«رضا».. تقرأ لتطل على العالم

عندما نما إلى علمها خبر انطلاق «تحدي القراءة العربي»، عرفت أنها أمام تحدٍّ صعب، يفوق في صعوبته قراءة 50 كتاباً في عام دراسي واحد، فثمة تحديات أخرى يفرضها واقع اجتماعي وثقافي في الريف، يتعيّن عليها التعامل معها وتخطيها بنجاح. لكن الحياة لم تكن بخيلة تماماً مع (رضا) في تلك البقعة من الأرض التي أنجبت عظماء في الأدب والشعر والسياسة، فقد كبرت رضا عبدالله محمد في حضن أبوين يدركان بالفطرة أن القراءة أمر مهم. تقول (رضا): «نفتقر في منطقتنا إلى المكتبات العامة، فرغم انتشار التعليم إلا أن القراءة والمطالعة ليستا منتشرتين، عن نفسي كنت محظوظة لأنني نشأت وسط عائلة تدرك بالفطرة أن القراءة هي نبع المعرفة».

كل فرد في عائلة رضا شارك في هذا التحدي، الأخت الكبرى كانت تؤمّن لها الكتب، أما بقية أفراد الأسرة فكان عليهم أن يقضوا الليل من دون تلفزيون ليوفروا لرضا أجواء هادئة للتركيز في القراءة.

تشاركنا (رضا) تجربتها بالقول: «كان أمامي تحديان: أن أحافظ على تفوقي الدراسي، وأن أقرأ الكتب التي تؤهلني لبلوغ النهائيات، فكنت أقرأ من الساعة السابعة مساء وحتى التاسعة يومياً، وهما ساعتان مكثفتان تتطلبان تركيزاً واجتهاداً، وكنت حريصة على ألا يكون استعدادي للمسابقة على حساب تحصيلي التعليمي». رضا قبل التحدي ليست هي نفسها بعده، إصرارها على قراءة 50 كتاباً لتثبت تميزها وتفوقها، عمل على توطيد علاقتها بالكتاب، وضاعف شغفها بالمعرفة، لم تعد القراءة مجرد هواية، بل شرطاً أساسياً لتطوير الذات والتأثير في البيئة من حولها.

تويتر