مقدمة تحولت مجلداً

تعد «مقدمة ابن خلدون» من أشهر المقدمات التي لم تنل سوى اسمها، إذ تحولت إلى كتاب مستقل، بعدما كان يعتزم العلامة ابن خلدون جعلها مقدمة لمؤلفه كتاب العبر.

ومن المقدمة: «إن فحول المؤرخين في الإسلام قد استوعبوا أخبار الأيام وجمعوها، وسطروها في الصفحات وأودعوها، وخلطها المتطفلون بدسائس من الباطل، وهِموا فيها أو ابتدعوها. وزخارف من الروايات المضعفة لفقوها ووضعوها. واقتفى تلك الآثار الكثير ممن بعدهم واتبعوها. وأدوها إلينا كما سمعوها. ولم يلاحظوا أسباب الوقائع والأحوال ولم يراعوها. ولا رفضوا ترهات الأحاديث ولا دفعوها. فالتحقيق قليل. وطرف التنقيح في الغالب كليل. والغلط والوهم نسيب للأخبار وخليل. والتقليد عريق في الآدميين وسليل. والتطفل في الفنون عريض وطويل، ومرعى الجهل بين الأنام وخيم وبيل. والحق لا يقاوم سلطانه. والباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه».

المصدر: مقدمة ابن خلدون، تأليف عبدالرحمن بن خلدون، تحقيق: دكتور علي عبدالواحد وافي.

الأكثر مشاركة