الكتيابي والبياسي في ضيافة «بيت الشعر»

«على كيفي»، واحدة من القصائد التي يحفظها أغلب السودانيين عن ظهر قلب، كانت حاضرة في أمسية بيت الشعر، أول من أمس، حيث طلبها الجمهور السوداني الذي حضر الأمسية، وأطربت جمهور «بيت الشعر» الذي بدا في أغلبه متفاعلاً معها وحافظاً لها.

ترتبط تلك القصيدة بحكاية، رواها الشاعر، عبدالقادر الكتيابي، قبل قراءة «على كيفي» قائلاً: يحكي أن تشكيلياً مر بلافتة سمّاك كتب عليها «محلات السر لبيع السمك المشوي والمقلي والمحمر»، فأقنع السماك أن يستغني عن عبارة «محلات بيع» لعدم جدواها ففعل، ثم مر عليه بعدها وأقنعه بأن السمك عادة يشوى أو يقلى أو يحمر، وبالتالي لا داعي لها في اللافتة، فحذفها، ثم مر عليه بعدها وفهمه أن كلمة السمك تحصيل حاصل، بسبب الرائحة المنتشرة في الشارع، فلم يبق على اللافتة إلا كلمة «السر». ويتابع الشاعر في سرد القصة ليقول: «هذا ما حدث لهذه القصيدة مع مقصات الرقيب، وحينما نشر المقطع المسموح به فاحت رائحة السمك وكثر السؤال عن الغائب في النص».

كما قرأ شاعر السودان وشاعر أم درمان، عبدالقادر الكتيابي، في الأمسية التي قدمتها الشاعرة، ساجدة الموسوي، قصائد أخرى، فهو وفقاً للموسوي ولد في عائلة كلها شعراء، وهو من شعراء الصف الأول في السودان.

وقال الكتيابي: «في غمرة هذا الجرح الراهن من فظاعة جرح كرامتنا العربية والإسلامية، لا يستحي الرجل منا أن يتحسس شاربه تعزياً، وعزائي، هنا في هذا المقام، أن أقرأ بعض الأشعار القديمة، تعود إلى الفترة بين 1982 و1998»، وأضاف: «أعلم أنه لم يعد للكلمة العربية على (عرب اليوم) غالباً تأثير يرتجى، وأنه («ما لجرح بميت إيلام)، وأن قيمة الشعر قد ذهب جلها، فأصبح مقامه بين المختلفين عليه، أشبه ما يكون بمقام علي، كرّم الله وجهه، حيث سأله أحدهم: لماذا اتفق الناس على خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، واختلفوا على خلافتك، فأجابه على الفور: (لأنهم كانوا خلفاء على أمثالي، وكنتُ خليفةً على أمثالك)»، وتابع: «هكذا هو الشعر اليوم، مختلف في بيئته وفي شخصيته وفي مفرداته وفي دلالاته وفي تصنيفاته، أما الشعر الجديد فأظن أنه ربما لا يكون هنا مقامه».

قرأ الكتيابي «تعبت خيلي يا مولاي»، و«ديكور جديد في رواية قديمة»، وقصيدة رثاء «أجزني»، تعكس ملامح الوفاء والامتنان في رثاء فقيد الأدب والثقافة السودانية، عبدالله الشيخ البشير، وبدوره قرأ الشاعر محمد البياسي عدداً من قصائده، ومنها «حب ممنوع»، و«إنه العاصي».

تويتر