«الكتّاب العرب» يختتم اليوم بـ«حالة الحريات»
تختتم مساء اليوم، اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، التي استمرت على مدار أربعة أيام متتالية بفندق «البستان روتانا» في دبي، تحت عنوان «نحو استراتيجية ثقافية في الوطن العربي.
تظاهرة ثقافية وصف الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدكتور حبيب الصايغ، اجتماعات المجلس في دبي بـ«التظاهرة الثقافية الكبرى»، مؤكداً الأهمية الإدارية والثقافية لانعقاد مثل هذه الاجتماعات؛ لما تفرزه من تنسيق وتشاور مطلوبين. وأعرب الكتاب والشعراء المثقفين المشاركين في الاجتماعات عن امتنانهم بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، واستضافة دبي لهذه الاجتماعات التي كانت مقررة في العاصمة السورية دمشق. |
وتتضمن فعاليات اليوم الختامي قراءة البيان الختامي، إضافة إلى قراءة البيان الثقافي، فضلاً عن التوصيات وعرض حالة الحريات في الوطن العربي، كما شهد اليوم نفسه أيضاً إقامة أمسيتين شعريتين حرص على حضورهما أعضاء الوفود المشاركة، الى جانب الحضور من المثقفين والشعراء والجمهور.
وجاءت الأمسيات الشعرية بمثابة ثلاث فرص مختلفة للاستمتاع بنتاج تجارب شعرية إماراتية مختلفة، حيث استضاف «البستان روتانا» مساء أول من أمس، أمسية احتفائية للشاعر الإماراتي الراحل أحمد أمين المدني، أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، بمشاركة الشعراء مراد السوداني من فلسطين، والهنوف محمد من الإمارات، وصلاح الدين الحمادي من تونس، ومبارك سالمين من اليمن، وسمير درويش من مصر، وعلي الشعالي من الإمارات، وأشرف العاصمي من عمان.
في المقابل، استضاف الموقع نفسه أمسيتين احتفائيتين متتاليتين لكل من الراحلين الشاعر أحمد راشد ثاني، والشاعر محمد خليفة بن حاضر، حيث أدارت الأمسية الأولى الشاعرة شيخة الجابري، وشارك فيها كل من الشعراء يوسف شقرة من الجزائر، وعمر قدور من السودان، وسيدي ولد الأمجاد من موريتانيا، وخلود المعلا من الإمارات، وعلاء عبدالهادي من مصر، والفاتح حمدتو من السودان، وحمدة خميس من الإمارات، وخالد أبوخالد من فلسطين، وعلوان الجيلاني من اليمن، إضافة إلى الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
كما شارك في الأمسية الأخيرة التي نهلت من أشعار الراحل محمد خليفة بن حاضر، كل من الشعراء: محمد حديفي من سورية، محمد بوحوش من تونس، عارف الساعدي من العراق، جمال الملا من سلطنة عمان، عبدالقادر أحمد من السودان، الهنوف محمد من الإمارات.
وشهدت الفعاليات المختلفة، التي أقيمت بمشاركة 17 وفداً عربياً منها وفد الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وبلغ عدد المشاركين بها 57 مشاركاً ما بين كتاب وأدباء وشعراء لباحثين عرب، مشاركات ثرية منذ يومها الأول، فضلاً عن تدشين انطلاق مجلة الكاتب العربي.
وأعرب عدد من الأدباء والكتاب وممثلي الوفود العربية لـ«الإمارات اليوم»، عن أهمية استضافة دبي لهذه الاجتماعات التي كانت مقررة في دمشق، حيث تعذر انعقادها في العاصمة السورية لأسباب تتعلق بالوضع الأمني، في حين رحب ممثلو الضيوف بوجود ثلاث أمسيات شعرية مختلفة تمثل استلهاماً لثلاثة شعراء إماراتيين راحلين.
وضمن المحور العام للندوة الرئيسة «نحو استراتيجية ثقافية في الوطن العربي»، قال الدكتور أحمد سعد، إن العمل الثقافي العربي في معظم البلدان العربية لا تحكمه أية استراتيجية، ولا يمتلك أية آليات لصناعة الثقافة، فهو رهين للعشوائية بسبب تخلف المؤسسات الرسمية عن القيام بدورها المنوطة به في هذا الصدد، ما جعل العمل الثقافي في الغالب مقتصراً على المبادرات الفردية التي تتسم بالجزئية وقلة الحيلة، ولا يمكن أن تعوض عمل المؤسسات الرسمية، كما أشار إلى غياب الخطط الاستثمارية في مجال الثقافة من قبل المؤسسات العامة والخاصة في وقت أصبحت نتائج الاستثمار في الثقافة واضحة للعيان.
ودعا سعد إلى الاهتمام بالكتب والمجلات والمخطوطات لتنشيط الذاكرة الثقافية للأمة، وإلى قبول التعدد والاختلاف واستغلال التنوع كمصدر غنى ثقافي، وإلى العدالة الثقافية واحترام حرية العمل الإبداعي، وإلى تحصين الهوية القومية من سلبيات العولمة.
وتوقف يوسف الحسن عند محاولات تقييم سبعة عقود من مشاريع الاستراتيجيات الثقافية العربية التي وضعتها الجامعة العربية منذ نشأتها عام 1945، حتى الآن، حيث خصصت الجامعة العربية دائرة خاصة للثقافة، أوكلت إليها مهمة وضع الخطط، وظل عملها ضعيفاً قبل أن تقوم بوضع استراتيجية لم تفعّل على مدار أكثر من 30 عاماً قبل أن تقوم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتطوير الاستراتيجية، تبعاً لما استجد من معطيات ورؤى ثقافية لتنتهي الى تصور جديد تم إنجازه منذ نحو ست سنوات لم يتم تفعيله الى الآن.
ورأى الحسن أن الاستراتيجيات الثقافية والخطط والتصورات موجودة وشاملة، وتضع الأسس الكفيلة بالنهوض بالثقافة العربية، وقابلة للتطوير، لكن الغائب في مجال العمل الثقافي هو الإرادة العربية للعمل، وتنفيذ الخطط المطروحة.
وأبدى المغربي حمد شراك تفاؤلاً بالحديث عن أنواع من الاستراتيجيات الثقافية الخاصة بكل بلد، مستشهداً بواقع الحال في دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك في بلده المغرب، فيما تطرقت نهلة الجمزاوي إلى غياب دور اليسار في الفعل الثقافي الراهن، وضرورة استعادة هذا الدور، فيما رأى الدكتور محمد بن عيسى أن مسار العمل الثقافي في تونس أصبح في تراجع بسبب السيطرة الرسمية على مقدراته وإمكاناته وتدخلها في خياراته بشكل يعيق تطوره الطبيعي.