أمل إسماعيل: «المجنون» يملأ قلبي بالبهجة والحرية

صورة

في كل عام تشق الشاعرة والمترجمة، أمل إسماعيل، طريقها بين الكتب في معرض الشارقة للكتاب، لتبلغ ركن مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع، هناك تلتقي كل مرة بصاحب الدار أحمد بحسون، الذي تتهلل أساريره لمرآها، فيجهز لها في كل مرة نفس النسختين من كتاب «المجنون»، مبتسماً مطمئناً إلى ذلك «الجنون اللذيذ»، الذي يسكنها ولم يفارقها منذ أكثر من 10 سنوات.. تأخذ أمل نسختيها الأثيرتين، وتنطلق كعادتها في رحلة بحث طويلة على امتداد العام عن شخصين يستحقان هذا الجنون أكثر من غيرهما، فتهديهما نسخة منه، وبالإصرار

والعزيمة نفسيهما تعيد الكرّة عاماً تلو الآخر دون كلل أو ملل، لعلها مصرّة على توثيق إشارات ورموز خفية وصفتها بالقول: «كتاب (المجنون) لجبران خليل جبران، كتاب أسرني منذ قرأته أول مرة في المرحلة الإعدادية، حين كنت مأخوذة بأدباء المهجر، وأفكارهم المتمردة على التقاليد الجائرة واللغة الجافة والنظرة العقيمة للحياة، كتاب مازلت كلما أعدت قراءته يملأ قلبي بهجة، ويرسل في روحي إشارات خفية بالأمل والحب والحرية».

وتتابع: «المجنون هو أول كتب جبران خليل جبران الإنجليزية المنشورة عام 1918، ويضم 35 حكاية رمزية وقصيدة نثرية، وتأتي الحكايات على لسان المجنون، الذي يتحرر من التقاليد والصور المسبقة التي قيدنا بها أنفسنا، ويدرك ما وراء نقاب العقل من أسرار، فيدعو إلى السمو الروحي والتوق إلى الكمال بلغة بسيطة، وتشبيهات بليغة راقية، تستسيغها براعة جبران وفرادته منذ أولى الحكايات التي يعرضها الكتاب بداية من (كيف صرت مجنوناً) إلى أروقة (الملك الحكيم)، و(الثلعب)، و(العالمان)، وصولاً إلى أكثر حكايته الأثيرة لديّ وهي (اللعين)».

«المجنون» كتاب مختلف، متمرد، فصيح، وشجاع، وهو كتاب التحرر والانعتاق الذي أراد به جبران لمجنونه أن يعبّر عن رؤيته للمثقف الذي عليه أن يواجه العالم بما يراه ويؤمن به، وينبئهم بما يتوقع دون زيف أو جبن أو خداع، وإننا اليوم قادرون بعد أن خضنا غمار التجربة الاجتماعية والميتافيزيقية لهذا الكتاب أن نجزم أننا لو عشنا كمجنون جبران، لعشنا أحراراً كما يجب لنا أن نكون.

فعل ثقافي

أمل اسماعيل شاعرة ومترجمة وعضو اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، صدر لها خمسة عناوين تنوّعت بين القصة القصيرة والشعر والثقافة وقصص الأطفال، كما لها مشاركات أدبية وثقافية في الصحف والمجلات، إلى جانب نشاطها الحالي كرئيس الفريق التنفيذي لـ«رأس الخيمة تقرأ»، المبادرة التي اختارت أن تعبّر بها إسماعيل عن انضمامها إلى هذا الحراك الثقافي العام والرؤية الشاملة التي كرّسها عام القراءة 2016 باعتباره مقوماً من مقومات الفعل الثقافي المستدام، وعمود البناء الحضاري والإنساني للمجتمع الإماراتي.

عن جبران

جبران خليل جبران «شاعر وكاتب ورسام لبناني عربي من أدباء وشعراء المهجر هاجر صبياً مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على جنسيتها، ولد في السادس من يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية. توفي في نيويورك 10 أبريل 1931 بداء السل. ويعرف أيضاً بخليل جبران، وهو من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني. هاجر وهو صغير مع أمه إلى أميركا عام 1895 حيث درس الفن وبدأ مشواره الأدبي. عرف جبران بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير ولاوزي.

تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية، التي حاربها في كتبه ورسائله.

تويتر