الخط العربي رحلة إبداعية فريدة
ضمن الأنشطة الفنية لإدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، نظم مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، أخيراً، ورشة ومحاضرة «انتشار الخط العربي في الغرب»، في مقر المركز، وأوضح الخطاط محمد النوري، الذي أشرف عليهما، دور الشارقة في تكريم الأساتذة الخطاطين الذين قاموا بنشر الخط العربي في الغرب، وقدّم النوري شرحاً عن دور الفن الإسلامي ومكانته الكبيرة لدى الغربيين، وحضر هذا النشاط عدد كبير من المهتمين وطلبة المركز.
كما نظم المركز محاضرة أخرى بعنوان «منمنمات في فن التذهيب»، تحت إشراف مصعب شامل، الذي قام بشرح فنون التذهيب وفن المنمنمات من القرنين الـ15 والـ61 وتحديداً في الفترة التيمورية، وعلاقتها بالفنون الزخرفية العثمانية، حضرها مجموعة من طلبة مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة.
ونظم برنامج «كتاتيب»، ورشة «صناعة الحبر عند القدماء وميزاته»، في مسجد الشيخ راشد القاسمي في منطقة دبا الحصن بالشارقة، أشرف عليها أنس الفتّوحي، وتم خلالها توضيح الفروق بين الأحبار المستخدمة حديثاً والأحبار التي كان يستخدمها الأقدمون، وتوضيح طرق صناعة الحبر قديماً، التي تتألف غالباً من مواد طبيعية من الفحم والصمغ العربي والخل والعسل، وهذا ما يعطي أعمال الأقدمين رونقاً أخاذاً وعمراً مديداً، فهي كلما قدمت ازدادت ألقاً، على عكس الأعمال التي تكتب بأحبار كيميائية، التي غالباً ما تتغير مع مرور الوقت، حضر الورشة عدد من روّاد المسجد، وتم توضيح الشرح بتطبيق عبر كتابة أمشاق حروفية بأحبار مختلفة وملوّنة لبيان استمداد كل نوع منها.
ونظمت ورشة «لماذا نتعلم الخط العربي»، في مسجد عمار بن ياسر في مدينة الذيد بالشارقة، أشرف عليها مصطفى النشوي، وأوضح للحضور أن «لتعلم الخط العربي الكثير من المميزات والفوائد متعددة الجوانب، منها الجمالي والروحي والنفسي والعلمي والشرعي والديني، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً)». وقال: «حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ». وقال علي بن أبي طالب: «عليكم بحسن الخط، فإنه من مفاتيح الرزق»، وقيل في الخط: «الخط مُبلغ الآمال، فهو للفقير مال، وللغني كمال».
كما أقيمت ورشة «خط الثلث الجلي»، في مسجد كعب بن مرة في منطقة المدام بالشارقة، وجاء في حديث شاهر طريف، الذي أشرف على الورشة، أن «هذا الخط يعدّ من أصعب الخطوط وأقواها، متين فائق الجمال، يتقبل الزخرفة والتزيين».