«K.O» تحاكي عنفاً سائداً.. و«سيد الوقت» تستحضر السهروردي
بثلاث مسرحيات، اثنتان منها تنافس في جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، تواصلت الليلة قبل الماضية، عروض مهرجان المسرح العربي الثامن بالكويت، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت.
وشهد مسرح عبدالحسين عبدالرضا عرض «التابعة»، لمسرح تياترو في تونس، من إخراج توفيق الجبالي. وطرحت المسرحية أسئلة حول ما يسمى بـ«الربيع العربي»، وما كشفه من تناقضات وخلافات وعنف، وهل نحن قادرون على تجاوز تلك المشكلات والعودة للطريق الصحيح.
بينما تناولت مسرحية «سيد الوقت» الوقائع التي حدثت للفيلسوف المتصوف شهاب الدين السهروردي المولود عام 1155م، وكيف قتل بوشاية، لينضم إلى قائمة من أريقت دماؤهم عبر أزمان متعاقبة نتيجة أفكارهم ورؤاهم. والمسرحية مأخوذة عن مسرحية «ليلة السهروردي الأخيرة» للشاعر والكاتب محمد فريد أبوسعدة، وهي من أداء فرقة مسرح الغد.
أما العرض الثالث فكان «K.O» أو الضربة القاضية، واستضافه مسرح الدسمة، وهو من إخراج نعمان حمدة، وتأليف الكاتبة جميلة الشيحي، ومن إنتاج المسرح الوطني التونسي.
تبدأ المسرحية برجل وامرأة يجلسان على تباعد متقابلين، ويسلط على كل منهما إضاءة، يبدوان عجوزين بعد أن دخلا المسرح شابين، وتبدأ المرأة في ترديد عبارة «سامحني.. سامحني» وتتحرك بتثاقل في اتجاه الرجل الذي اتخذ هيئة مشرد، وقام من مكانه يجر قدميه مبتعداً عنها حتى يختفي، وتظل المرأة تطلب المسامحة وتتحرك على الخشبة، وتهذي هذيان عجوز مصابة بالخرف، فهي لا تعرف من هو ذلك الرجل، ولا من أين جاء، ولا إلى أين ذهب، ولكنها تتذكر أنه كان يضربها بعنف، وأنها أيضاً مارست عليه العنف، وتذكر أنه كان السبب في فقدانها لابنها الذي التحق بجماعة متطرفة، وتظل تدور بين طلب للسماح وذكريات مؤلمة.
ويتغير المشهد فيدخل الرجل على هيئة المشرد التي خرج بها، ويتجه إلى تليفون عام معلق على جدار فيرفعه، وتأتيه بيانات من جماعة إرهابية متطرفة تتوعد الناس بالويل والدمار والقتل المبيد، فيتركه إلى تليفون آخر يقدم البيانات نفسها، وثالث، ورابع.. وهكذا يتحول الفضاء من حوله إلى تهديدات وبيانات إرهابية، ثم تدخل امرأة شابة تطلب من الرجل العجوز أن يعلمها العنف، فيحاول صرفها، ويقول لها إنه لا يعرف العنف، ولا يريد إلا السلام، لكنها تذكره بأنه كان ملاكماً محترفاً، وأنه قضى على خصوم عدة بالضربة القاضية، ويتصارعان حتى يغلبها ويعلقها بسلسلة من حديد، ثم يضربها بشدة، وبعد أن تخور قواه وتهدأ نفسه، يتركها تنزل، وتفك وثاقها من الحبل، وتأتي إليه، فيتعانقان، ويعلمها الملاكمة.
وتدور فكرة العرض عموماً حول العنف المسلط على المرأة، وكذلك العنف الذي بات لغة سائدة في العالم، خصوصاً من قبل إرهابيين ومجموعات متطرفة، والضربة القاضية تحاكي ذلك العنف السائد.
في إطار متصل، شهد مسرح الدسمة تكريم الفائزين في مسابقة النص المسرحي للتأليف للكبار والصغار. وكرّم الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون في الكويت بدر الدويش، الفائزين.
وفاز بالمركز الأول في فئة الكبار العراقي هوشنك وزيري عن نص «أمكنة»، وجاء في المركز الثاني العراقي علي الزيدي عن «فلك أسود»، أما المركز الثالث ففازت به إيمان سعيد عن «ترسيخ».
وفي فئة الأطفال فاز بالمركز الأول مناصفةً المصرية جيهان فيصل عن «ماهر والدكتور لوز»، والسوري مهند العاقوس عن «يتيم الغاب»، وجاء المركز الثاني مناصفة أيضاً بين السورية آنّا عكّاش عن «رحلة البحث عن اللون»، والجزائري حسن ملياني عن «لقلقان»، في حين حل بالمركز الثالث المصري حسن صبري عن «واحة الحكمة».