استعارها من مكتبة رفيعة غباش قبل ثلاث سنوات

إبراهيم أستادي: تعلقت بذكاء «المصرية»

صورة

يستذكر الفنان والممثل الإماراتي، إبراهيم أستادي، مع «الإمارات اليوم» قصته القديمة والمثيرة مع رواية «المصرية» للروائي الفرنسي جيلبرت سينويه، التي استعارها من مكتبة الدكتورة رفيعة غباش، قبل ثلاث سنوات، ليجد نفسه مفتوناً بدلالاتها، مذعناً لإغراءاتها، عاقداً النية على الاستيلاء على كنوزها المعرفية وضمها إلى رفوف مكتبته المتنامية التي باتت «أسرته الكبيرة» التي يطالع فيها، بين الواقع والخيال ألق الحرف وخصب المخيلة.

حكاية أستادي مع رواية الأديب الفرنسي، شرعت له نوافذ البحث والاستقصاء فاستساغ الخوض في تفاصيلها، وفهم سياقاتها الفكرية البعيدة عن الرؤية الأحادية الجانب، إضافة إلى الذكاء، خصوصاً حين يتعلق الشأن بملابسات التاريخ وجدل الروائي والمؤرخ في معادلة الحقائق، حيث يضيف «تتسلسل أحداث الرواية لتقدم للقارئ تصوراً واقعياً للمرحلة التي سبقت الحملة الفرنسية على مصر بأسلوب قصصي ممتع، يعكس اتجاهات المجتمع المصري ومواقف مختلف طبقاته الاجتماعية، وما صاحب تلك المرحلة من رؤى فكرية أسهمت في تغيير بنية المجتمع المصري آنذاك»، ويتابع «لقد عرفتني الرواية بالكثير من تفاصيل الحياة وأنماط الممارسات السائدة في تلك الحقبة بأسلوب أدبي ذكي، ومتن روائي متكامل يضاهي ألق الحبكة الدرامية المتينة، واللغة الساحرة التي نسج بها الكاتب خيوط الحكاية وتسلسل أحداث المرحلة الانتقالية، إلى حكم محمد علي باشا الذي قضى على المماليك بشكل نهائي من وجهة نظر استشراقية (منصفة) مقارنة بالروايات التاريخية العربية التي انحاز أغلبها إلى طرف دون آخر».

لا ينكر أستادي تعلقه الواضح بهذه الرواية واستعداده لاسترجاع أحداثها المفعمة بقصص التمرد وتواريخ الضعف والوهن التي تغير حياة بعض الشخصيات، وسيرورة الأحداث التي تجبر القارئ في كثير من اللحظات على التعاطف مع شخوص الرواية وردود الأفعال، بفضل موازنات حس أدبي مرهف يتخطى ثقل المعاينة التاريخية للوقائع، ولغة استثنائية بديعة وبعيدة عن التكلف اللغوي في ترجمة نص يلائم روح النص الفرنسي، الذي نقله المغربي محمد بنعبود.

بعيداً عن الرواية

بعيداً عن أجواء الرواية التاريخية، يفرد الإعلامي الإماراتي مساحة خاصة لتقديم جيلبرت سينويه، الأديب والروائي الفرنسي الذي ولد في القاهرة سنة 1947، وغادرها بعد 19 عاماً متوجهاً إلى فرنسا لدراسة الموسيقى بمعهد الدراسات الموسيقية في باريس، حيث أصبح عازف غيتار ماهراً، ليقرر بعد ذلك التعلق بشغف الكتابة، حيث أصدر في عام 1987 وفي عمر الـ40 روايته الأولى «المخطوط القرمزي»، التي نالت جائزة أفضل رواية تاريخية، وفي عام 1989 أصدر رواية «ابن سينا والطريق إلى أصفهان»، قبل أن يقرر خوض تجربة «المصرية» في عام 1991، التي حصل بها على جائزة الأدب اللاتيني وترجمت إلى اللغة العربية في عام 2004 عن منشورات الجمل في 543 صفحة من القطع المتوسط.

تويتر