إكرام حمادين.. وحب الـ «تحدي»

على الرغم من أنها في الـ15 من العمر فقط، إلا أن (إكرام) تبدو أكثر نضجاً وحكمة بالنسبة لفتاة في سنها. فالصبية الصغيرة، التي أحبّت عالم الخيال، سمحت لروحها بأن تحلق بعيداً، وسعت لأن يكون لها صوت قوي مسموع، فهي ابنة فلسطين التي تعلّمت من واقعها الصبر والعناد والحلم رغم كل شيء.

(إكرام) أحبّت كلمة التحدي وعشقت كل حكايات الأبطال، وفي غفلة من عمرها انتقلت من قصص الخيال إلى حكايات الشجاعة والبطولة.

عن علاقتها بالقراءة، تتذكر (إكرام) أولى الكلمات التي تسربت إلى خيالها: «بدأ حبي للقراءة عندما قرأتُ أول قصة بعنوان (الرِجل المقطوعة) للكاتب خالد جمعة؛ أحببت القصة التي تروي حكاية كلب قطعت رجله وساعده عصفور على تجاوز محنته، بعدها بدأت أميل إلى حكايات البطولات، ومن أحبها إلى قلبي شخصية الزعيم الهندي المهاتما غاندي».

لم تكن الصبية لتكتسب ثقة وإيماناً أكبر بقدرتها على تغيير واقعها، وانتهاء بعدها عن أبيها، لولا عالم الحكايات والبطولات الذي تعرّفت عليه بالقراءة.

وعن الناس الذين ساندوها تقول (إكرام): «من دعمني فهو يحبني ويريدني أن أبني مستقبلاً باهراً، أمي وإخواني وأخواتي كانوا إلى جانبي وشجعوني لأفوز في التحدي».

نبرتها تشي بإصرار مجبول بشغف فضولي وبوعي مبكر لما يجب أن تكون عليه الحياة الحقيقية. لا تتحدث (إكرام) عن المعاناة التي رافقت رحلة تحدي القراءة، الفخر بإنجازها يملؤها اكتفاء، ومن أراد التفاصيل فليسأل أستاذها المشرف على مسيرة التحدي، سعد صباح.

حكاية (إكرام) التي نجت من الحر والبرد ووصلت إلى نهائيات تحدي القراءة العربي، تجد سرّها في حكاية الخروف «حنتوش»؛ القصة الأولى التي كتبتها أختها صالحة حمادين، وفازت عنها بجائزة هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية من بين 1200 طفل من جميع أنحاء العالم، فالشقيقتان اللتان يجمعهما شغف القراءة، مدينتان للحكايات في الكتب، هذه الحكايات التي منحتهما الأمل والإصرار على النجاح.

تويتر