خلود المعلا.. شاعرة الغيم
تكثف الشاعرة خلود المعلا لحظتها الشعرية، لتأتي قصائدها مقطرة من غيمة الذات والعالم. وتقول عن الكتابة «شغفي بالكتابة لم يكن قراراً ولا محض صدفة. كان قدراً.. كان شِعراً، دخلت الشِّعر من بوابتين شكَّلتا القلب والروح. إنهما جدي وأمي. جدي الذي احتوى كلي. تشكلت على يديه. غُرفته كانت مهدي. عشت معه سنواتي الأولى. كان نقطة مركزي وارتكازي. منذ ولادتي لم أكن أرى الدنيا إلا معه وبه. على كتفيه رأيت أفقي. يحملني، يسير بي ويقول افتحي ذراعيك وتنفسي المحبة. عرفت عالمه فعرفت الشِّعر».
بهذه الكلمات، تصف الشاعرة الحائزة جائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب 2008 في مهرجان أصيلة بالمغرب، وقوفها الأول على عتبة القصيدة، ودخولها فضاء الشعر الذي صار لها طريقاً صوفياً، وأسلوب حياة، وفضاءات متجددة.
أصدرت خلود المعلا مجموعات شعرية عدة، أولها «هنا ضيعت الزمن» عام 1997، ليأتي الثاني «وحدك» عام 1999، ليتبعه «هاء الغائب» عام 2003، ثم «ربما هنا» في عام 2008. وفي عام 2011 صدر لها «دون أن أرتوي» عن مجلة «دبي الثقافية»، وهو قصائد مختارة، وخامس دواوينها صدر في عام 2013 بعنوان «أمسك طرف الضوء».
ترجمت قصائد للشاعرة إلى التركية والإسبانية والإنجليزية والإيطالية والألمانية. وصدر لها خمسة كتب شعرية مترجمة للإسبانية والتركية، وهي: في الإسبانية بعنوان «سماء تستحق المطر» عن جامعة كوستاريكا وبيت الشعر في كوستاريكا، والثاني «دون أن أرتوي» ترجمه الدكتورعمرو سيد، و«أمسك طرف الضوء» بالإسبانية أيضاً بترجمة الدكتورة عبير عبدالحافظ . وصدر لها «دون أن أرتوي» بالتركية، بعنوان «لا ظل للوردة» وهو مختارات بترجمة الدكتور محمد حقي بوتشن.
وكان الروائي والصحافي أحمد زين كتب عن تجربة الشاعرة خلود المعلا، مقالة جاء فيها إن «التلاشي، الزوال، الذوبان، مفردات أساسية في المعجم الشعري لدى خلود المعلا، كأنما تحاول الإمساك بأشياء وحالات يصعب الإمساك بها، كأنما أيضاً تلك المفردات تعني الفقدان وما يرافقه من محاولات للتشبث. إنه نوع من التشبث بالحياة».