جوري العازمي تتسلم شهادة تقدير خلال الحفل الختامي لمسابقة مشروع تحدّي القراءة العربي في الكويت. من المصدر

جوري العازمي: من لا يقرأ يعِش على الهامش

فازت الطالبة الكويتية الكفيفة، جوري محمد العازمي، بالمركز الأول على مستوى الكويت، في مسابقة مشروع تحدّي القراءة العربي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سبتمبر الماضي، والذي شارك فيه طلاب من الدول العربية، وصل عددهم إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون طالب.

وتخطت جوري محمد العازمي إعاقتها، وتمكنت من تحقيق المركز الأول في الكويت، متفوقة على 16 ألف طالب شاركوا في المسابقة، تحت إشراف 350 مدرساً وتربوياً، وذلك بقراءتها 50 كتاباً.

وأكدت العازمي، في حديثها لـ«الإمارات اليوم»، أنها بدأت قراءة الكتب في سبتمبر الماضي وأنهتها في مارس. وأضافت «شاركت في هذه المسابقة، لحبي وتقديري الكبيرين لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحبّي للقراءة، ولكون المبادرة تشكل تحدياً مع الذات، ومغامرة تحمل الكثير من الفائدة، لذا أشكر سموّه لأنه أتاح لنا هذه الفرصة، ولأنه يسعى إلى رفعة الأمة العربية». ووصفت العازمي فوزها بأنه علامة كبيرة، وقالت: «كان حلماً، وقد وصلت إليه، لكنه وسيلة وليس غاية، فالغاية أكبر من التحدي، وغايتي أن أتخصص في العلوم السياسية، وأصل إلى منصب وزيرة خارجية».

بدأت العازمي، التي تبلغ 15 عاماً، القراءة منذ سن السابعة، ووصفت من لا يقرأ بأنه يعيش على الهامش، مشيرة إلى أن القراءة تعلّم تنظيم الوقت، وانتقاء المفردات. وتقرأ العازمي الكتب المطبوعة بطريقة «برايل»، وأشارت إلى توفير الحكومة الكويتية هذا النوع من الكتب، مؤكدة وجود مكتبة تحوي ما يقارب الـ1000 كتاب. وشددت على أنه لا توجد في هذا العصر إعاقة، فعالم الكفيف تطوّر، وأنها بالمفهوم الطبي فاقدة للبصر، ولكن بالمفهوم الحياتي ليست لديها إعاقة، «فقد ولّى زمن الكفيف الذي يجلس في المنزل». أما التحديات التي تواجهها في القراءة، فأشارت إلى كونها تكمن في توافر نسبة قليلة من الكتب المطبوعة بطريقة «برايل»، متمنية التوسع ومراعاة الكفيف في المكتبات الإلكترونية أيضاً، إذ تواجه مشكلة في قراءة هذا النوع من الكتب، لأنها تتوافر بنسخة «بي دي إف»، وبالتالي تكون الصفحات عبارة عن صور، ولا يمكن لبرنامج القارئ الموجود بالهاتف أن يقرأها.

تعشق العازمي كتب الخيال العلمي، ومن هذه القصص التي قرأتها خلال التحدي: «حكايات من عالم آخر»، و«منتصف الليل»، كما أن شغفها بالكتب التي تحمل معلومات غريبة، دفعها إلى قراءة «الدليل والبرهان على صرع الجن للإنسان»، لكنها أكدت أنها تعشق الشعر، وقد قرأت «لكل شاعر حكاية»، الكتاب الذي ينقل قصصاً لشعراء، قليل ذكرهم في التاريخ.

واعتبرت العازمي أن «تحدّي القراءة» فتح نافذة للطلاب العرب على القراءة، وقالت: «لا أوافق على مقولة إن العرب لا يقرأون، إذ يكفينا فخراً أسمى الكتب، وهو القرآن الكريم، ولكن نحن بحاجة إلى تكثيف القراءة، وقد نكون انجرفنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وابتعدنا عن الكتاب قليلاً». وتوقعت أن يتوسع المشروع في السنوات المقبلة، بحيث لا يكون شاملاً للطلاب فحسب، بل يمكن أن يشمل المدرسين وأولياء الأمور، كما وجهت رسالة إلى أمناء المكتبات، بوضع مكافآت للطلاب للتشجيع على القراءة. ولفتت إلى أنها تقرأ يومياً، خلال دوام المدرسة، من ساعة إلى ساعتين، بينما تمتد القراءة إلى فترة غير محدودة في أيام العطل.

الأكثر مشاركة