تميّزت بالتنوّع وجودة النصوص والقيمة الفنية
الدراما المصرية تستعيد عافيتها في رمضان 2016
لا شكّ أن الموسم الدرامي لرمضان 2016 يُعد الأقوى للدراما المصرية منذ سنوات؛ حيث حمل الإنتاج الدرامي المصري هذا العام أكثر من عنصر من عناصر القوة، أبرزها التنوع الكبير في مضامين المسلسلات التي عرضت، وسعي عدد غير قليل منها للتمرد على المألوف والمكرر، بالإضافة إلى التفوق الواضح في كتابة نصوص الأعمال والسيناريو ليظهر النص كبطل رئيس في كثير من الأعمال، كذلك الاهتمام بتفاصيل العمل الفنية كالصورة والديكور واختيار مواقع التصوير، إلى جانب تكريس حضور العديد من الفنانين الشباب كنجوم قادرين على تقديم أعمال مميزة، وكسر احتكار أسماء بعينها لموسم رمضان.
«مأمون وشركاه» تظل شخصية الفنان عادل إمام، وارتباط شريحة عريضة من الجمهور به كرمز للكوميديا، العامل الرئيس في متابعة أعماله الدرامية، ومنها مسلسل «مأمون وشركاه» الذي عرض هذا العام، ورغم نسب المشاهدة المرتفعة التي حققها المسلسل، إلا أن القيمة الفنية للعمل ظلت محل خلاف، وربما بات على «الزعيم» أن يبحث عن أفكار جديدة لدى كتّاب جدد للسيناريو. الخاسرون يمكن القول إن أكبر الخاسرين في سباق الدراما المصرية في رمضان 2016 هو مسلسل «المغني» للفنان محمد منير، حيث جاء العمل مخيباً للتوقعات، وفشل في استغلال جماهيرية منير في تحقيق نجاح يذكر، بل تسبب المسلسل في هجوم الجمهور على منير بسبب مشهد ظهر فيه أهل النوبة يستقبلون قرار التهجير من بلدهم بالغناء والتصفيق. أيضاً فشل نجوم «مسرح مصر» علي ربيع ومحمد أسامة «اوس اوس»، وباقي فريق العمل، في تحقيق نجاح يذكر في مسلسل «صد رد». الأمر نفسه ينطبق على مسلسل «الكيف»، والجزء السادس من «ليالي الحلمية». |
من دون ضجيج أو توقعات مسبقة؛ استطاع مسلسل «جراند أوتيل» أن يقفز إلى مقدمة السباق الدرامي متسلحاً بجماليات فنية عدة، منها نقاء الصورة وتميز الديكور وموقع التصوير في مدينة أسوان بجنوب مصر، وأناقة الأزياء التي تم اختيارها بعناية لتتماشى مع فترة الخمسينات، وهي الحقبة الزمنية التي تدور أحداث المسلسل فيها، إلى جانب تميز الإخراج والأداء للفنانين المشاركين في العمل الذين تفوقوا في تقديم أدوارهم، خصوصاً الفنانين محمد ممدوح وأمينة خليل ودينا الشربيني، إلى جانب عمرو يوسف.
عمل آخر اقتحم المشهد بجرأة مستنداً إلى رواية للكاتب الحائز على «نوبل» نجيب محفوظ، وهو مسلسل «أفراح القبة»، الذي اعتبره كثير من النقاد والمشاهدين فرس رهان الدراما المصرية هذا العام، فقد تحول المسلسل إلى «حالة فنية» بفضل تكامل عناصره المختلفة، بداية من التمثيل الذي جاء بمثابة مباراة حامية بين الممثلين المشاركين في العمل، بقيادة المخرج محمد ياسين، فقدم الفنان إياد نصار واحداً من أهم وأجمل أدواره، وكذلك الفنانات منى زكي وصبا مبارك ورانيا يوسف وسوسن بدر ودينا الشربيني وكنده علوش وسلوى عثمان. الطريف أن السيناريو والمعالجة الدرامية للعمل كانا من العوامل الرئيسة لتميزه، ورغم ذلك ظلا محل جدل لعدم ذكر كاتب السيناريو في مقدمة الحلقات، في الوقت الذي كشف الكاتب محمد أمين راضي، الذي قدم من قبل مسلسلات «نيران صديقة» و«السبع وصايا» و«العهد»، عبر حسابه على «تويتر» أنه تولى كتابة المعالجة الدرامية وبعض حلقات العمل، قبل أن ينسحب ويتنازل عن حقه في ذكر اسمه في «تتر» المسلسل، بينما تولت الكاتبة نشوى زايد كتابة بقية الحلقات.
نجاح «جراند أوتيل» و«أفراح القبة» لدى النقاد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، قابله نجاح أعمال أخرى في الشارع المصري، وتحديداً في المناطق الشعبية، جاء في مقدمتها مسلسل «الأسطورة» الذي تحول بطله «ناصر الدسوقي» أو الفنان محمد رمضان إلى نموذج قلده قطاع غير قليل من الشباب في ملابسه وشكله، في الوقت الذي واجه العمل وبطله هجوماً شرساً من نشطاء بدعوى أنه ينشر سلوك البلطجة والجريمة بين المراهقين والشباب.
وجاءت عودة الفنان عمرو سعد للمنافسة الدرامية في رمضان موفقة من خلال مسلسل «يونس ولد فضة» الذي استطاع ان يحقق نسبة مشاهدة عالية، خصوصاً أنه المسلسل الصعيدي الوحيد في هذا الموسم. كما قدمت الفنانة سوسن بدر في المسلسل واحداً من أبرز أدوارها، وبشكل عام استطاع العمل ان يجمع بين مشاهديه بين مختلف الفئات. نجاح الكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال لم يقتصر على «يونس ولد فضة» فقط، فقدم كذلك واحداً من الأعمال الناجحة هذا العام، وهو مسلسل «ونوس» الذي استمد قصته من الصراع الأزلي بين الخير والشر، ويعد أداء الفنان يحيى الفخراني في دور «ونوس» أو الشيطان، العنصر الأبرز في العمل، خصوصاً في المشاهد التي جمعته مع الفنان نبيل الحلفاوي «ياقوت». أيضاً جاءت عودة الفنانة يسرا للدراما، عقب توقف عامين، ناجحة في مسلسل «فوق مستوى الشبهات» الذي قدمت فيه الشخصية الشريرة التي تتسبب في تدمير حياة المحيطين بها وتقتل بدم بارد، وهو دور استطاع أن يخرج يسرا من دائرة الأدوار المكررة التي سقطت فيها في السنوات الأخيرة. الأمر نفسه حققته بدرجة أقل الفنانة ليلى علوي في مسلسل «هي ودافنشي» مع الفنان خالد الصاوي، الذي بنى نجاحه في حلقاته الأولى على الغموض الذي غلّف شخصية «دافنشي». من جانب آخر؛ حاز مسلسل «القيصر» الذي قام ببطولته الفنان يوسف الشريف، أعلى نسب مشاهدة عبر اليوتيوب، ليواصل من خلاله النجاحات التي حققها في السنوات الماضية في الدراما الرمضانية، معتمداً على أعمال تتسم بالتشويق والغموض. ولم تستطع الفنانة نيللي كريم أن تتجاوز ما حققته من نجاح ساحق في «سجن النسا» و«تحت السيطرة»، في مسلسل «سقوط حر» الذي قدمته هذا العام، فرغم الصدق الكبير في أدائها لشخصية «ملك»، بطلة العمل، المريضة النفسية المتهمة بقتل زوجها وشقيقتها، إلا أن بطء أحداث العمل قلل من قدرته على المنافسة مع غيره من الأعمال. وتضم قائمة الاعمال الدرامية المصرية التي عرضت في رمضان 2016 العديد من الأعمال التي حققت نسباً متفاوتة من الجماهيرية والنجاح، منها «الرأس الغول» الذي جمع بين الفنان محمود عبدالعزيز والفنانة ميرفت أمين، و«7 أرواح» لخالد النبوي، و«الخروج» لدرة وظافر زين العابدين، و«الميزان» لغادة عادل، و«نيللي وشيريهان» للشقيقتين دنيا وإيمي سمير غانم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news