كتاب في حياتي

رافد الحارثي: «قواعد العشق الأربعون» أعاد تشكيل نظرتي للأشياء

صورة

غالباً ما يقرأ الإنسان العديد من الكتب في مراحل حياته المختلفة، ولكن هناك كتب يتوقف عندها، ويشعر أن ثمة تغييراً أحدثته في فكرة ورؤيته لنفسه والحياة من حوله.


الإعلامي والمخرج رافد الحارثي يرى أن رواية «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة التركية إليف شافاق، تعد واحدة من هذه الكتب التي تترك بصمتها على القارئ. «هذه الرواية جعلتني أفتح آفاق التفكير لدي وأتفكر بعمق في كثير من الأمور التي تحدث حولنا في الحياة»، داعياً إلى قراءة هذه الرواية والاستفادة مما تحمله من رؤية عميقة للعلاقات الإنسانية وعلاقة الإنسان بذاته وبمحيطه. وأوضح الحارثي أن الكتاب يقدم روايتين متوازيتين في رواية واحدة، لكنه نسي الرواية الحقيقية وانصب تركيزه على الرواية الأخرى التي تعود إلى الماضي لتتحدث عن شمس التبريزي وجلال الدين الرومي، مستعرضة تطور العلاقة بينهما التي بدأت بعد أن التقيا بعد سفر طويل للتبريزي، وهي علاقة ثرية لأن كلاً منهما يتميز بشخصية مختلفة، فشخصية شمس التبريزي تتسم بالجنون بحسب ما كان يراه كثيرون ممن عرفوه، بينما يحمل جلال الدين الرومي شخصية حكيمة ومحبة للتأمل.

ومن خلال الأحداث يمر القارئ معهما بالعديد من المواقف التي تجعله يعيد النظر في أشياء كثيرة في حياته، ويتوقف أمام تفاصيل ربما لم يكن يلاحظها من قبل ليكتشف أنها ذات تأثير عميق في الناس وعلاقاتهم المتشابكة ومواقفهم تجاه بعضهم بعضاً وتجاه الحياة بشكل عام. وأضاف: «ما أعجبني في الكتاب هو أنه يجعلك تتفكر في كل شيء حولك حتى تلك الأمور التي لم نعتد على التفكير والتمحيص فيها، فالإنسان لابد أن يتعرض لمواقف حتى تتغير حياته ولا تظل ساكنة أبد الدهر، كما ان الالتقاء بأشخاص بعينهم يمكن أن يفعل هذا التغيير، فلولا التقاء شمس التبريزي بجلال الدين الرومي لما تغيرت حياته»، مشيراً إلى أن الكتاب أثر فيه بطريقة غير مباشرة، حيث دفعه للتفكير في الأشياء التي لم يكن يفكر فيها سابقاً، وان يتجاوز في تفكيره حدود السائد والمطروح، وأن يعيد النظر في ما يعتبره البعض من المحظورات، ولا يخشى التعامل مع رؤى وآراء مختلفة، بالإضافة إلى ما تتسم به الرواية من أجواء روحانية تدعو القارئ إلى التأمل والتفكر في الكون وأسراره، ومحاولة فهم هذا الكون وفهم ذاته أيضاً.

حكايتان

«قواعد العشق الأربعون» هي رواية للكاتبة التركية إليف شافاق، نشرت عام 2010، في هذه الرواية تسرد الكاتبة حكايتين متوازيتين، إحداهما تدور في الزمن المعاصر، بطلتها إيلا روبنشتاين وهي امرأة أربعينية غير سعيدة في زواجها، تحصل على عمل كناقدة في وكالة أدبية، وتتمثل أول مهمة عمل لها في أن تنقد وتكتب تقريراً عن كتاب يدعى «الكفر الحلو» وهي رواية كاتبها رجل يدعى «عزيز زاهارا». أما الرواية الأخرى فتدور أحداثها في القرن الـ13، حول شخصيتي شمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي، مع التركيز على دروس أو قواعد التبريزي التي تقدم نظرة ثاقبة للفلسفة القديمة التي قامت على توحيد الناس والأديان، ووجود الحب في داخل كل شخص منا. من خلال قراءة إيلا لهذا الكتاب تدرك ان قصة الرومي تعكس قصتها وأن «زاهارا» كما فعل شمس في الرواية.

 

 

تويتر