إبراهيم جمعة: الفنانة الإماراتية رحلة إنجازات تستحق التقدير
قال الفنان الإماراتي، إبراهيم جمعة، إن الفنانة الإماراتية أثبتت كفاءتها، وارتباطها الشديد بخصوصية الفنون الإماراتية وتمايزها، على تنوع مجالاتها، مقدمة العديد من التجارب المهمة التي وجدت في مجملها صدى واسعاً محلياً وخليجياً وعربياً، على الرغم من تحفظه على فكرة التصنيف المحلي عموماً.
رفيعة غباش: مبدع متسامح
وصفت الشاعرة الإماراتية، الدكتورة رفيعة غباش، الفنان إبراهيم جمعة قائلة: «هو قلب جميل فَرِح مرح، جميل مبدع متسامح، هكذا هو إبراهيم جمعة الذي نعرفه منذ أيام الدراسة الجامعية، ثم وجدناه في ما بعد ملازماً لكل الأحداث والفعاليات الوطنية وغيرها».
وقال الشيباني إن الكنية هي التي سادت للدلالة على هويات الشاعرات الإماراتيات في هذا المجال، معدداً: «فتاة الخليج، فتاة دبي، فتاة الشارقة، فتاة ديرة، الوصل، البوادي، وغيرها، لدرجة أننا نستطيع أن نصل عداً إلى 100 اسم بكنية فتاة». |
وتابع: «لا أرى مبرراً في التوكيد على الفصل في الفنون بين المحيطين العربي والخليجي، فكل نتاج فني خليجي هو بالضرورة عربي، كما أن الفوارق الأدائية في الفن الواحد بين الأقطار الخليجية المختلفة تبدو ضئيلة، ومرتبطة باختلافات طبيعية في اللهجة. وأورد جمعة العديد من الأمثلة التي كان للفنانة الإماراتية فيها دور بارز ومؤثر من حيث جودة وأثر النتاج الفني، كما تطرق إلى العديد من الأسماء التي لعبت دوراً مهماً في التأسيس لحضور قوي للمرأة الإماراتية، والخليجية عموماً، في مختلف الفنون.
جاء ذلك خلال ندوة قدمته فيها، مساء أول من أمس، بندوة الثقافة والعلوم، الدكتورة رفيعة غباش، واستبقه فيها، بقراءة تحليلية، الباحث مؤيد الشيباني، تحت عنوان «المرأة الإماراتية والفن»، وهي الندوة التي شهدت استعراض جمعة تجارب أدائية حية بصحبة بعض العازفين، رافقت تحليله لفكرة التجديد في الموروث الموسيقي من خلال الاستعانة بآلات غربية، وعدد من الأفكار الأخرى التي عرضها تباعاً.
وقال جمعة إن العاصمة البحرينية المنامة كانت بمثابة المستوعب الأساسي لمشروعات إنتاج الأسطوانات الغنائية منذ وقت مبكر جداً، برزت فيه الفنانة، موزة سعيد، التي تبناها منذ وقت مبكر، سالم الصوري، أحد الأسماء المهمة في تلك المحاولات المبكرة، في حين كان معظم الفنانين في عدن متأثرين بالتجربة الموسيقية للفنان الراحل، فريد الأطرش، في مقابل تأثر أهل المكلا بالتراث الموسيقي الهندي.
وتوقف جمعة عند الدور الكبير الذي لعبه الفنان، محمد سهيل الكتبي، في إنتاج الأغنية الإماراتية ودعم أصوات نسائية متميزة، في حين ظلت البحرين بمثابة عضد صناعة الأغنية الخليجية منذ وقت مبكر، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الأسماء الإماراتية التي ظهرت وأثبتت جدارتها، لكنها توقفت في ما بعد لأسباب معظمها اجتماعي، مثل سلمى الشرقي من إمارة الشارقة، وغيرها، التي غنت ثلاثة مواسم فقط في مرحلة الستينات.
وأشار جمعة إلى أن التجديد في فنوننا الشعبية لا يمس مطلقاً جمالياتها، بقدر ما يجعلها تستفيد من التطور الهائل في المجال التقني من جهة، ويكسبها القدرة على مفاجأة ودهشة المتلقي بالجديد والمختلف، الذي لا يسير على وتيرة واحدة، على طول الخط. وتابع: «من المفيد أن نستوعب فنوننا الشعبية في فضاءات التطورات التقنية الهائلة في مختلف المجالات، مع احتفاظها ببروازها وطابعها الأصيلين، وحتى إذا ما رأى البعض غرابة ذلك، فإن الانتقاد، من وجهة نظري هو سنة التطور، ودليل تأثير وصحة، وليس العكس». وشرح إبراهيم جانباً من أفكاره في مجال التجديد المرتبط بالفنون الموسيقية التراثية تحديداً، بشكل عملي، من خلال مقاطع مسجلة مسبقاً، رافقها أداؤه الصوتي وعزف أدائي، على نحو مال بالندوة إلى أسلوب الأمسية الموسيقية المتميزة. وفي ختام الندوة والأمسية، قام رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، بتكريم الأسماء المشاركة في الندوة.