استهلال أحد رواد النهضة
بمقدمة تسبق زمنها، وترنو إلى التنوير، يستهل رفاعة رافع الطهطاوي الذي يعد أحد رواد النهضة في مصر كتابه: «تخليص الإبريز في تلخيص باريز».
ويتطرّق رفاعة (1801 - 1873) إلى الرحلة الباريسية، وغرضه من توثيق كل مشاهداته في عاصمة النور: «ليست هذه الرحلة مقتصرة على ذكر السفر.. بل هي مشتملة أيضاً على ثمرته وغرضه، وفيها إيجاز العلوم والصنائع المطلوبة، والتكلم عليها، وعلى طريق تدوين الإفرنج لها، واعتقادهم فيها، وتأسيسهم لها، وقد سميت هذه الرحلة تخليص الإبريز في تلخيص باريز أو الديوان النفيس بإيوان باريس، وقد حاولت في تأليف هذا الكتاب سلوك طريق الإيجاز، وارتكاب السهول في التعبير، حتى يمكن لكل الناس الورود على حياضه، والوفود على رياضه». ويختتم صاحب الكتاب المقدمة بدعاء: «أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يجعل هذا الكتاب مقبولاً، لدى الخاص والعام، وأن يوقظ به من نوم الغفلة سائر أمم الإسلام من عرب وعجم. إنه سميع مجيب، قاصده لا يخيب».