المحلية بوابة العالمية
عبّر المكرّمون في الدورة الحالية من مهرجان السينما الخليجي، المقامة حالياً في أبوظبي، عن تقديرهم لبلدانهم التي رشحتهم للحصول على هذا الاحتفاء، مؤكدين أن السينما في الخليج تشهد تطوراً سريعاً، ولكنها لم تمثل صناعة متكاملة بعد، وربما ينطبق عليها وصف «حركة سينمائية» أكثر، وأن النجاح والوصول إلى العالمية لابد أن ينطلق من المجتمع المحلي للفنان، من خلال التعبير عن قضاياه وهويته.
غلوم: لا تنازلات طالب حبيب غلوم صنّاع السينما الشباب بعدم تقديم تنازلات، وعدم إخراج فيلم بإمكانات غير مناسبة لإنتاج عمل جيد، وأكد حرص الفنانين الكبار على دعم صنّاع الأفلام الشباب، وقبولهم المشاركة في الأعمال التي تعرض عليهم، إذا ما كانت جيدة، حتى من دون أجر.
استقبال استقبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أمس، في قصره بأبوظبي، نجوم وفناني الخليج المشاركين في الدورة الثالثة من مهرجان السينما الخليجي، الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، تقديراً لدورهم ومكانتهم في مجال الفن السابع. |
وأشارت المخرجة البحرينية، إيفا داوود، في الجلسة التي نظمتها إدارة المهرجان للمكرّمين، وأدارها عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الدكتور حبيب غلوم، إلى سعادتها بالتكريم كمخرجة عربية، وكأنثى، «حيث مازالت المرأة، حتى في أميركا وأوروبا، تخضع لعصابة الذكورة التي تسيطر على كل شيء»، لافتة إلى أنها مدينة بنجاحها كمخرجة لزوجها الذي شجعها على تحقيق حلمها بالعمل في الإخراج، «وهو الذي منح لعقلي جناحي الحلم». كما اعتبرت أن «تكريم المبدع من قبل بلده يمنحه قاعدة ثابتة للانطلاق نحو العالمية، ليحكي عن بلاده وحضارتها وتاريخها أمام العالم، إذ يمثل الفيلم لغة تواصل ليست بصرية فقط، ولكن أيضاً تاريخية وجغرافية».
وقالت داوود إن «علاقة خاصة تربطها بأبوظبي، فقد شهدت فيها أول فرحة في مشوارها السينمائي مع حصول فيلمها الأول (السندريلا الجديدة) بجائزة (اللؤلؤة السواء) في مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2010، وكانت وقتها لاتزال طالبة في أكاديمية نيويورك. والآن تشهد أبوظبي تكريمها في مهرجان السينما الخليجي». وذكرت أنها «تعدّ نفسها مخرجة في بداية طريقها السينمائي الذي بدأ عام 2007، نظراً لأحلامها العريضة المتعلقة بالإخراج السينمائي»، مؤكدة أن نشاطها السينمائي انطلق عبر بوابة الأفلام القصيرة، التي وصل عددها إلى ستة أفلام، وشاركت رسمياً في أكثر من 200 مهرجان عالمي، وكان حصادها من الجوائز 70 جائزة، عن أفلام «السندريلا الجديدة»، و«في غيابات من أحب»، و«عفريت النبع»، و«لو كنت معي»، و«ربيع مر من هنا»، و«سارق النور».
من جانبه، أشار المخرج الإماراتي، علي مصطفى، إلى أنه يسعى من خلال أفلامه إلى تقديم صورة عن السينما الإماراتية، موضحاً أنه «إلى الآن لا توجد صناعة سينما إماراتية، ولكن على الجميع أن يعمل ويستمر في العمل لتأسيس هذه الصناعة»، معرباً عن أمله في أن يكون المستقبل أكثر ازدهاراً. ورأى أن «مهرجان السينما الخليجي فرصة لتسليط الأضواء على صنّاع الأفلام بالخليج، ودعم الحركة السينمائية المتنامية بالمنطقة».
واستعرض مصطفى علاقته بالسينما وصناعة الأفلام التي بدأت منذ صغره، ففي 2005 قدم «تحت الشمس»، الذي كان أول فيلم إماراتي يصور باستخدام فيلم 16 مم، وحصل على جائزة أفضل فيلم إماراتي، ضمن مسابقة الأفلام الإماراتية في ذلك العام. ثم دخل بعد ذلك مجال الإعلانات كمساعد مخرج، ثم كمخرج وقدم أعمالاً حققت نجاحات ملحوظة، ليعود بعد ذلك إلى الإنتاج السينمائي بفيلم روائي طويل هو «دار الحي»، الذي نجح في تحطيم الأرقام القياسية لشباك التذاكر بالنسبة لفيلم سينمائي إماراتي، تلاه فيلم «من ألف إلى باء»، الذي كان أول فيلم إماراتي يتم اختياره لافتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي قبل أن توقف المهرجان، في حين عرض أحدث أعماله فيلم «المختارون» في مهرجان لندن هذا العام.
بينما أشار الفنان القطري، خليفة المريخي، إلى أن بدايته كانت من خلال الفن التشكيلي، ثم انتقل إلى المسرح ومنه إلى السينما راغباً في تقديم لوحات تجمع بين جماليات الفن التشكيلي والسينما. وانتقد دخول البعض مجال الفن والسينما بهدف تحقيق النجومية فقط، معتبراً أن «الفنان الحقيقي لا ينظر إلى النجومية أو يسعى إليها، ولكنه يسعى إلى عمل متميز يحمل رؤية وفكراً». وتابع: «الجوائز لا تمنح أصحابها التفوق على الآخرين بالضرورة. والعالم لا ينظر إلى التقليد، لكنه يهتم فقط بالأطروحات الجديدة والمبتكرة. وبالنسبة لي السينما هي بحر واسع، ومازلت أشعر أنني في البدايات».
في حين أوضح المخرج أحمد الخلف، من الكويت، أن «رغبته في أن يرى الناس أفلامه كانت نقطة التحوّل بالنسبة له من إخراج الأفلام القصيرة، بعد أن قدم ثلاثة أفلام قصيرة حصلت على العديد من الجوائز، إلى الأفلام الطويلة، إذ قدم فيلم (كان رفيجي)، الذي حقق نجاحاً ملحوظاً في دور العرض، ثم كان الفيلم الروائي الثاني (عتيج)، الذي يقدم عرضه الأول مهرجان السينما الخليجي بأبوظبي غداً، ومن ثم يعرض بدور العرض الكويتية الشهر المقبل». وشدد الخلف على أن «الوصول إلى العالمية يحتاج إلى الانطلاق من المحلية، وتقديم الأعمال للجمهور المحلي التي تعبّر عنه».