«كريستيز» في دبي.. المزاد يحتفل ببلوغه 250 عاماً
113 عملاً، يمكن وصفها بكونها من الأعمال المميزة والنادرة، يطرحها مزاد كريستيز في المزاد الذي يفتتح، بعد غد، في دبي. كما تعد المجموعة تتويجاً للاحتفالات التي تمت في مارس الماضي، بالذكرى السنوية العاشرة لوجود المزاد في دبي، وكذلك الاحتفالات حول العالم بمناسبة تأسيس كريستيز منذ 250 سنة، حيث عقد المزاد الأول عام 1766 في لندن. مديرة مزاد كريستيز، هالة خياط، أكدت لـ«الإمارات اليوم»، أن «النسخة الحالية من المزاد تتميز بكونها تكرس الاستمرار بعد السنة العاشرة، والمقتنون في السوق باتوا على معرفة ودراية بأعمال الفنانين، فالمزاد اليوم بات وجهة لمقتنين واعين، حيث إن وجود المزاد أسهم بشكل مباشر في زيادة الوعي، وقد أثرينا ثقافة الجمهور من خلال ما يزيد على 30 مزاداً، طرح من خلالها ما يقارب 3000 لوحة، وهذا ما يجعلنا نقدم أعمالاً اليوم لو قدمناها من قبل لما عرف الناس أهميتها». ولفتت إلى أن المزاد يضم بعض الأعمال التي تتميز بكونها الأعمال الأولى لبعض الفنانين، وتعود لمراحل الطفرات، فهي أعمال استثنائية رسمها بعض الفنانين وفق منهجية لم يعد إليها في مرحلة لاحقة، أو أنها تعود لمرحلة التجريب والبحث عن الهوية، ولهذا تعد مهمة ونادرة. ومن هذه اللوحات النادرة، تحدثت خياط عن عمل محمود سعيد، الذي هو عبارة عن لوحة مختلفة عما قدم في مزادات سابقة، إذ يصور الرجل المصري الصعيدي بشكل صادق، ويحمل الكثير من التعب، إلى جانب لوحة رسم فيها ضهور الشوير في لبنان، وهي تبرز كيف قدم الفنان مجموعة من الأعمال التي تعود لأزمنة مختلفة ولبلدان أخرى.
مزاد خيري يتعاون مزاد كريستيز مع مبادرة «جسور ملكية»، وهو المزاد الخيري الذي يضم أعمال فنانين من العائلات الملكية والحاكمة، ويعود ريعه إلى «برنامج الغذاء العالمي». وأشادت هالة خياط بفكرة المبادرة لتسليط الضوء على فنانين من عائلات ملكية، وأكدت أن المبادرة جميلة. قراءة الكاتالوغ حول «الكاتالوغ» الذي يصدره المزاد ويحمل توثيقاً كاملاً للوحات، لفتت مديرة المزاد، هالة خياط، إلى وجوب قراءته بالطريقة الصحيحة، إذ يتم تضمينه ملكية اللوحة، بحيث يتم وضع المجموعة التي تعود لها اللوحة، وهذا ما يزيد من الصدقية، إلى جانب اسم الفنان وتاريخ ميلاده، واسم اللوحة، كما يتم ذكر المعلومة بدقة حول مكان وجود توقيع الفنان على اللوحة. ويتم كذلك وضع القياس، ثم سنة إصدار العمل، إلى جانب السعر المطروح به البيع، بينما ندخل في تاريخ اللوحة لتقديم كيفية انتقال ملكيتها من الفنان، إلى جانب ذكر المنشورات التي نشرت فيها اللوحة. |
وأشارت إلى أن الدور الذي يلعبونه في مجال التثقيف يكمن في تقديم التوثيق للوحات ولبعض الأعمال، فاللوحات التي مرت بالمزاد توثق بشكل تاريخي، وهذه المعلومات تتوافر أيضاً عبر الموقع، ما يجعل كل الباحثين في الفن قادرين على معرفة الكثير عن الفنان الذي يرغبون باقتناء لوحاته أو حتى عن الأعمال، علماً أنها لم تكن تتوافر في السابق.
وحول الاقتناء وتأثره بالحالة الاقتصادية التي تعاني الجمود حول العالم، لفتت إلى أن الحركة الفنية تتأثر بلاشك، والمبيعات أقل حول العالم، ولكن المزاد في دبي صغير وهذا ما جعله بمنأى عن الأثر، إلى جانب الأسعار التي وضعناها على اللوحات، التي تعد مدروسة جداً، ومشجعة جداً على الاقتناء.
أما اختيار اللوحات في المزاد فله معايير عدة، أوضحتها خياط بالقول «يتم اختيار اللوحات عبر النظر إلى مجموعة عوامل، ومنها أولاً تاريخ الفنان المهم، ولسنا نحن من يقرر أهمية الفنان، ثم نعود بعدها إلى عمل الفنان نفسه، فنختار العمل المتكامل من حيث الشكل التركيبي والأجود من حيث الموضوع المرسوم، ثم ننظر إلى اللوحة الأقدم أو المرممة، واللوحة الموقعة والمعروضة ضمن معارض في السابق. وشددت على أن هذه المعايير لا تعني أن اللوحات هي زبدة الإنتاج الفني، لأن هناك لوحات أهم لا يريد مقتنوها أن يبيعوها، لكن ما نقدمه في المزاد هو أفضل ما عرض علينا أو سعينا إلى جلبه، منوهة بزيادة الثقة بين الدار من قبل أصحاب المجموعات، ومشددة على أن مهمة البيع ليست صعبة، فاللوحة ستباع بكل تأكيد، لكن الأصعب هو الحصول على اللوحات لبيعها.
وحول المقتنين بيّنت خياط أنهم ينقسمون بين 55% من العرب في المنطقة و45% من الأجانب، وهذا جيد لتثبيت أسعار فناني المنطقة في السوق الغربية، لأن الأخيرة هي السوق الحقيقية للأعمال الفنية.
أما تحطيم بعض اللوحات للأرقام التي تطرح بها اللوحات، فشبهت خياط المزاد بلعبة الحظ، إذ يكفي أن يكون هناك مهتم واحد باللوحة كي تباع، لكن تحطيم الأرقام ينتج عن اهتمام أكثر من مقتنٍ باللوحة نفسها، إذ ما نشهده أحياناً هو الانجرار للذوق العام، وكأن المقتني ينتظر التأكيد من منافسه أن اللوحة جميلة، أو بسبب المنافسة الشخصية بين اثنين، أو من يريد اقتناء اللوحة لأسباب شخصية، فهؤلاء جميعاً يرفعون أسعار اللوحات، إلى جانب ندرة وجود العمل في السوق.