جونو دياز يرسم ملامح من السيرة

تجربة مهاجر، وبقعة مجهولة، ومكان بمثابة حلم.. عوالم تدور بينها المجموعة القصصية «غرق» للمؤلف ذي الأصول الدومينيكانية جونو دياز، فالمهاجر هو الكاتب ذاته وأسرته، والبقعة المجهولة ـ إلى حد ما عربياً ـ هي جمهورية الدومينيكان، أما الأرض الحلم فهي بلاد العم سام أميركا، مقصد الملايين من الكاريبي، ومن بقع كثيرة حول العالم.

«غرق» صادرة عن «مشروع كلمة للترجمة» في أبوظبي.

191

صفحة تضمها المجموعة التي نقلها إلى «العربية» المترجم السوري أسامة منزلجي.

«غرق»، الصادرة عن «مشروع كلمة للترجمة» في أبوظبي، ليست مجموعة قصصية بالشكل المطلق، إذ إنها أقرب إلى اللوحات السردية التي ترسم ملامح من سيرة الكاتب وأسرته وذكرياته، والحوائط التي ينتمي إليها في جزر محاطة بالمياه والأزمات والحكايا والأحلام.

تضم المجموعة 10 قصص، تشمل كل واحدة منها مقاطع ومشاهد، وقد تتكرر الشخصيات، فهي في النهاية من محيط المؤلف، وذكرياته، ولذا فالمجموعة تبدو قطعة من حياة جونو دياز (من مواليد 1968 في العاصمة سانتو دومينيغو).

بوح الكاتب ولغته وقصصه العفوية التي تفتح نوافذ على المجهول بالنسبة لكثيرين، حظيت بإشادات نقدية، وهو ما حرص مترجم «غرق»، السوري أسامة منزلجي، على إبرازه في المقدمة، فثمة شهادات ومقتطفات من مجلات وجرائد أميركية عدة، تحتفي بالمؤلف، ومن ذلك ما نقله المترجم عن «ميل أون صنداي»: «لقد أعطانا هذا الوافد الجديد دياز حشداً غاضباً من القصص القصيرة المتضافرة، ويطوق كل منها الآخر بطاقة حانقة وصارمة، وفي الختام تتلاحم معاً في كل واحد. هنا نجد حقبة التسعينات، هنا نجد الفقر.. فعش.. وانس القراءة وتخيل أنه الواقع الحي».

عناوين قصص المجموعة العشرة هي: «يسرائيل، احتفال 1980، أورورا، الانتظار، غرق، صديق الفتاة، إديسون نيوجرسي، كيف تصادق فتاة سمراء وفتاة سوداء وفتاة بيضاء أو ما بين بين، بلا وجه، وعمل مريح».

يروي المؤلف دياز برشاقة حكاية «صبي في جمهورية الدومينيك ينتقل إلى الولايات المتحدة، ليقيم في حي فقير في ظروف شاقة في منطقة نيوجرسي. القصص ملونة بالمشهد المحدود لطفل يحاول أن ينمو، وأيضاً بالمشهد الثقافي المحدود لشاب يافع مثقل بالفقر، وبغياب الأب، وبأم مهمومة، وبالقذارة والعنف اللذين يسودان الأحياء الخطرة. وكغيره من الأولاد في مثل تلك الأحياء يتصرف الأولاد في تلك القصص بخشونة وفظاظة. ولكنهم في دخيلتهم يعانون من أحوال عائلاتهم المضطربة ومن ظروفهم الصعبة، وأولئك الأولاد تحدثي معهم الأمور الحسنة والسيئة من دون سابق إنذار. ويقص دياز تلك الأحداث بنزاهة وبلغة حيادية، على الرغم من أن تلك الأحداث تؤثر جوهرياً في الشخصيات»، كما أوضح المترجم السوري أسامة منزلجي الذي نقل مجموعة «غرق» إلى «العربية» في 191 صفحة.

يشار إلى أن المؤلف حاز جائزة بوليتزر عن روايته «الحياة الوجيزة والرائعة لأوسكار واو» عام 2008، وهو كذلك المحرر الأدبي لصحيفة واشنطن ريفيو.

 

الأكثر مشاركة