القاسمي: الملل آفة المسرح
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الملل آفة المسرح، وتساءل سموه: «من المسؤول عن ذلك الملل، هل هو النص أم المخرج أم الممثل»، وأضاف في كلمة له في حفل افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية في نسخته الـ26 بقصر الثقافة، مساء أول من أمس، الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة: «يرتكز المسرح على ثلاث ركائز، هي النص والمخرج والممثل، ونحن بحاجة إلى نص يصلح لعلاج النفوس»، وقال سموه: «سنكلف دائرة الثقافة والإعلام بالبحث عن نصوص جديدة صالحة لمجتمع يراد له أن يرتقي».
100 ضيف و12 طالباً تستضيف أيام الشارقة المسرحية أكثر من 100 شخصية بارزة في الفعل المسرحي، من ممثلين ومخرجين ونقاد ومفكرين وكتّاب. كما يحتفي «أيام الشارقة المسرحية» بثلة من طلاب وطالبات تخرجوا بدرجات ممتازة في كليات ومعاهد المسرح في الوطن العربي، مع 12 طالباً متميزاً من كليات ومعاهد المسرح العربي. فعاليات اليوم عرض مسرحية «وعاشو عيشة سعيدة» لفرقة مسرح كلباء، بقصر الثقافة، في السابعة مساء، وهي من تأليف علي الزيدي، وإخراج كاظم نصار. أعمال البرنامج الفكري المصاحب، في فندق هوليدي إنترناشونال، في العاشرة صباحاً، بعنوان: «المسرح بين النخبة والجمهور». 10 أيام تستمر أعمال المهرجان، بمشاركة 11 فرقة مسرحية محلية، ثمانٍ فرق منها تتنافس على جوائز «الأيام»، وثلاث فرق تعرض في برنامج «خارج المسابقة». |
وكرّم سموه، في حفل الافتتاح، الفنان القطري غانم السليطي، الفائز بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي (الدورة العاشرة)، والفنان الإماراتي عمر غباش (شخصية المهرجان)، بالإضافة إلى تكريم سموه للفنان الكويتي أحمد السلمان، المشرف العام على مسرحية «صدى الصمت» الفائزة بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي، في مهرجان المسرح العربي الثامن بالكويت، في يناير الماضي.
وقال سموه: «كنت حريصاً على حضور حفل افتتاح أيام الشارقة المسرحية، وتكريم هؤلاء الأعزاء».
فضاءات الشارقة الرحبة
رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، قال إن الشارقة تجمع ضيوفها في عالم المسرح على الدوام من خلال فضاءاتها الرحبة، بما يسهم في استنهاض الهمم العربية المبدعة لتأخذ مكانتها التي تليق بها، لافتاً إلى أن الروح المسرحية المبدعة تجتمع في كنف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يرعى الحركة المسرحية العربية رعاية تميزت بفعل مسرحي شامل ومتكامل مع الحركة المسرحية في الإمارات، وأشار إلى أن أيام الشارقة المسرحية منذ دورتها الأولى عام 1984، حتى هذه الدورة، وهي مستمرة في توليد مناشط مسرحية متعددة، وتفتح آفاقاً جديدة لاستحداث ألوان مسرحية عديدة.
وتستمر فعاليات الأيام حتى 27 مارس الجاري، بمشاركة 11 فرقة مسرحية محلية، ثمانٍ فرق منها تتنافس على جوائز «الأيام»، وثلاث فرق تعرض في برنامج «خارج المسابقة»، إلى جانب ثلاثة عروض مسرحية أخرى، من بينها «صدى الصمت» الفائزة بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي 2015 ، بالإضافة إلى عرضين من عروض الدورة الأخيرة من مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة.
«صدى الصمت»
شهد جمهور وعشاق المسرح، أول من أمس، في قصر الثقافة، مسرحية «صدى الصمت» الكويتية، حيث وقع الاختيار عليها كي تكون أول عمل مسرحي يتم عرضه في حفل افتتاح «أيام الشارقة المسرحية». وتتناول «صدى الصمت» قصة الحرب والغربة والمعاناة الناجمة عن فقدان الوطن والأبناء والأحبة، وتطرح مشكلات اللغة والتواصل، من خلال حكاية رجل وامرأة من بلدين قامت بينهما حرب، واضطرتهما الحرب إلى الانتقال والهجرة إلى بلد ثالث، وبالمصادفة كانا جارين، ولكن لا يفهم كل منهما لغة الآخر، وتجري بينهما حوارات طويلة، لا تخلو من الحديث عن المعاناة وفقدان الأبناء والأحبة والاغتراب عن الوطن، وهي من تأليف الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود، وإخراج فيصل العميري، فرقة المسرح الكويتي، وبطولة سماح وعبدالله التركماني، وفيصل العميري.
في «صدى الصمت» الحائزة جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي، في مهرجان المسرح العربي الثامن بالكويت، في يناير الماضي، تقف اللغة حاجزاً كبيراً في التواصل بين الرجل والمرأة، كي يفهم أحدهما الآخر ويتعرف على قصته وحكايته، وذلك حتى نهاية الحكاية، حيث يجمعهما الحزن والمأساة والمعاناة وفقدان الأبناء والوطن بعد أن فرقتهما الحرب.
بدا العرض كأنه عبارة عن لوحات مشهدية يديرها «الدراماتورج»، بين المرأة التي فقدت ابنها بسبب الحرب، والرجل الذي فقد ابنه في تلك الحرب، وعلى الرغم من حاجز اللغة بينهما إلا أن الحوارات استمرت، كما استمر حضور الدراماتورج، وسلطته المتخيلة على المسرح.