جذبتها تجربته التاريخية وإسهاماته الإنسانية والحضارية
بلقيس: قصة «زرياب» ألهمتني
في غمرة التزاماتها الفنية الكثيرة التي تُبقيها دائمة الارتحال إلى مختلف العواصم العربية للقاء جمهورها، تسترق الفنانة بلقيس بعض الوقت لممارسة بعض أهم وأفضل الهوايات القديمة القريبة إلى قلبها، لتراهن دوماً على قدرتها على تلمّس طريق عودة إلى محطات الكتب التي مازالت تجذبها وتستحوذ على جزء كبير من اهتماماتها.
«الإمارات اليوم» فتحت مع الفنانة أبواب مكتبتها لتستطلع أخبار آخر كتاب استوقفها فقالت: «آخر رواية استوقفتني كانت رواية (زرياب) للكاتب السعودي مقبول العلوي، الصادرة عن (دار الساقي)، والتي تناول فيها الكاتب سيرة مبدع عربي وموسيقي استثنائي ساهم في بناء الصرح الشامخ للموسيقى الأندلسية، ما جعله محط أنظار الحضارة الغربية»، وتابعت «سيرة (الطائر الأسود) ذو الصوت الشجي، قصة تستعيد سحر الحياة في الأندلس بأسلوب روائي جذاب يعكس مسيرة الفن والعلم وضروب الخلق والابتكار التي جسدت حقبة (زرياب) وسيرته ومنتهاه، إذ يتناول السيرة الذاتية لهذا التلميذ العبقري الملقب بأبي الحسن علي بن نافع، والمشهور بزرياب، وهو موسيقي ومطرب من بلاد الرافدين، عرف بفصاحة لسانه وعذوبة صوته التي بوّأته مراتب متقدمة في بلاط الخلافة، ما جلب له غيرة معلمه إسحاق الموصلي الذي أجبره على مغادرة بغداد دون رجعة.ينخرط زرياب بعدها في رحلة تنقل طويلة بين أقطار مختلفة في عهد خلفاء أمويين وأندلسيين بحثاً عن حياة أفضل، خصوصاً بعد الظلم الذي لاقاه من قبل مجتمعه، حيث تربى في أحضان الفاقة والعدم وخدم السادة والأشراف، وحين كبر، حيكت حوله العديد من المؤامرات بسبب عذوبة لفظه وعبقرية فنه».
وأضافت «تميز زرياب بذوقه العالي وعرف بإسهاماته الكبيرة في المجال الفني، فقد جاء بالوتر الخامس لآلة العود، وجعله أخف وزناً، كما ساهم زرياب في مظاهر تطور الدولة الأندلسية، حيث كان مقرباً جداً لقلب عبدالرحمن الثاني، حاكم الأندلس، فلم يبخل على مملكته بسعة فكره وامتداد علمه، كما وظف رحلة متاعبه وقصص تنقلاته وتجاربه الماضية ليغير ملامح الحياة الاجتماعية آنذاك، فبدأ بوضع أسس الحياة العصرية ومظاهر السلوك الحضاري في بلاد الأندلس، وتطبّع بأفكاره الأمير والغفير، كما تتلمذ على يديه مئات الطلاب الموهوبين في مجال الفن والموسيقى والغناء بفضل أول مدرسةٍ للغناء والموسيقى وقواعد اللحن والإيقاع التي أسسها، والتي سرعان ما أضحت قبلة لعشاق الفن في مختلف أصقاع العالم».
وتابعت الفنانة قائلة: «أدعو عشاق أدب السير الى التمعن في هذه السيرة الذاتية المكتنزة بالأحداث والمفعمة بقصص الإبداع والتميز، التي ألهمتني تماماً مثلما ألهمتني موهبة هذا الفنان الاستثنائية ونبوغه في كل مجالات الحياة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news