترفع توصيات هذا المؤتمر إلى وزراء الثقافة العرب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، ويقام المؤتمر بالتنسيق مع «الألكسو» و«الإسيسكو». وأكد تقرير الحريات في الوطن العربي تمسك المجتمعين بالدفاع عن حرية الأدباء والكتاب حيثما وجدوا، والتأكيد دائماً على أنه لا شرط على الحرية إلا المزيد منها، ورفض التعرض لأي كاتب أو مدون أو أديب تحت أي ظرف ومن أي جهة كانت أو مجموعة متطرفة تكفيرية أو قوة احتلال وسيطرة، داعياً إلى إطلاق سراح الأدباء والمفكرين والكتاب، إذا كان احتجازهم ناتجاً فقط عن نتاج أدبي أو فكري قدموه، أو رأي أبدوه، وإعادة النظر في الإجراءات التعسفية بحق مؤسسات إعلامية. وشدد البيان على دعم الشعب الفلسطيني في انتفاضته ومواجهته مختلف أشكال الإلغاء، والنفي، والإبادة، التي يتعرّض لها من الاحتلال، وتأكيد حقه في المقاومة، وتقرير مصيره ودولته المستقلة، وتأكيد أن القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، ودعم جهود الإمارات في استعادة الجزر المحتلة من إيران.
بيان
بينما أشار البيان الثقافي إلى أن الصراع الحالي في المنطقة هو صراع ثقافة وهوية ورؤى، وليس مواجهة عسكرية فحسب، وأن موجات التطرف هذه ليست مستوطنة في أجزاء من الوطن فقط، بل هي داء مستشرٍ في جل خلايانا العربية، وينبغي أن تكون مواجهته عربية شاملة كذلك. وفي مواجهة ذلك طالب البيان بإعادة القراءة والفهم للمقدسات، في ضوء العقل والواقع وضرورات العصر الحديث، والتواصل مع الآخر من مثقفي الغرب والشرق لإطلاعه على حقائق الاعتدال والوسطية في مقدساتنا هذه. وكذلك الالتفات بشكل منهجي وموضوعي، عبر مؤسسات قومية كبرى، للتراث العرب الذي يحمل كثيراً من الثمين - في عصور الازدهار - وبعض الغث، في عصور الانحسار. كما طالب في هذا الصدد بإنشاء مؤسسة للتراث العربي بتمويل من سائر الأقطار، وبجهود كل العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في هذا الشأن، تتناول تراثنا كشفاً، وتحقيقاً، ونشراً، وانتقاءً ليصل إلى كل قارئ عربي ومهتم أجنبي بالطريقة التي نريدها نحن ولا يريدها لنا الآخرون. بالإضافة إلى إقامة مشروع عربي مشترك في الترجمة، يعنى بتقديم الأدب العربي إلى العالم، كما ينقل ما يصب في نهضة عربية علمية وعقلية، وتنظيم مؤتمر دوري للترجمة والفكر كل عامين، يبدأ دورته الأولى بدولة الإمارات.