«الرمال تتكلم».. في «الجليلة لثقافة الطفل»
يوطد مركز الجليلة لثقافة الطفل، في كل فعالية جديدة يحتضنها، موقعاً جديداً على خريطة المؤسسات الثقافية بالدولة، ويتجه إلى إقامة أنشطة غير تقليدية تعزز ثقافة الطفل، في مجالات عدة، لاسيما الفنون، التي باتت تجتذب أطفالاً في عمر الزهور، تحرص عائلاتهم على وجودهم ضمن أنشطة المركز المختلفة، سواء المخيمات الفصلية، او الورش الدورية.
لا مجال للاعتذار أكد العديد من حضور مسرحية «عندما تتكلم الرمال» حرصهم على دعم المواهب الغضة، وتشجيع الأطفال على تنمية مهاراتهم، مشيرين إلى الدور المهم الذي بات يلعبه مركز الجليلة لثقافة الطفل في هذا الاطار، باعتباره أحدث الصروح التي تم تطويرها لاستيعاب طاقات ومواهب الأطفال، فيما يعود بالفائدة لهم ولمجتمعهم. وقالت الإعلامية بروين حبيب، مقدمة برنامج «حلو الكلام» على شاشة تلفزيون دبي: «الحضور إلى هكذا حدث ليس رفاهية، أو مناسبة لكسر الروتين اليومي، بل واجب، يجب أن نرفع جميعاً معه بقدر المستطاع لافتة (لا مجال للاعتذار)». |
وبالتزام بناء تجاه الطفولة عموماً، والمواهب الغضة خصوصاً، حرص إعلاميون وفنانون على تلبية دعوة «المركز» الذي شهد مساء أول من أمس عرضاً مسرحياً للمواهب الناشئة، تحدثت فيه رمال الإمارات، على ألسنة الأطفال، الذين قاموا بكل متطلبات العمل بعنوان «عندما تتكلم الرمال»، حيث منحت مشرفة النشاط المسرحي بالمركز، نصرة المعمري، الأطفال الفرصة للاعتماد على امكاناتهم الغضة في الكتابة، واختيار عناصر الديكور، وصناعة المجسمات والماكياج والموسيقى، إضافة إلى التمثيل، وغيرها من مفردات أي عمل مسرحي متكامل.
وعلى الرغم من بساطة العمل، فقد جاء المضمون تثقيفياً هادفاً، قدمت في طياته العديد من المعلومات المهمة عن طبيعة حياة العرب الرحّل، في ضوء النظام الاجتماعي الذي كان سائداً في ما قبل، وهو «القبيلة»، فضلاً عن تسليط الضوء على واحدة من المهارات الأساسية التي تمتع بها البدوي، وهو فن اقتفاء الأثر، بأسلوب مشوق.
وكشف المركز عن مجموعة من الأعمال التي أبدعها الأطفال بأسلوب غير تقليدي، معتمدين فيه على مواد طبيعية، أبرزها مطحون بذرة القهوة، وبعض البهارات، التي تم توظيفها في أعمال انجزت بأسلوب النقر على الكرتون، كي تكون الرسومات في متناول تذوق ذوي الإعاقة من فئة فاقدي البصر، ما ينمّي لدى الأطفال التزاماً مجتمعياً مهماً.
المؤازرة الاجتماعية لهذا اليوم المفتوح كانت حاضرة من قبل بعض الفنانين والإعلاميين والمثقفين، حيث استقبل الحدث بحضور المدير التنفيذي لمركز الجليلة لثقافة الطفل، الدكتورة منى البحر، بحضور مدير إدارة المشاريع الخاصة والإعلامية، عادل عمر، ومديرة إدارة البرامج، بشرى الرحومي، والفنانة التشكيلية عائشة جمعة، نائبة مديرة إدارة البرامج في المركز.
وحرص على تلبية دعوة المركز كل من رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي عبدالحميد جمعة، الدكتورة بروين حبيب الشاعرة والإعلامية ومقدمة برنامج «حلو الكلام» في تلفزيون دبي، الإعلامية هدى ياسين مديرة محتوى الإذاعات في مؤسسة «إم بي سي» ومقدّمة برنامج «هدى وهنّ»، الإعلامية في مجموعة إم بي سي جيسي كرم مقدمة برنامج «بانوراما كافيه»، الموسيقي ومدرّس المقامات أنور دراغ، إلى جانب عدد من الإعلاميين والإعلاميات.
وجال الضيوف في أرجاء المركز، حيث تعرفوا على ما أنتجه الأطفال ضمن مخيم الربيع «أثر»، مثل صناعة الورق في قسم الأشغال اليدوية، وفي المرسم اطّلعوا على لوحات من القهوة والبهارات العربية تعكس عناصر الضيافة والمائدة العربية تحت شعار «أرى وأشمّ»، بهدف تعزيز كل الحواس في حالة التذوّق الفني، إلى جانب لوحات موجهة لفاقدي البصر اعتمد فيها الأطفال طريقة الرسم بالنقر على الكرتون.
كما زار الوفد مكتبة المركز، حيث تصفّح الزوار الكتب والقصص الموجهة للأطفال، واستمعوا في قسم الموسيقى إلى فقرة قدمها أستاذ العود في المركز أيهم أبوعمار، وأستاذ الجيتار فراس رضا، ثم اختتمت الجولة بحضور «عندما تتكلم الرمال».