زار معرض لندن للكتاب وتفقد جناح الشارقة المشارك فيه
سلطان يدعو إلى تعريف الآخر بثقافتنا
زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ترافقه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، منصة إمارة الشارقة، ممثلة في هيئة الشارقة للكتاب، مطلعاً على مشاركتها في الدورة الـ45 من معرض لندن للكتاب 2016، التي أقيمت في قاعة معارض أولمبيا في العاصمة البريطانية لندن.
إطلاق جائزة «اتصالات لكتاب الطفل» شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أول من أمس، إطلاق النسخة الثامنة من جائزة «اتصالات لكتاب الطفل»، التي يشرف عليها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وتحظى برعاية مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات). وحضر حفل الإطلاق، الذي أقيم في جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين المشارك في الدورة الـ45 من معرض لندن الدولي للكتاب، بالعاصمة البريطانية لندن، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومستشار الرئيس التنفيذي ــ مدير عام «اتصالات» المناطق الشمالية عبدالعزيز تريم، وممثلو عدد من دور النشر العربية والعالمية، حيث تعد الجائزة إحدى أبرز وأهم الجوائز المخصصة لأدب الطفل في العالم العربي. وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي «باتت جائزة اتصالات لكتاب الطفل هدفاً للتميز والإبداع أمام مختلف العاملين في صناعة أدب الطفل العربي، إذ تتيح لهم تطوير أعمالهم، وجعلها أكثر جاذبية وتأثيراً، وفي الوقت ذاته تمنحهم فرصة الوصول إلى العالمية، من خلال اهتمام دور النشر الأجنبية بأعمالهم، وينبع حرصنا من إيماننا بأهمية القراءة والقوة الفكرية التي تمنحها لأطفالنا، فالقراءة هي منبع الحضارة والتقدم والرقي، وإحدى الدعامات الأساسية التي تنهض وترتقي بها الأمم»، مشيرة إلى أن جائزة اتصالات لكتاب الطفل لم تعد مجرد جائزة تقدم مكافآت مالية، بل غدت من خلال هيكلتها الجديدة مشروعاً تطويرياً للارتقاء بعالم القراءة للطفل العربي. |
وتعرف سموه في مستهل الزيارة إلى ما تضمنته منصة الإمارة من مشاركات ــ والتي تكون بها الشارقة قد تجاوزت العقد من الزمان خلال مشاركاتها ضمن معرض لندن للكتاب والتي بدأتها عام 2006 ــ فبالإضافة إلى مشاركة هيئة الشارقة للكتاب فيها كانت هناك مشاركة لكل من منشورات القاسمي ودائرة الثقافة والإعلام ومجموعة كلمات للنشر والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومشروع ثقافة بلا حدود، وبرنامج منحة الترجمة.
مواصلة العمل
والتقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال وجوده في جناح هيئة الشارقة للكتاب بمجموعة من المثقفين الإماراتيين والعرب من أصحاب دور النشر ورؤساء تحرير وصحافيين، تجاذب معهم سموه الأحاديث حول عدد من القضايا الثقافية، متبادلين الآراء ومقدمين وجهات النظر المختلفة حولها، ودعا سموه إياهم غلى مواصلة تدعيم الثقافة العربية ومواصلة العمل على نشرها وتعريف الآخر بها، ضمن ما يمتلكونه من مقومات وإمكانات.
واستعرض سموه أمامهم تجربته البحثية التي قادته إلى تأليف العديد من الإصدارات التاريخية المتنوعة بين كتب علمية وروايات ومسرحيات استحضر من خلالها التاريخ، وركز فيها على ما يخص منطقة الخليج والدول المجاورة لها كونها تمسنا بشكل مباشر. كما عرض سموه تجربة الشارقة ونهضتها الفكرية ومنجزها الثقافي وبداية الحراك الثقافي فيها، والذي يعود إلى فترة ليست بالقريبة، لما كانت تملكه من مقومات ساعدت على استقطاب المثقفين من مختلف بلدان العالم، وعزز ذلك الحديث إصدار دائرة الثقافة والإعلام المعروض في معرض لندن للكتاب في هذا العام، والذي جاء بعنوان «الثميد»، حيث سجل فيه أحد المعلمين العرب تتبعه لتلك النهضة في منطقة الثميد طوال عقدين من الزمن، تابع فيهما كيف تحولت تلك المنطقة من مجرد قرية صحراوية إلى واحة فكرية ثقافية تحوي العديد من المراكز التي ترعى الأسرة والأمومة والطفولة والناشئة والشباب، وتتنوع أنشطتها بين رياضية وفنية وثقافية واجتماعية.
اتفاقيات
المر يحاضر عن «إبداعات إماراتية» اختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، زيارته إلى معرض لندن للكتاب، بحضور جانب من محاضرة الأديب والروائي الإماراتي محمد المر، التي أقيمت على هامش الفعاليات، بتنظيم مشترك بين هيئة الشارقة للكتاب ومعرض لندن للكتاب، في ركن مركز الترجمة الأدبية. وتناولت المحاضرة عرضاً حول كتاب «إبداعات إماراتية» الصادر باللغة الإنجليزية، من تأليف المر، وترجمة وإصدار هيئة الشارقة للكتاب، يشار إلى أن كتاب «إبداعات إماراتية» يحوي نصوصاً شعرية وسردية لـ50 مبدعاً إماراتياً، من الجنسين، ممن أثروا المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، على مدى نحو أربعة عقود، والذين تعكس كتاباتهم مدى غنى وتنوع وتعدد تجربتهم الأدبية المميزة، وتأثر أصحابها، في المحتوى والأسلوب، بالأبعاد الوطنية والإنسانية العربية والعالمية. |
وشهد جناح الهيئة وبحضور صاحب السمو حاكم الشارقة، إبرام عدد من اتفاقيات التفاهم والتعاون، حيث أبرمت هيئة الشارقة للكتاب اتفاقية تعاون مشترك مع كلية الدراسات المستمرة والمهنية بجامعة نيويورك، تقدم بموجبها الجامعة برنامجاً تعليمياً متخصصاً للناشرين العرب، يركز على أهم المواضيع والقضايا المتعلقة بصناعة النشر في العالم. كما أبرمت الهيئة اتفاقية تعاون أخرى مع الموقع الإلكتروني العالمي «بابلشيرز ويكلي»، الذي يعد من أكبر المواقع العالمية المختصة بنشر الكتب وتوزيعها وبيعها، كما أنه ينشر مجلة «بابليشرز ويكلي» الأسبوعية الإخبارية حول قطاع النشر العالمي، وبموجب الاتفاقية يمنح الموقع الهيئة حق نشر عدد معين من مجلة «بابليشرز ويكلي» باللغة العربية وتوزيعها في دولة عربية واحدة أو أكثر. وكانت آخر الاتفاقيات التي أبرمتها هيئة الشارقة للكتاب اتفاقية توأمة مع المكتبة البريطانية، والتي تهدف إلى تبادل الخبرات في علوم الأرشفة والتصنيف المكتبي.
كما استمع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، أثناء وجوده في جناح هيئة الشارقة للكتاب، إلى شرح من مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود، راشد الكوس، حول مبادرة «1001 ــ ألف عنوان.. وعنوان»، التي انطلقت تحت شعار «ندعم الفكر لنثري المحتوى»، وتهدف المبادرة إلى إصدار 1001 كتاب إماراتي خلال العامين الجاري والمقبل، انسجاماً مع عام القراءة، وتعزيزاً للإنتاج المعرفي والفكري في دولة الإمارات. واستعرض الكوس تفاصيل المبادرة الهادفة إلى زيادة عدد الإصدارات الإماراتية، وتمكينها من الانتشار في أسواق الدول الشقيقة، وبين الجاليات العربية المقيمة في الدول الصديقة، إلى جانب دعم المؤلفين الإماراتيين، ودعم دور النشر الإماراتية، وتوفير المقومات المادية لاستمرارية دور النشر المحلية والعربية العاملة في الدولة، بالإضافة إلى تعزيز فرص فوز الإصدارات الإماراتية بالجوائز التقديرية العربية والدولية.
ووجّه صاحب السمو حاكم الشارقة بضرورة الحرص على انتقاء الأعمال بما يتوافق مع القيم والتقاليد الإسلامية والعربية والخليجية، والاهتمام بالمحتوى، والعمل على تقديم كل ما هو متميز. بعدها قام سموه بجولة في أرجاء وردهات معرض لندن للكتاب، زار خلالها أجنحة عدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news