«ملتقى الخط».. حوار بين حروف شرقية وغربية على مدى شهرين
بمشاركة 235 فناناً ومبدعاً من 38 بلداً من أنحاء العالم، يقدمون 683 عملاً، بالإضافة إلى 44 معرضاً عاماً وشخصياً ومشتركاً؛ تنطلق بعد غد؛ فعاليات النسخة السابعة من ملتقى الشارقة للخط، وتستمر شهرين في كل مدن الشارقة ومناطقها.
ويتألف الملتقى من المعرض العام الذي يمنح الجوائز ويقام في ساحة الخط، والمعارض الفردية التي تقام في متحف الشارقة للفنون، ومعرض المكرمين من أصحاب الجهود المتميزة في الخط أفراداً كانوا أم مؤسسات، وفعاليات تفاعلية مختلفة في أماكن متعددة، كالندوة الفكرية، وعرض الأفلام التخصصية، وتنظيم 126 ورشة فنية مختلفة، وعرض 11 فيلماً وثائقياً وتسجيلياً، فضلاً عن إقامة 129 فعالية وبرنامجاً.
ثقافة بصَرية
قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله محمد العويس: «تقع على عاتق الملتقى هواجس المحافظة على الموقع المتقدم للخط، ضمن الثقافات العربية والإسلامية والعالمية، انطلاقاً من رؤية الشارقة وثقتها بأن الثقافة البصرية للخط تسهم في بناء الشخصية الفنية المعاصرة، ولهذا فإن الملتقى، بما في محتواه من مضمون وإخراج بصري، يرسخ حواراً يرتقي بنبرة النشاط التفاعلي الفني للخطوط بين الشرق والغرب، ويستكشف الجهود الفردية للخطاطين على اختلاف مشاربهم، ويقوم بتفعيل الدراسات والأبحاث النظرية». |
وقال رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله محمد العويس: «بدءاً من السادس من أبريل الجاري تتوالى اللقاءات الفنية والفكرية على مدى شهرين متتاليين، ضمن ملتقى الشارقة للخط، الذي تتجلى جدارته بالاهتمام البالغ لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فبفضل دعم سموه، ورعايته الكريمة وتوجيهاته الحكيمة، تتأكد استمرارية هذا الملتقى».
وأضاف العويس في مؤتمر صحافي عُقد أمس في مقر الدائرة للكشف عن تفاصيل الملتقى: «نرى في هذه الدورة المعنونة بـ(نقطة) تتويجاً لعمل دؤوب استمر ما يقارب العامين، تحضيراً، وبحثاً، وتنسيقاً، قام به فريق متخصص، وفق استراتيجية الدائرة كجهة منظِمة لمخرجات المشروع الثقافي الشامل، وضمن توجهاتها التي من شأنها الاهتمام بالخط وجمالياته، والتأكيد على رفده إبداعياً».
وتابع العويس: «نرى في الخط العربي عنوان بحث جمالي معاصر، ومقدمة لصياغات بصرية تستلهم حيويته، ضمن بيئة تشكيلية تبرز من خلالها مختلف فنون الصورة الخطية، من جهة أخرى يشكل الخط باتساق مظهره الصورة الأكثر بلاغة في التعبير عن صوت الفكرة، بفعل أصوله وتراكيبه التي تؤكد هويته الجمالية الراسخة، ما يضفي على النص زخم التلقي، ولهذا فإن الملتقى يحتضن الخط بأنواعه التي تحكمها القواعد، ويستقطب التجارب الخطية المعاصرة المرتبطة بالثقافات العالمية ولغاتها المختلفة، وفي مقدمتها اللغة العربية، انطلاقاً من الأهمية البصرية للنقطة، كونها العنصر الموازن في بنية الخطوط العربية».
من جانبه، قال قيّم الملتقى، الدكتور إياد حسين عبدالله: إن «الشارقة تستعيد اليوم تأصيل الجذور الفنية والجمالية لتراثنا العربي والإسلامي، وتفتح نوافذ مشرعة للحوار مع الثقافات الأخرى التي كان لها دور في بناء التراث الإنساني»، مضيفاً أن «فن الخط كما كان وعاء للمعرفة والجمال في مختلف الحضارات، فهو اليوم وسيلة للتواصل الإنساني بين ثقافات متعددة».
وتابع عبدالله «في هذا الملتقى الفني الكبير الذي تنوعت نشاطاته الفنية والفكرية والجمالية والابداعية، ينشأ حوار بصري وجمالي وإنساني وثقافي بين أكثر من 683 عملاً فنياً، هي مجموع الأعمال المنتقاة من أعداد كبيرة مشاركة من أكثر من 38 دولة، أنجزها 235 فناناً ومبدعاً من شرق العالم وغربه، لأعمال فنية متنوعة الأفكار والتقنيات والأساليب بين أصيل وكلاسيكي ومعاصر وحديث وما بعد الحداثة، مختلفة الرؤى والتطلعات، يجمعها محور إنساني نبيل يستشرف الجمال ويفسر معناه». وذكر أن هذه الأعمال الفنية تنظم بين 44 معرضاً عاماً وشخصياً ومشتركاً في أروقة الشارقة وقاعاتها وأبنيتها الزاخرة بعبق التراث وأصالته، كما تقام 126 ورشة فنية مختلفة ويُعرض 11 فيلماً، بينما تقام 129 فعالية وبرنامجاً تستقي من فن الخط وجماله آفاقاً واسعة للبحث والدراسة والمشاهدة.