التصفيات المحلية تتواصل وصولاً إلى المنافسات العربية على اللقب

«تحدي القراءة العربي».. بـوابة لمستقبل قائم على الثقافة والمعرفة

صورة

تواصلت، أمس، تصفيات الفائزين في تحدي القراءة العربي مع الطلاب، حيث تمت مقابلة مجموعة من الطلاب من المناطق التعليمية المتعددة في الإمارات، لاختيار الأوائل على كل منطقة، ومن ثم اختيار الفائز الأول على الإمارات، لخوض التحدي مع بقية الفائزين من الدول العربية. واللافت في تصفيات الطلاب، التي أقيمت بمدرسة البحث العلمي في دبي، أن القراءة كانت جاذبة للفئات العمرية في سن المراهقة، وقد أعادت هذه المسابقة الجيل إلى أحضان الكتاب، إضافة إلى أن بعضهم بات يحلم بأن يصبح كاتباً.

وقال المشرف على الطلاب من مجلس أبوظبي للتعليم الثانوي، رأفت محمود العياش، إنه منذ الإعلان عن التحدي، شكلت المدرسة فريقاً من الإداريين والمشرفين، وعرفوا الطلاب بالمسابقة، ثم انتقلوا إلى مشروع سفراء القراءة، وتم إطلاق عليهم اسم «فريق اقرأ الطلابي»، وبدأ العدد في الفريق بـ35 طالباً، وتوسع تدريجياً، ولكن اكتفت المدرسة في الختام بمشاركة طالب واحد في التصفيات. ولفت العياش إلى أنهم اعتمدوا المعايير نفسها التي يخضع لها الطلبة أمام اللجنة، حيث تم إخضاع الطلبة في المدرسة إلى الأسئلة والمعايير نفسها التي ستطرح من قبل اللجنة، مشيداً بشغف الطلبة وأولياء الأمور بمسابقة التحدي وقراءة الكتب، حيث كان كل طالب يضع أجمل كتاب قرأه مع نبذة، الأمر الذي كان يشجع الطلاب الآخرين على القراءة، وأوضح أنه في المرحلة الثانوية اعتمدوا على قراءات الطلاب السابقة، وكذلك على موازنة الطالب في الخطة الزمنية المقررة، معتبراً ثقافة القراءة تبدأ من المنزل، لكن البعض لديه ملكة واستعداد، ومن خلال المدرسة التي تغذي هذه الملكة. ورأى المشرف أن القراءة هي أساس حياتهم العلمية التي سيبنونها في المستقبل، متوقعاً أن تنتقل ثقافة القراءة إلى الأجيال الجديدة، وأن تتوسع المبادرة إلى طلاب الجامعة.

موسوعات

الطالب خليفة سعيد خليفة الزعابي (13 عاماً) بالصف السابع، وصل إلى التصفيات لأنه يحب الحفاظ على اللغة العربية، مؤكداً أنه يقرأ الموسوعات العلمية وكذلك السير الذاتية، وشدد على أن والدته دعمته في القراءة، فكانت تشرح كل المفردات الجديدة، بينما يقرأ يومياً في المدرسة، وكذلك قبل صلاة المغرب لنصف ساعة. واعتبر الموسوعات الأقرب إليه لأنها تفيده في اللغة العربية، ومعظم الذي يقرأه عن بلاد العرب.

شغف بالقراءة

الطالب زايد علي عمر الجابري (17 عاماً) بالصف الـ12 علمي، وصل إلى التصفيات نتيجة شغفه بالقراءة، ولاسيما الأدبيات والكتب التاريخية. ولفت إلى أنه قارئ نهم منذ الصغر، ولكن التحدي كان عاملاً محفزاً ومساعداً على المزيد من القراءة، وشدد الجابري على أن الفصل الثالث في المدرسة كبير، وهذا يحد قليلاً من تفرغه للقراءة، مشدداً على أنه لم يقرأ سوى كتاب جديد خلال التحدي، فجميع الكتب التي قدمها في جوازات السفر، قرأها في السابق، لأنه يقرأ في السنة ما يزيد على 100 كتاب. أما عادة القراءة فقد اكتسبها من والديه، مشيراً إلى أن غرس عادة القراءة تكون من البيت وليس المدرسة، فالأخيرة تشجع ليس أكثر.

مفتاح الكتابة


وأشار عمر عبدالقادر محمد (16 سنة) بالصف الـ10، إلى أن القراءة لا يمكن أن تبدأ بسبب مسابقة، فقد بدأ القراءة مع والدته التي كانت تقرأ القصص الفقهية، فتوجه بدوره إلى الكتب الإسلامية، منوهاً بأن علاقته تطورت مع الكتب لدى دخوله المدرسة حيث بدأ يبحر ويكتشف في المكتبة ويصطاد من بحارها، مؤكداً أن عالم الروايات هو المفضل لديه، بينما يفضل روايات الكاتبة السويدية، استريد لاندغرين، وهو يميل إلى الكتابات الغربية المترجمة. وأشار محمد إلى أن بعض الروايات تؤثر فيه، ويعيش معاناة الشخصيات التي يقرأ عنها، بينما اعتبر تحدي القراءة مفتاحاً للبدء بإنجازاته الخاصة، وصناعة ميوله، مشدداً على أنه فاز في السابق في القصة القصيرة، ويطمح إلى أن يكون كاتباً، لأن القراءة مفتاح الكتابة.

المشرف أحمد إبراهيم محمود، من مجلس أبوظبي للتعليم في مدرسة عبدالقادر الجزائري، لفت إلى أنه أشرف على المسابقة في المدرسة، مشيراً إلى أن الميول للقراءة موجودة لدى طلابه من البداية، وكانت مهمته مساعدتهم على ماذا يقرأون، فالتحدي أتى في وقته، «إنه المشروع الأهم في الوطن العربي لخدمة الطلبة في سن المراهقة». ولفت محمود إلى وجوب مساعدة الطلاب في الاضطلاع الدائم لتطوير شخصياتهم، ومعرفة الجيد من السيئ، منوهاً بأن الطالب بحاجة إلى توجيه، فدور المدرسة مكمل للعائلة. واعتبر أن البداية بالقراءة ممكنة في أي سن، والممكن أن يبدأ الطلاب في سن كبيرة، وليس من الضروري في سن صغيرة، ومن الضروري القراءة يوميا ولو 10 دقائق.

بوابة

الطالب المصري، أنس محمد سالم (16 عاماً) الصف الـ11، يعتبر عالم القراءة البوابة لولوج عوالم أخرى، منوهاً بأنه يقرأ الكثير من السير الذاتية، بينما كانت شخصية يوهان بيتهوفن، هي السيرة التي ألهمته كثيراً، لأنه أنجز الكثير من الموسيقى من دون حاسة السمع. ولفت إلى أنه ترعرع في عائلة تشجع على القراءة، وقد اكتسب من عادة القراءة، الإصرار على بلوغ الأهداف وعدم الاستسلام للمشكلات. أما اللجنة فكانت متعاونة جداً، حيث أكد أنها كانت تمنحه الوقت الكافي للإجابة عن الأسئلة.

أسئلة مفاجئة


حمد نور الزرعوني (14 عاماً) بالصف الـ10، بدوره يميل إلى الكتب الدينية والتاريخية والسياسية. وأشار إلى أن أسئلة لجنة التحكيم كانت مفاجئة، ولم يكن يتوقعها، فاعتبرها أسهل مما كان يتوقع، ولفت إلى أنه كان يقرأ في الصغر «مجلة ماجد»، وبعد أن كبر بدأ يقرأ القصص ثم الكتب ولاسيما الدينية، وأن والديه يساعدانه في انتقاء الكتب التي يقرأها، مشيراً إلى أن كتاب «أقوم قيلا» من أبرز الكتب التي قرأها.

عودة للقراءة


أستاذ اللغة العربية في مدرسة البحث العلمي والمحكم في المسابقة، مهند الأعرج، قال لـ«الإمارات اليوم» إن «التحدي يحقق للطالب جلوسه أمام الكتاب، وأن يحقق المركز الأول فمجرد مبادرته للقراءة فائدة له، وقد وجدنا في الطلاب استيعابهم الكبير للكتب التي قرأوها، وكذلك لم يكونوا مجرد قراء بل تحولوا إلى نقاد للكتب». وأضاف إن ما يميز بنود المسابقة أنها لا تكتفي بالمطالعة، بل أيضاً ننظر إلى الدروس المستفادة، والقراءة الناقدة، ووجدنا الطلاب تجاوزوا البنود كاملة، وقد تراوح المسابقة من طالب إلى آخر، لكنها بدأت تحقق أهدافها، وهذا بحد ذاته نجاح باهر. وأشار إلى أنه حكّم في أكثر من دولة، ووجد الإقبال على المسابقة كبيراً وهي في بداياتها، متوقعاً أن تصبح مسابقة عالمية مع التطوير. ورأى أن أحد أهداف المسابقة هو رد الطلاب إلى اللغة العربية و القراءة، وهي وسيلة لمعالجة مشكلة عزوف الجيل الجديد عن القراءة ولاسيما باللغة العربية، وكونت حلاً مبدئياً، كما أنها تخفف إلى حد ما من التوجه إلى التكنولوجيا.

كتاب إلكتروني


حول الكتاب الإلكتروني، شدد المشرف أحمد إبراهيم محمود، على أن الصراع في الوقت الحالي بين الكتابين الورقي والإلكتروني، إذ دائماً ما يطرح أمامنا السؤال حول اندثار أو بقاء الكتاب الورقي. وقال «لا يمكن أن يندثر الكتاب الورقي، فهو سيبقى رغم التنافس الشرس مع الكتاب الإلكتروني، فكل ما في الورق مختلف عن الإلكتروني». وشدد على أن الجيل الجديد يميل إلى الإلكتروني، لكن الكتاب المطبوع ورقياً لن يندثر بسهولة، علماً بأن الكتاب الإلكتروني يتمتع بميزة سهولة الوصول إليه أكثر من الورقي.
 

تويتر