«تجليات رمضانية» في بيت الشعر بالشارقة
تحت عنوان «تجليات رمضانية في الشعر العربي»، نظم بيت الشعر في الشارقة، الليلة قبل الماضية، ندوة ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لشهر رمضان، وشارك فيها الدكتور أحمد عقيلي، والشاعر سامح كعوش والشاعر عبدالله أبوبكر، وأدارتها الدكتورة نبال المعلم، بحضور مدير بيت الشعر، محمد البريكي.
دعاء قال مدير بيت الشعر، الشاعر محمد البريكي: «في هذا الشهر الكريم نتذكر قبل سنوات ذلك الحدث الجلل، فقد رحل مؤسس الدولة وبانيها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإنني إذ أستذكر معكم هذا الرحيل، فإنني أنتهزها فرصة للدعاء الدائم له بالرحمة والمغفرة، وأن يحفظ دولة الإمارات وجميع الدول العربية والإسلامية من كل بلاء، وأن يوفق ولاة الأمر لكل خير». وفي نهاية الندوة كرّم البريكي المشاركين فيها. |
وقال الدكتور أحمد عقيلي: «لم تفارق صورة شهر رمضان بكل ما يتضمنه من معانٍ دينية وروحية أفئدة وقلوب الشعراء عبر مسيرتهم الشعرية على اختلاف العصور والحقب، وقد امتلأت كتب الأدب ودواوين الشعراء بالحديث عن رمضان ترحيباً واستبشاراً بقدومه، وتوديعاً وحزناً على فراقه، واعتبروه شهر العطاء والخير، والنبع الذي ترتوي منه القلوب». وأضاف أن في الشعر الإماراتي نماذج خالدة، تناولت شهر رمضان وأبدعت، ولعل واسطة عقدها قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يقول فيها:
أقبل كأجمل ما يكون الموعد ... وانشر ضياءك للأنام ليهتدوا.
من جهته، قال الشاعر سامح كعوش: «يستوقفنا هذا الحضور الطاغي لثيمة الشهر الفضيل وقيمته في رحاب القصائد كأنه مَلِكُها وسيّدُها، فهذا الشهر من أعظم الشهور، لا للمؤمنين من المسلمين المتفرغين للعبادات فيه فحسب، بل لمطلق الإنسان المؤمن بوحدانية وعظمة الخالق الرحمن، والموقن بضرورة الصوم كفرض طاعة وإعلان ولاء لله سبحانه جلّ وعلا». ولفت إلى أن الشعراء يربطون بحسّهم العالي بالمسؤولية المجتمعية، وعظمة حملهم رسالة الأخلاق والنبل الإنساني، وشفافية انتمائهم إلى الإنسان، بين القيمة الدينية والقيمة الأخلاقية المتوجبة في الصائمين، فيشترط أمير الشعراء أحمد شوقي عليهم أن يصوموا عن الغيبة والنميمة، يقول: «يا مديمَ الصوم في الشهر الكريم .. صم عن الغيبة يوماً والنمـيم».
وتابع كعوش «كما لم يغفل الشعراء عن تناول ملذات الشهر الفضيل المتمثلة في الحلويات بمختلف صنوفها وألوانها، والتي تطيب للصائمين عند الفطور والسحور، أو بينهما، ففي ذلك يقول الشاعر المصري الفاطمي ابن نباتة: رعى الله نعماك التي من أقلها .. قطائف من قطر النبات لها قطر..أمدُّ له كفي فأهتز كما .. انتفض العصفور بلّله القطر».
بدوره، قال الشاعر عبدالله أبوبكر: «يبرز دور الشعر كقوة عظيمة قادرة على قلب موازين الأشياء وتجميلها، ثم تغييرها حسب معايير الجمال والدهشة»، مشيراً إلى أن الشعر العربي لم يكن في أي عصر مضى، مجرد فن كتابي أو نص أدبي جمالي، يخضع لشروط الوزن والإيقاع، بل تجاوز ذلك بكثير، فكان عاملاً فاعلاً في تغيير حياة المجتمعات وسلوكها، وإعادة تشكيل مفاهيمها ومصطلحاتها الكبرى.
وتحدث عن شعراء الرسول، مستدلاً ببيتين للشاعر حسان بن ثابت «ربما هما من أجمل ما قيل في مدح الرسول منذ ذلك الوقت حتى عصرنا الحالي، ففيهما من التصوير والحداثة ما لم يتوافر في مئات القصائد التي تُكتب اليوم في مدح الرسول: وأحسن منك لم ترَ قط عيني .. وأجمل منك لم تلد النساء.. خُلقت مُبَرَّأ من كل عيب .. كأنك قد خُلقت كما تشاء».