إعلامي وممثل وموظف حكومي وفاعل في جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً
الكفيف محمد الغفلي: «للحياة مذاق آخر»
كان محمد الغفلي، الكفيف منذ السادسة من عمره، مُصراً على دراسة الصحافة والإعلام، وكان له ذلك في جامعة الشارقة، حيث درس في كلية الإعلام والاتصال، وهو الوحيد بين المكفوفين الذي درس الصحافة المكتوبة، وأول كفيف على مستوى الدولة يدرس الصحافة، وبعد تخرجه في الجامعة عام 2001، حصل على وظيفة في هيئة تنمية المجتمع، ومازال على رأس عمله، وهو أيضاً عضو في مجلس إدارة جمعية الإمارات لرعاية ذوي الإعاقة البصرية، ومسؤول العلاقات العامة والإعلام فيها، منذ عام 2004، وتزوج كفيفة عام 2013، حيث تعرف إليها في الجمعية.
دافع إلى الأمام قال محمد الغفلي: «الفوز يعطينا دافعاً إلى الأمام، ومن أجل الاستمرار في العمل المسرحي والدرامي، فعلى الرغم من كل الجهد والتعب، إلا أن طعم الفوز ينسيي كل ذلك، كما أن الفوز يعني حصول الفائز على ثقة اللجنة، واعتراف بقدرات وإمكانات الممثل وتقدير أدائه، وبكل بساطة إن الجائزة تعني الفوز والثقة والفرح، ويحق لنا القول إننا على ثقة بقدراتنا لنكون حاضرين في العمل المسرحي والدرامي العام في الدولة، ولدينا من الإمكانات والقدرات والمواهب والثقة ما يؤهلنا لذلك، وبالتالي من حقي أن أكون حاضراً في الأعمال المحلية المسرحية والدرامية، وكذلك زملاء كثر لي». |
شقيقه (أحمد)، الكفيف أيضاً، والذي درس في كلية الإعلام، وهو اليوم مذيع في إذاعة الشارقة، ويتميز الغفلي بمواهب وقدرات عدة، من بينها التمثيل، حيث مثل في مسرحيات عدة، وشارك في مهرجان المسرح الخليجي منذ دورته الأولى في قطر، وفاز بجائزة أفضل ممثل عن مسرحية «للحياة دائماً مذاق خاص»، كما فاز في النسخة الثالثة من المهرجان التي استضافتها المنامة عام 2013، واليوم حقق فوزاً كبيراً، حيث حصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية النول التي شاركت فيها الإمارات بالمهرجان بنسخته الرابعة في مسقط، والغفلي يكتب المقالات في إحدى الصحف اليومية، لكن ليس بشكل يومي، وألّف كتاباً بعنوان «للحياة مذاق آخر»، تناول فيه حياته منذ الطفولة إلى يوم زواجه برفيقة دربه وشريكته في الحياة وفي الإعاقة البصرية، ولديه مسلسل إذاعي، كتب منه 16 حلقة، وشارك في التمثيل بحلقاته الـ30.
وقال الغفلي لـ«الإمارات اليوم» إن في جعبته الكثير من الجوائز التي يعتبرها شهادة على كفاءته وأدائه الجدي والقوي، الأمر الذي يؤهله، كما يؤهل كثيرين من زملائه المعاقين، لأن يكون جزءاً من المشهد المسرحي والدرامي في البلاد.
وبيّن الغفلي أن مسرحية «النول» التي شاركت باسم الإمارات في النسخة الرابعة من مهرجان المسرح الخليجي لذوي الإعاقة في مسقط، شارك فيها سبعة ممثلين، من بينهم خمسة من ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أن فريق العمل ضم الممثلين والمخرج والمؤلف ومساعد المخرج والديكور والأزياء. ولفت إلى أنها من تأليف وإخراج أحمد يوسف. وأوضح أن المسرحية تتكلم عن ملك وخياط نصاب، وهي مستوحاة من قصة دنماركية، تم العمل على تحويرها لتتناسب مع الواقع العربي الحالي، وتتضمن المسرحية مشاهد تشير إلى قيام الخياط بالنصب على الملك، ويوهمه بأنه سيخيط له ثوباً ساحراً لا يراه أحد عندما يرتديه، ويلبس الملك الثوب الوهمي، وقام الغفلي بتمثيل دور النصاب «شاؤولوش»، الذي يستغل الملك ويعرض عليه صنع ثوب سحري، فإذا كان من ينظر إلى الثوب منافقاً أو كاذباً أو مخادعاً فإنه لا يرى الثوب، وهكذا لم يجرؤ أي شخص على أن يعترف بأنه لا يرى الثوب، حتى الملك نفسه رآه. وتابع: «لاقت الشخصية والمسرحية استحسان الجمهور، وتفاعل معهما بقوة، والإمارات في هذه المسرحية حصلت على جائزة اللجنة الخاصة جائزة أفضل أزياء».
وقال الغفلي «على الرغم من أن الوقت كان قصيراً في الإعداد والتدريب والوقوف على خشبة المسرح في مسقط، حيث كل ذلك حدث في شهر فقط، لكننا اعتبرنا هذا نوعاً من التحدي الذي يجب أن ننجح فيه، وهو ما كان لنا في النهاية، فقد تعاملنا كفريق عمل مع ذلك التحدي ونجحنا. وتابع: نتمنى أن يتم عرض المسرحية قريباً في مسارح الدولة.
وأكد الغفلي أن «الفوز يشكل لنا دعماً حقيقياً على مختلف الصعد، وهو عنوان للثقة بما نملكه من قدرات وإمكانات»، ولفت إلى أن كل العروض التي شاركت في مهرجان مسقط كانت جميلة جداً، والمنافسة كانت قوية، وكان هناك حضور إعلامي كبير. وأضاف: «ما أثلج صدري فوق كل هذا، أنه تم بث الحفل الختامي والتكريم على الهواء مباشرة في التلفزيون العماني، وكان هناك حضور فني وإعلامي كبير، وقد تسلمت الجائزة من وزير الشؤون الاجتماعية العماني».
وأشار الغفلي «في رصيدي أربع مسرحيات، وخامسة أيام الجامعة، ومسلسل إذاعي من تأليفي 16 حلقة، وشاركت في التمثيل في كل حلقاته الـ30 خلال شهر رمضان عام 2010، كما أنني حصلت عام 2010 على جائزة (الجندي المجهول) في برنامج الأداء الحكومي بدبي، وفي عام 2011 جائزة فرسان الإرادة من جامعة الدول العربية».
والغفلي عضو في جمعية الإمارات لرعاية المكفوفين، ويمارس بعض أنواع الرياضة في الجمعية، التي يعتبرها بيته الثاني، وهو اليوم عضو مجلس إدارة، ومسؤول في اللجنة الثقافية واللجنة الاجتماعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news