مواقع التواصل الاجتماعي «ترمومتر» لمسلسلات رمضان
يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تترك باباً إلا ودخلت منه إلى حياة الناس، وأخيراً، استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي أن تأخذ دور الدليل أو المؤشر، الذي يقود المشاهدين عبر متاهة الأعمال الدرامية التي تعرض في شهر رمضان هذا العام. فقد استطاع «تويتر» و«إنستغرام» أن يأخذا زمام القيادة لمساعدة المشاهد على انتقاء ما يشاهده، ضمن هذا الكمّ الضخم من المسلسلات، وتجاوز مرحلة التخبط وعدم القدرة على تحديد ما يشاهده. كما تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ اليوم الأول من شهر رمضان، إلى (ترمومتر) لقياس نسب تفاعل الجمهور مع المسلسلات، وتعدّ منبراً أمام الجمهور للتعبير عن رأيه في ما يشاهده من أعمال. واستطاعت أعمال بعينها أن تحتل الصدارة بمجرد عرضها، ومع مرور الوقت كانت تضاف أسماء لأعمال جديدة. على مستوى الإمارات والخليج، استطاع مسلسل «خيانة وطن» أن يحافظ على تصدره يومياً للترند، وسط تفاعل كبير من الجمهور مع موضوع العمل، وكشفه لخيوط خفية في قصة التنظيم السري، كما حظيت أغنية مقدمة المسلسل، التي كتب كلماتها الشاعر كريم معتوق، وغناها الفنان حسين الجسمي، من الحان الفنان فايز السعيد، باهتمام كبير من الجمهور، واستخدمت بعض كلماتها (هاشتاجات) على «تويتر». هذا التفاعل منذ اليوم الأول كان حافزاً لكثير من المشاهدين لتتبع مواعيد بث «خيانة وطن» ومتابعته يومياً.
مقالب نوعية أخرى من البرامج تصدرت مواقع التواصل؛ وهي برامج المقالب، في مقدمتها «رامز بيلعب بالنار»، الذي انقسم الجمهور، كالعادة، حوله بين مؤيد ومعارض. وبرنامج «الصدمة»، خصوصاً الحلقة الأولى منه التي تناولت عقوق الوالدين، حيث احتفى المشاهدون وروّاد مواقع التواصل برد فعل شخص عراقي في البرنامج قام بتوجيه صفعة قوية للشاب الذي كان يسيء معاملة والده، عقاباً له على عقوقه. |
مثل العام الماضي، نجح مسلسل «سيلفي» للفنان ناصر القصبي، في أن يقفز لصدارة اهتمام جمهور التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي بمجرد عرض حلقته الأولى، فأطلق المغردون (هاشتاغ) خاصاً بالمسلسل تصدر «تويتر»، أكد فيه المشاهدون أن فريق العمل لم يخيب ظنهم، وجاء الجزء الثاني ليطرح موضوعات لا تقل أهمية عن تلك التي طرحها العام الماضي في الجزء الأول. فقدم في الحلقة الأولى نقداً لمشجعي الكرة في السعودية، كما طرح قضايا اجتماعية عدة، منها الإسكان والبطالة وقيادة المرأة للسيارة، وغيرها. أما الحلقة الثانية «على مذهب»، فتناولت موضوعاً شائكاً، وهو المذاهب الدينية، ليشتعل موقع «تويتر» بمجرد عرضها بحملات الإشادة بالحلقة، باعتبارها دعوة للتسامح والتعايش، وكذلك بحملات الهجوم على المسلسل من مشاهدين رفضوا التطرّق لهذه القضايا، أو رفضوا الطريقة التي طرحت بها القضية، مطالبين بوقف عرض المسلسل. من جانبه، حرص بطل «سيلفي» الفنان ناصر القصبي، على التواصل مع جمهوره عبر حسابه على «تويتر»، وتقديم الشكر لكل من تفاعل مع المسلسل، سواء بالإشادة أو النقد. وتعقيباً على عرض حلقة «على مذهبك» قال: «إن الاتصالات تحاصره من كل الاتجاهات، ومن كل مكان عقب عرض الحلقة»، معرباً عن سعادته بالإشادة التي تلقاها من الجميع على السواء.
أما مسلسل «حارة الشيخ»، فتوجد على مواقع التواصل حتى قبل عرضه، فبمجرد عرض (البرومو) الخاص به أطلق (هاشتاج) يدعو إلى إيقافه، باعتباره لا يمثل جدة ولا تاريخها ولا ثقافتها أو ملابس أهلها. ما دعا صناع العمل إلى دعوة الجمهور للتمهل في الحكم على المسلسل حتى يعرض، كما حرصوا على التأكيد أنه يقدم مقاربة للحارة في جدة منذ ما يقرب 180 عاماً في فانتازيا اجتماعية وليس عملاً توثيقياً أو تاريخياً.
آراء الجمهور لم تقتصر فقط على المسلسلات، فكان للبرامج نصيب من اهتمام المشاهدين، فتصدر برنامج «عونك»، الذي يتناول مشروعات الإمارات من مبادراتها، من خلال «الهلال الأحمر الإماراتي»، ومبادراته في مناطق النزاع حول العالم، اهتمام المشاهدين الذين أشادوا برسالته الإنسانية. أيضاً برنامج «لحظة»، الذي يقدمه الإعلامي ياسر حارب، إضافة إلى برنامج «قمرة» للداعية أحمد الشقيري.