احتفالية كاملة الحضور في تجربة أعلنت ولادة «أثر للفنون والآداب»
«أبجدية العشق» تستدعي أشعار نزار قباني إلى منصّة «الندوة»
تجربة كسرت نمطية المألوف، حرص حضورها الذي امتلأ به مسرح ندوة الثقافة والعلوم، مساء أول من أمس، الذي كان ملتقى لمولد نمط فني جديد للإعلامية والشاعرة بروين حبيب، تعاونت فيها مع المطرب العراقي أنور دراغ، لنسج ليلة خاصة في ذكرى رحيل نزار قباني.
كثير من التفاصيل بدت مختلفة، حتى قبل الأمسية الشعرية الغنائية، سواء من حيث طبيعة استعداد المكان، أو الضيوف، فالإخراج الجديد للأمسية الشعرية الغنائية، استهوى أجيال قاربت من معاصرة نزار، كما استهوت شباباً جامعياً، وأسراً، وأطيافاً قررت أن تعايش هذه التجربة الجديدة، في توقيت يُروّج فيه على أن الفعاليات الثقافية، خصوصاً الشعرية ستظل الأكثر زهداً من حيث الإقبال الجماهيري.
محتوى مبدع على الرغم من أنها اختارت الأسود، لوناً لفستانها، فإن الشاعرة والإعلامية الدكتورة بروين حبيب، بدت متألقة في أعين الحضورالكبير للفعالية، وأكدت أن الحدث الثقافي جاذب وله جمهوره، حينما يكون هناك محتوى مبدع، وابتكار يأنف صانعوه استسهال التكرار، ومعهما حُسن الأداء والتنظيم الجيد، بما في ذلك الحركة على المسرح، التي كان بطلها المخرج العراقي فيصل جواد. |
بروين التي عرفت هذه المنصّة مراراً، في مناسبات كانت تقدم فيها مبدعين مختلفين، بدلت موقعها هذه المرة لتستبدل مهمة «الإعلامية»، بنظيرتها «الشاعرة»، المُجيدة لفن الإلقاء، حينما يصبح الإلقاء عنصراً غير محايد في وصول المعنى إلى قلب وعقل المتلقي.
ومع التجربة الجديدة تخوض بروين أيضاً مغامرة تأسيس كيان فني جديد أسمته «أثر للفنون والآداب»، لتكون الأمسية باكورة نشاطاتها.
وجاء الحدث، الذي نظمته ندوة الثقافية والعلوم، بحضور سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عييد الهاملي، ود. صلاح القاسم، وعلي الشريف، وجمال الشريف، أعضاء مجلس الإدارة، وابن الشاعر الراحل عمر نزار قباني، الذي أشاد في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، بفرادة الأمسية الشعرية وحُسن تنظيمها.
وأمام فرقة موسيقية متكاملة استهلت حبيب الأمسية لتدخل الحضور مباشرة في عوالم نزار، الذي كانت بعض من صوره وأشعاره محتلة الشاشة الرئيسة في الخلفية لتقول: «أدخلنا في رائحة الياسمين.. في رائحة النعناع.. في كثافة السمّاق.. في تجمع المياه تحت الأرض.. في حرائق العقيق.. في توجعّ الليمون.. زرع الشعر قمحاً.. لوزاً.. وغابات زعتر..وحولّ كل شيء في حياتنا إلى شعر».
وأشارت حبيب إلى أن قباني لم يكن شاعراً يمتلك صوته الخاص وشخصيته المتفردة، وخصائصه الإبداعية اللافتة وحسب، ولكنه ظاهرة فنية وإنسانية ملأت العصر حركة وضجيجاً، كسب المعجبين حد العشق والوله، وكسب الخصوم حد الحقد، بيد أنه لم يكن عند الأنصار والخصوم. وألقت حبيب باقة من قصائد نزار بدأتها بقصيدة «أحبك.. أحبك والبقية تأتي»، قبل أن تلقي قصيدة «الوصية»، ثم «إلى تلميذة»، لتختم إلقاءها باختيار ذكي يوائم واقع الحال، ما جعل الإلقاء بطلاً يرافق بهاء الفكرة، وخصوبة الخيال عبر اختيارها قصيدة «من مفكرة عاشق دمشق»، التي لاقت استحساناً وتصفيقاً حاداً من الحضور.
وبين القصيد والقصيد في هذه الأمسية كان الحضور لمختارات شعرية أيضاً من قصائد نزار، ولكن مصحوبة بالموسيقى والنغم هذه المرة، عبر صوت الفنان العراقي الشاب أنور دراغ، الذي سعى إلى تجاوز أي مقارنة يمكن أن يتردد صداها لدى الحضور بينه وبين عمالقة تغنوا باشعار نزار قباني، من خلال محاولته للإمساك بنبرة ذاتية خاصة غلفت أداءه، فلم ينطق «الجيم» القاهرية، على سبيل المثال مطلقاً، في غنائه «قارئة الفنجان» التي اشتهرت بصوت العندليب عبدالحليم حافظ، وهو المنوال نفسه الذي انتهجه في «عيناك ليال صيفية»، وأغنية و«زيديني عشقاً»، التي ارتبطت بصوت مواطنه القيصر كاظم الساهر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news