«الثقافة والعلوم» تحتفي بصاحب «الأزبكية»
ليس صدفة أن يكون كلا الحدثين المتتاليين في ندوة الثقافة والعلوم احتفائياً، فـ«الندوة تزهو بأبنائها وحينما يحققون إنجازاً، يجب أن تكون أول المبادرين بالإشادة به»، حسب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي.
«ثقافة» و«علوم» رأى رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، أن المناسبتين المتتاليتين في افتتاح الموسم الثقافي لـ«الندوة»، عكسا مجالي اهتمامها الرئيسين، وهما «الثقافة» و«العلوم». وأشار السويدي إلى أن الاحتفاء بالإنجاز العلمي للدكتور صلاح قاسم البنا، الذي حرص على حضور الحدث أيضاً ليلة أول من أمس، رغم حالته الصحية الصعبة، كان بمثابة احتفاء بقيمة «العلم»، ليأتي إنجاز أحد المنتمين لأسرة الندوة، هذه المرة في المجال الثقافي، لمدير تحرير مجلة «حروف عربية» ناصر عراق. درع وباقة ورد قام الأديب محمد المر بإهداء الروائي المصري ناصر عراق درع ندوة الثقافة والعلوم، مصحوبة بباقة ورد، احتفاء بفوزه بجائزتين مختلفتين، هما جائزة أفضل رواية منشورة، إلى جانب الجائزة الرئيسة وهي أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي. |
وخصصت ليلة أول من أمس لمناقشة احتفائية برواية «الأزبكية» للروائي المصري ناصر عراق، الذي يتولى إدارة تحرير مجلة «حروف عربية»، الصادرة عن الندوة، وذلك بعد فوزها بجائزتين مختلفتين في الدورة الثانية لجائزة «كتارا» للرواية، إحدامها جائزة أفضل رواية منشورة وقيمتها 60 ألف دولار، إلى جانب الجائزة الكبرى، وهي أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي وقيمتها 200 ألف دولار.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، الأديب علي عبيد، في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»: «قرأت (الأزبكية) في وقت مبكر من انتهاء عراق من كتابتها، وتوقعت لها حظاً وفيراً في سباق جوائز (الرواية)، في حال قرر مبدعها الرهان عليها، ومن وجهة نظري إن (الأزبكية) من الروايات النادرة، التي توافر لها الجمع بين رضا القارئ وإمتاعه، وإشادة الناقد وإقناعه».
وتابع: «عراق الذي وصل برواية سابقة له هي (العاطل) إلى القائمة القصيرة للنسخة العربية من جائزة (البوكر)، يخطو الآن خطوة أخرى مهمة، بهذه الجائزة التي سبق لأسماء مهمة مثل واسيني الأعرج، وإبراهيم نصرالله، وعبدالمجيد إبراهيم وغيرهم التتويج بها».
وأشاد عبيد بشكل خاص بقدرة عراق على الغوص في أعماق المجتمع المصري بأسلوبه الخاص، من خلال استدعاء مرحلة الحملة الفرنسية على مصر والشام.
وأعرب الأديب محمد المر عن حالة الفخر لكل منتمٍ لأسرة «الندوة»، بإنجاز عراق، معتبراً «عراق امتداداً معاصراً لتجربة مصرية متألقة في مجال الإبداع الروائي».
وأضاف: «لا يوجد أديب عربي في مختلف مراحل الأدب، إلا وتأثر بالتجربة المصرية، خصوصاً في مجال الرواية، وأسماء الأعلام المصرية في هذا المجال، بدءاً من رواية زينب لهيكل، وأعمال إحسان عبدالقدوس، ومحفوظ، والسباعي، وقائمة يطول حصرها، لكن الأبهى أن تلك التجارب اللامعة لاتزال ممتدة في العصر الحديث».
وقال المر: «تتميز تجربة عراق بتأثر واضح بعمله الممتد في المجال الإعلامي، كما أن استقراره بالإمارات أيضاً من الخطوط العريضة المؤثرة في مجمل تجربته، وهو ما ظهر بشكل مباشر في أكثر من رواية له»، مضيفاً أن صاحب «الأزبكية» بنى تجربته بتروٍّ ودأب وأناة، أصقلت نتاجه الروائي على نحو ملحوظ.
وقال الدكتور عبدالخالق عبدالله إن «ناصر عراق استطاع الولوج في تلابيب الحالة الثقافة الإماراتية، وهو ما تفصح عنه بوضوح بعض رواياته التي وصلت إلى سبع روايات في نحو 10 سنوات، ما يعني أنه شديد المثابرة على الكتابة، لكنه الكم الذي ترافق مع كيف يؤشر إلى شغف بالكتابة، من خلال لغة عذبة شفافة قرينة إمتاع قارئها».
وأبدى الدكتور صالح هويدي إعجابه بحالة المزج في «الأزبكية» بين «التاريخي» و«التخيلي»، على حد وصفه، مشيراً إلى أن الكاتب تمكن من نسج عالمه الخاص بالدرجة نفسها، التي تمكن عبرها من إقناع القارئ بصدقية الأحداث المتخيلة.
واعتبر هذه الشهادات بمثابة «جائزة كبرى أخرى» تُهدى إليه، قبل أن يشير إلى أنه سعى إلى فهم الواقع، من خلال استدعاء التاريخ، مختاراً مرحلة لاتزال تحمل الكثير من التفاصيل «المنسية»، حسب إشارته.