بطولات «التحالف» على مسرح «شاعر المليون»

الفخر بالوطن وبما حققته وتحققه قوات التحالف من انتصارات في اليمن، من أجل مساندة الشرعية، والتحذير من الأفكار المتطرفة ومروجيها، إضافة إلى الغزل، كانت أبرز الموضوعات التي تناولتها قصائد الشعراء المشاركين في الحلقة الثالثة من برنامج «شاعر المليون»، التي عرضت، مساء أول من أمس، في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي مباشرة على قناتي (أبوظبي وبينونة)، ليتأهل في نهاية الحلقة الشاعران سيف الريسي من سلطنة عُمان، وراجح الحميداني من الكويت، بعد حصولهما على أعلى درجة من لجنة تحكيم البرنامج، على أن يسهم تصويت الجمهور في تأهل شاعرين آخرين من شعراء الحلقة. في حين تأهل الشاعر القطري فهد المري، من شعراء الحلقة الماضية، بعد أن حصل على أعلى نسبة من أصوات الجمهور.

الفخر بالإمارات وقادتها

الفخر بالوطن، وبدور دولة الإمارات في دعم الشرعية، كان موضوع قصيدة الشاعر الإماراتي حامد علوي الهاشمي، التي ختمها بالفخر بقادة الإمارات قائلاً:

هذا «خليفة» أبو الباقي من الارتحال.. «زايد» على كل سِبْع لمَدْرسَتْه انتمى.. من فيض غيضه يوَقّد للوغى الاشتعال.. وعلى العفو ديم طيبه من سحابه همى.. يمينه مْحمد مروّض عناد المحال.. من قو عزمه حزم من قدح راسه غمى.. نطيع حكامنا حب ولا وامتثال.. على خطاويهم اللي يبصر بْها للعمى.. يروون من صافي اليمّة لقَفْر النضال.. ولجَدْب حق البريّة وللظما العز ما.

شارك في حلقة، أول من أمس، ثمانية شعراء هم: أحمد خالد بن جوفان العجمي، وراجح نواف الحميداني، من الكويت، وحامد علوي أحمد الهاشمي، من الإمارات، وسيف بن سعيد محمد الريسي، من سلطنة عُمان، وصالح جار الله آل كحلة المري، وعبدالرحمن رده عقاب المالكي، وظاهر خالد الملغومي الظفيري، من السعودية، وصهيب محمد المعايطة، من الأردن.

«وحدة عرب» كانت عنوان القصيدة التي ألقاها الشاعر العُماني سيف بن سعيد الريسي، وتأهل بسببها من قبل لجنة التحكيم إلى المرحلة التالي، إذ تميز في الإلقاء والحضور على المسرح، إلى جانب تميز القصيدة. وتطرّق الشاعر في قصيدته إلى «الربيع العربي» ونتائجه على الدول العربية، مشيراً إلى أنه ترك عقد الدول العربية منثوراً، مقسماً الشعوب إلى فئتين (شعوبٍ على حقّ وشعوبٍ تُهيّج زور.. وشعوب بقيادتها جسد صلبه عْظامه). هذا الوصف وجد فيه عضو لجنة تحكيم المسابقة د.غسان الحسن وعي لدى الشاعر بالمعنى وبالمعطيات التي طرحها، وكذلك بجمال الصورة الشعرية الموجودة في غير مكان من النص، لافتاً إلى أن الشاعر يعزف على نغمة تكاد الأيام تتجاوزها، وهي الوحدة العربية والتضامن العربي. بينما قال الناقد سلطان العميمي: «إن الريسي بنى نصاً مميزاً يؤكد وعي الشاعر وإدراكه للوحدة، على الرغم من حداثة سنه»، مشيراً إلى أن الجيل الشاب يعرف ما يدور حوله، وتلك الصور الواعية تبشر بالخير الذي يسهم في تحقيق السلام.

بينما كان الغزل سبباً في تأهل الشاعر راجح الحميداني، الذي قدم نصاً موضوعه «الغياب»، توقفت أمامه لجنة التحكيم طويلاً، لأنه جاء مختلفاً من حيث البناء والمعنى والصورة عما قدمه بقية الشعراء في الموضوع ذاته، كما كان الشاعر مجدداً ومغايراً، بحسب ما ذكر الناقد حمد السعيد.

واختار الشاعر السعودي ومنشد الشلّات صالح آل كحلة المري، «التطرف الفكري» موضوعاً وعنواناً لقصيدته، التي أشادت بها لجنة التحكيم، رغم الإشارة إلى المباشرة فيها. وقال العميمي: «إن موضوع القصيدة واضح يتحدث عن هموم العالم العربي»، مشيراً إلى أن «الشاعر وضع يده على جرح لايزال طرياً يعانيه الجميع»، مضيفاً: «ونحن في قلب الحدث، ونحمل همّ إخواننا في جميع مناطق الصراعات التي نتمنى أن تنتهي في أقرب وقت ممكن، كما أشرت - والحديث موجه إلى الشاعر - إلى الجروح الأخرى التي تتمثل في التشدد والطائفية والإرهاب، كما أشرت بشكل مباشر إلى الحرب وإلى الوسطية، وأعتقد أن مثل هذه الموضوعات تحتاج أحياناً إلى المباشرة في الطرح».

وألقى صهيب المعايطة، قصيدة «بترا وسيق»، التي فاضت بالفخر بالوطن، وأثنى عليها أعضاء لجنة التحكيم.

وتحدث ظاهر خالد الظفيري، في قصيدته عن الأوضاع الحالية في المنطقة، مؤكداً رغم ما يحدث فإن لديه شعور بأن المستقبل سيكون أفضل بفضل وجود رجال قادرين على بث الأمان في المنطقة.

في حين اختار أحمد بن جوفان العجمي، في قصيدته موضوع الشعر والفخر بما وصل إليه الشاعر. وتوقف العميمي أمام التفاعل اللافت للشاعر مع القصيدة، حتى إنه لم يشعر بأي فتور في إلقاء العجمي الذي جاء مميزاً، مشيراً إلى أن الشاعر وفق بالتعبير عن مشواره الشعري من البدايات، وحتى الوصول إلى منبر «شاعر المليون» في تلك القصيدة، التي تؤكد استحقاق الشاعر وصوله إلى هذه المرحلة. وقدم عبدالرحمن الشملاني المالكي، قصيدة حيّرت لجنة التحكيم، وقال حمد السعيد: «إن الشملاني شاعر استثنائي».

 

 

 

الأكثر مشاركة