العتيبي: على النخب المثقفة مواجهة «الأفكار المهربة»
قال الكاتب الصحافي عبدالله ناصر العتيبي إن «منطقتنا تتعرض لحملات إعلامية غير مسبوقة بهدف إضعاف دورها المهم»، مضيفاً أن أبرز ما يستخدمه أعداء الخليج في هذا الجانب استراتيجية «الأفكار المهربة» التي تصمم وتبني في مراكز أبحاث معدة سلفاً لهذا النوع من الاختراق، ثم تمريرها إلى الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت غطاء الدين والمصلحة العامة.
حوار ختامي في ختام المحاضرة، التي أدارتها الباحثة بقسم الثقافة في المركز، جنات بومنجل، دار حوار بين العتيبي والجمهور تركز على ضرورة الاعتناء بالهوية الوطنية والانتماء للوطن والذود عنه بسبل مبتكرة، ومواجهة الشائعات والأفكار المهربة بتوضيحها وتبيان عدم صدقها وخللها. وكرّم منصور المنصوري العتيبي وقدّم له درعاً وشهادة، تقديراً لجهوده. |
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «الأثر السلبي للشائعات والمعلومات غير الدقيقة في وسائل التواصل الاجتماعي»، نظمها مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام في مقره بمنطقة البطين بأبوظبي، أول من أمس، بحضور مدير إدارة الثقافة والإعلام بالمركز منصورسعيد المنصوري، وجمع من الإعلاميين السعوديين والمهتمين.
وثمن العتيبي جهود المركز في الحركة الثقافية ودوره التنويري في المجتمع. وتطرق إلى مسألة الأفكار المهربة والأفكار التلقائية، ولماذا تعد وسائل التواصل الاجتماعي أرضاً خصبة للشائعات، وأسباب انحسار دور النخب في الوقوف ضد الشائعات والأفكار المهربة، إضافة إلى استراتيجيات مواجهة الشائعات والأفكار المهربة.
وذكر أن الـ«فيس بوك» و«تويتر» و«إنستغرام» و«سناب شات» أضحت بيئات خصبة لتداول هذا النوع من الحروب الإعلامية الموجهة، بسبب افتقارها لحارس البوابة الأمين الذي يفرز الجيد من السيئ قبل وصوله إلى وجهته النهائية، كما أنها وبسبب سرعتها في نقل المعلومات وطبيعة عملها البسيطة جذبت إليها المجاميع الشابة؛ الأمر الذي ساهم في سهولة تدوير الأفكار المهربة والشائعات بسبب ميل الشباب صغير السن في العادة إلى تناقل الأخبار المثيرة والغريبة التي لا يمكن التأكد من صدقها بسهولة.
وألقى العتيبي باللوم على النخب المثقفة التي لم تؤدِّ دورها بالشكل المطلوب في مجابهة هذه الحروب الإعلامية. وقال إن مواجهة هذه الحروب هي مسؤولية جماعية تتحملها الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والمواطن والمقيم للحيلولة دون تحقيق هذه الحملات المغرضة لأهدافها.
وأكد أن مواجهة هذه الحملات بالصمت بدعوى حماية حرية التعبير واحترام الرأي الآخر هي نوع من إعلان الهزيمة الوطنية؛ كون هذا التعبير وهذه الآراء ليست في كامل حريتها، وإنما هي موجهة بقصد الإساءة والإيذاء.