بشارة القيظ أصبحت احتفالية سنوية بات يترقبها الأطفال والناشئة وحتى الكبار. من المصدر

«بشارة القيظ».. ذكريات وقصص من الماضي

هي بشارة القيظ، وفرحة البشارة في حر الصيف، حيث يطل الصيف حاملاً معه تباشير وبدايات الرُطب، ويستبشر به الإماراتيون خيراً، فرحلة القيظ «الصيف» في الإمارات ارتبطت بذكريات وقصص وحكايات، وفي الماضي كان يقوم سكان الساحل برحلة القيظ صوب المزارع عبر الصحارى، والمشي بين قمم الجبال ووسط الأودية السحيقة، بحثاً عن نسمات هواء باردة وحبات رطب يأكلونها تحت ظلال النخيل الوارفة، لذلك كانت رحلة القيظ انتصاراً على الحر والشمس اللافحة ورطوبة الجو العالية، وكان الأهالي ينتقلون إلى «المقايظ» على ظهورالإبل.

روح الماضي

«إحياء فعاليات بشارة القيظ يهدف إلى تركيز الاهتمام على الطفل، ودفعه للتفاعل مع الفعاليات التراثية والشعبية، من أجل ربطه بالتراث القديم، وجعله مرتكزاً وأرضية صلبة ينطلق منها في معايشته للحاضر بروح الماضي الثرية والعامرة بالخيرات والفرح».

في القيظ كان ينقسم سكان الإمارات إلى قسمين، قسم يتوجه إلى البحر في رحلة الغوص والبحث عن اللؤلؤ،

ومعظمهم من الشباب والعارفين بالبحر وعوالمه، وقسم آخر يتوجه عبر قوافل منظمة إلى الواحات في مناطق معروفة في الإمارات، معظمه من كبار السن والأطفال والنساء، وتسمى هذه الرحلة رحلة «المقيظ» أو «لحْضاره».

معهد الشارقة للتراث خصص لهذه المناسبة برنامجاً سنوياً وفعاليات متنوعة، وصلت اليوم إلى نسختها التاسعة، وجاءت هذا العام تحت شعار: (الرُطب - التمور)، للتعريف بأهمية شجرة النخيل وصفاتها ومميزاتها، ووقت جني الرطب والتمور، وفوائدها الغذائية، وأنواعها، ووقت حصادها. ويسعى برنامج بشارة القيظ وفعالياته، التي تستهدف الأطفال والناشئة بشكل خاص، إلى تنمية المعرفة الثقافية لدى الطفل، وتوعيته بأهمية الحفاظ على التراث، عبر حزمة من البرامج والفعاليات النوعية التي تتناسب مع مختلف المراحل العمرية، ما يمكنهم من استيعاب المفاهيم والمعلومات. وينظم معهد الشارقة للتراث هذه الفعالية سنوياً للأطفال والناشئة لتذكرهم بمفردات الطبيعة الإماراتية، وتسهم في توعيتهم بالتراث الإماراتي.

وقالت مديرة معهد الشارقة للتراث بالإنابة، أسماء سيف السويدي، «بشارة القيظ لديها رسالة كبيرة تتضمن أبعاداً تراثية وثقافية وترفيهية، فمن خلال فعالياتها المتنوعة يتعرف الأطفال إلى ماهيتها، وأسباب اختيار تنفيذها في هذا الوقت بالذات».

ولفتت إلى أن «بشارة» تعني خبراً ساراً ومفرحاً، و«القيظ»، يعني فصل الصيف، وهي واحدة من العادات والتقاليد التي توارثها أبناء المجتمع الإماراتي، حيث اعتاد الناس على استقبال فصل الصيف فرِحين ببشاراته ودلالات قدومه. وأوضحت أن «إحياء فعاليات بشارة القيظ يهدف إلى تركيز الاهتمام على الطفل، ودفعه للتفاعل مع الفعاليات التراثية والشعبية، من أجل ربطه بالتراث القديم، وجعله مرتكزاً وأرضية صلبة ينطلق منها في معايشته للحاضر بروح الماضي الثرية والعامرة بالخيرات والفرح».

وأشارت إلى أن «بشارة القيظ أصبحت احتفالية سنوية بات يترقبها الأطفال والناشئة وحتى الكبار في الشارقة، كونها تذكر بمفردات الطبيعة الإماراتية، وتهدف للتوعية بالتراث الإماراتي عبر التوجه للأجيال الجديدة على نحو خاص، لإيجاد تفاعل جاد ومستمر مع الإرث الثقافي في الإمارات».

ولفتت إلى أنه «مع بداية قدوم القيظ، أي فصل الصيف، يكون المجتمع الإماراتي على موعد مع استقبال أول أنواع الرطب، وهو الرطب المعروف باسم (النغال)، وقد كانت تلك البشارة لا تعني الأطفال بشيء في الماضي بقدر ما تعني الكبار، لكننا في معهد الشارقة للتراث دأبنا على استحداث هذه الفعالية التي تستلهم موضوع بشارة القيظ، إسهاماً منا لتقديم بشارة فرح تراثية للأطفال».

حضور


حضر فعاليات بشارة القيظ، أول من أمس، في مركز الفعاليات «البيت الغربي»، جمهور كبير من عشاق ومحبي التراث، إضافة إلى طلبة مدارس وأطفال من مراكز الناشئة، وعدد من كبار السن ومن ذوي الإعاقة، تفاعلوا مع البرنامج الذي تضمن معرضاً لمنتجات النخيل، وورشاً من منتجات النخيل، ومجلساً مصغراً للحديث عن الرطب، وطبخاً حياً للمأكولات والحلويات التراثية والشعبية، كخبز الرقاق واللقيمات، وغناء ورقصات تراثية، وأمضى الحضور ساعات عدة في البيت الغربي، تعرفوا من خلالها إلى شجرة النخيل وأهميتها وفوائدها.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الأكثر مشاركة