محمود تنيرة.. يتحدى الإعاقة بالقراءة
تحدى الطفل الفلسطيني، محمود عبداللطيف تنيرة، إعاقته الجسدية التي ولد بها، والتي تمنعه من الوقوف أو السير، كما تؤثر في نطقه، وتمكن من الوصول إلى تصفيات تحدي القراءة العربي، التي تواصلت، أمس، بمدرسة «البحث العلمي» في دبي. ولعل البارز في مشاركة محمود تنيرة، عدم إغفال القيّمين على المبادرة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أهمية مشاركة ذوي الإعاقة، حيث تم تخفيض عدد الكتب المطلوب منهم قراءتها في التحدي إلى 25 كتاب بدلاً من 50.
• شددت هالة تنيرة على أنها تمنح أولادها الثقة بالنفس، فهي تمدهم بالقوة، وتحثهم على التحدي وتقديم ما هو أفضل، منوهة بأن ابنها يدرك ما يحدث في التحدي تماماً، وسعيد جداً بوجوده، وكذلك بوصوله إلى التصفيات |
ولد محمود بمرض وراثي من خلال جينات تحد من استخدام العضل، وشرحت لنا والدته، هالة تنيرة، تفاصيل حياته ومرضه، وكيفية وصوله إلى التحدي، قائلة «حصلت على الموافقة بدخول محمود إلى المدرسة من منطقة الشارقة التعليمية، وهو اليوم يبلغ 11 عاماً، وفي الصف الثاني، وقد التحق بمدرسة الأنصار العالمية التي تعاملت معه بشكل مميز، ودعمته في كل ما يحتاج إليه». وأكدت هالة أن لمحمود أخاً ثانياً عمره ست سنوات، يعاني من الحالة نفسها، لكن الوضع الصحي لمحمود أتى أكثر تأثراً بالجينات الأمر الذي أضعف قدراته النطقية بشكل أكبر من أخيه، موضحة أن طفليها قد وُلدا بجينات تؤثر في العضلات، فلا يمكنهما الوقوف أو السير، كما أن الأيدي والأكتاف والأصابع تكون ضعيفة، ولكن عند محمود الحالة شديدة، فكلامه قليل، وبحسب المكان وموضع الحروف، إذ يتمكن من نطق بعض الحروف، وهو يحتاج إلى علاج ومساعدة بالنطق. وأكدت تنيرة أن محمود يقرأ لكنه يعبر بالكتابة، وقد امتحن من قبل اللجنة، بتعبيره من خلال الكتابة، حيث كانت تمسك يده، وهو يحرك كفه ويكتب ويجيب عن الأسئلة.
وأشارت تنيرة إلى أن إعاقة محمود لا تمنعه من القراءة والكتابة والتعلم، ضاربة المثل بالعالم ستيفن هوكينج، الذي كانت زوجته تكتب كل ما يقوله لها، لأنه لم يكن قادراً على تحريك أي جزء من جسده سوى الشفتين. وأشارت إلى أنه طُلب من محمود تقديم 25 كتاباً، منوهة بأن ابنها يحب القراءة، ويبحث دائماً عن اكتشاف كل ما هو جديد، موضحة أن الـ«آي باد» ساعده كثيراً، حيث أصبح يرى القصص كفيديوهات. وتقرأ الأم القصص لمحمود، لكنها لا تقرأها له بشكل سريع، بل تتوسع في القراءة معه، وتتوسع في الشرح، فوعيه طبيعي وقادر على استيعاب المعلومات التي تقدم، وما يعاني منه فقط هو ضعف العضلات.
وشددت تنيرة على أنها تمنح أولادها الثقة بالنفس، فهي تمدهم بالقوة، وتحثهم على التحدي وتقديم ما هو أفضل، منوهة بأن ابنها يدرك ما يحدث في التحدي تماماً، وسعيد جداً بوجوده، وكذلك بوصوله إلى التصفيات. وحول الكتب التي قرأها محمود للتحدي، لفتت والدته إلى أنها اختارتها بنفسها بالتعاون مع المدرسة، حيث انتقت مجموعة من معرض الكتاب، مشيرة إلى أنها لا تخاف من مستوى إدراكه الذي تجده جيداً ومتقبِّلاً لكل جديد، مؤكدة أنه مبدع في الرياضيات بشكل متميز جداً، كما أنه متميز في إجابات أسئلة الذكاء، مشيرة إلى أنه لو كان لديها 10 أولاد بالحالة نفسها، ستربيهم كي يكونوا أقوياء.
سعادة محمود الذي كان يجيب على بعض الأسئلة التي طرحناها عليه، بلغته الخاصة التي كانت تساعدنا والدته على فهمها، عبر عن سعادته بوجوده في هذه المسابقة، وبكونه أجاب عن الأسئلة التي طرحت عليه كاملة، ومن دون أخطاء، كونها كانت سهلة.