أعاد كتابتها وفق رؤيته الخاصة
محمد نورالدين: «رباعيات الخيام» سحرتني منذ الطفولة
علاقة خاصة جداً تربط الكاتب والناشر الإماراتي محمد نورالدين بـ«رباعيات الخيام»، فهي علاقة لم تقتصر على التأثر بالكتاب فقط، لكنها أنتجت عملاً أدبياً جديداً قدّم فيه نورالدين «الخيام» برؤيته الخاصة.
عن بداية علاقته بـ«رباعيات الخيام» يقول محمد نورالدين: «سحرني كتاب (رباعيات الخيام) منذ المرحلة الإعدادية، وأيقظ بداخلي علامة الاستفهام الكبيرة التي مازالت تبحث عن الجواب. فالأسئلة الوجودية التي تطرحها الرباعيات أحس بأنها تعيد تكويني مرة بعد أخرى كلما أعيد قراءة رباعية من رباعيات الخيام، وكأن القرون التسعة التي تفصل بيني وبين الخيّام لم تعرف أن تعتّق التجديد الذي يميّز رباعياته. فقد حاول ترجمة الرباعيات في القرنين الماضيين أكثر من 100 مترجم إلى اللغة العربية وآلاف المترجمين على مستوى العالم إلى مختلف اللغات الحية، لتصبح هذه النصوص أهم النصوص الشعرية على مستوى تاريخ البشرية، وكلما أقرأ لمترجم جديد من مترجمي الخيام أحس بأني ألج إلى عالمه من باب آخر، وأرى ألواناً وأطواراً جديدة ورؤية متجددة لم أكن أراها سابقاً».
ويضيف: «هذه العلاقة القديمة والعميقة كانت دافعاً لي لتأسيس مكتبة خيامية خاصة في منزلي لمختلف الترجمات وقمت بمقارنتها، حتى افتتحت أمامي آفاق تأويل الرباعيات لأعيد كتابتها بقصيدة النثر الحديثة، وأقدم الخيام في كتاب من تأليفي بشكلٍ مختلف ومغاير، ولم يكن ذلك مقدوراً لي إلا من خلال القراءة وإعادة قراءة الرباعيات في سنين طويلة وفي نصوص مختلفة المنابع والمشارب».
من علاقته بالخيام؛ ينتقل نورالدين إلى علاقته بالقراءة بشكل عام، موضحاً: «من الصعب أن أتذكر علاقتي الأولى بالقراءة، فوالدي كان يقرأ معي ومع إخوتي القرآن الكريم منذ سنين الطفولة الأولى، وحتى قبل معرفتنا بقراءة الحروف، بينما كان يصر على أن نتابع كلمات المصحف وهو يقوم بتلقيننا القراءة والتجويد، كما درج عليه القدماء في الكتاتيب، وقد تكون هذه العلاقة الأولى بالحروف أو الرموز الصوتية من خلال النظر والسماع هي من أنشأت بداخلي نوعاً خاصاً من الانتماء إلى الكتاب وملمسه ورائحته، ومن الصعب أن ينزع ذلك مني مهما تقدمت التكنولوجيا، فأنا حريص على أن أقتني الكتب لي ولأولادي بالرغم من أن مكتبتي المنزلية اكتظت بآلاف الكتب، ولكن كلما أتذكر مكتبة جدي، رحمه الله، وحرصه على القراءة والكتابة فإن ذلك يحيي بداخلي شغف الحصول على كتب جديدة وقديمة، وكذلك يحفزني على التأليف والنشر، وقد نشرت حتى اليوم 12 كتاباً في الشعر والأدب والسيرة والنقد، سواء في الأدب الشعبي أو الفصيح أو حتى الأدب الإنساني.
وأشار صاحب دار «نبطي» للنشر الى أن القراءة، دون شك، أضافت له الشيء الكثير؛ فهي سبب مباشر لتطور نصوصه، وداعمة أولى لمراجع أبحاثه، وعامل مهم من عوامل تكوين شخصيته وتنمية مهارات التواصل مع نفسه والآخرين، مضيفاً «لا أظن أن هناك ما يستطيع التأثير في الإنسان من خلال كل هذه الجوانب المختلفة كالقراءة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news